الطب > علوم عصبية وطب نفسي

ما هو تأثير الماريوانا على العناكب؟

بعمرك شفت عنكبوت محشّش؟

لأ ما عم نمزح، هالمرة عنجد!

توجد مستقبِلات الكانابينُويْد cannabinoid receptors في الثدييات غير البشرية والطيور والزواحف والأسماك، وحتى في بعض اللافقاريات. لذا فالعديد من الحيوانات تتأثّر بالماريوانا marijuana (القنّب الهندي أو الحشيش).

غير أنّ معظم هذه التأثيرات ليست بتلك المثيرة للدهشة.

تتصرّف القطط والكلاب بطريقة مضحكة وتترنّح كالسُّكارى بعد أن تأكل الحشيش (weed وهي تسمية دارجة لحشيشة الماريوانا)، كما أنّ القردة التي تتعرّض لتأثير مركّب رباعي هيدروكانابينول THC (وهو مادة مخدّرة، تعتبر المادة الفعّالة الرئيسية في حشيشة الماريوانا) تستمرّ في طلب المزيد.

وتبدو العناكب ممتعة ومثيرة بشكل غير محدود عندما تثمل بتأثير بعض المخدّرات أو العقاقير؛ حيث يكون تأثّرها واضحاً في الشبكات التي قامت ببنائها بعد ذلك.

في عام 1948 بدأ عالم الحيوانات الألماني H.M. Peters بدراسة سلوك العناكب في بناء شبكاتها، حيث كانت العناكب في حديقته تقوم ببناء شبكاتها بين الساعة الثانية والخامسة صباحاً، وهو وقت غير ملائم لساعات عمله ولا يتيح له مراقبتها أثناء قيامها بالعمل، فقام بسؤال صديقه المختصّ بعلم الأدوية P.N. Witt إن كان هناك بعض الأدوية التي تحفّز العناكب على بناء شبكاتها في وقت مناسب أكثر.

حاول Witt إعطاء العناكب دواء الأمفيتامين (وهو منبّه للجملة العصبية المركزية)، ورغم أنّ العناكب واصلت بناء الشبكات في الوقت المعتاد كما كانت، لاحظ العالمان أنّ الشبكات أصبحت أكثر عشوائية من الطبيعية. وخلال العقود القليلة التالية، استمر Witt بإعطاء العناكب جرعات من أنواع مختلفة من المواد نفسية المفعول مثل الماريوانا وثنائي إيثيلاميد حمض الليسرجيك LSD (مادة ذات تأثير مهلوِس) والكافيين والمسكالين mescaline (مادة مهلوسة)، وذلك حتى يرى كيف ستتفاعل العناكب مع هذه المواد.

ونظرأ لأنّ العناكب غير قادرة على الشرب من الأباريق الصغيرة التي كان يستخدمها، قام Witt بإذابة الأدوية في ماء محلّى بالسكر، أو كان يحقن الأدوية داخل الذباب ثم يقوم بإطعامه للعناكب.

لقد أثّرت الأدوية على حجم وشكل الشبكات العنكبوتية، وعلى عدد أنصاف الأقطار واللوالب الحلزونية، وعلى انتظام الخيوط ومميّزات أخرى.

وبمقارنة الصور والقياسات للشبكات الطبيعية والشبكات المنسوجة تحت تأثير العقاقير لاحظ Witt والباحثون معه كيف أنّ المواد المختلفة كانت لها تأثيراتٌ مختلفة؛ سواءٌ على شكل الشبكة وامتدادها أو المهارات الحركية للعناكب وسلوكها.

للأسف لم يكن لهذه الدراسة تطبيقات عملية في ذلك الوقت لذلك لم تستمر. وفي عام 1995 قامت وكالة ناسا NASA (الهيئة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء بأمريكا) بإعادة تجارب Witt وقامت بتحليل الشبكات بأدوات إحصائية حديثة وبصور معالجة، فسمح لهم ذلك بقياس الاختلافات بين الشبكات، وتوصلوا إلى أنّ مثل هذه المقارنات يمكن استخدامها لاختبار سمّية المواد الكيميائية المختلفة على العناكب بدلاً من الحيوانات الأرقى كالفئران، ممّا سيوفر الوقت والمال.

وسنستعرض فيما يلي الشبكة العنكبوتية الطبيعية والشبكات التي تم نسجها تحت تأثير الأدوية.

في هذه الصورة تظهر الشبكة العنكبوتية الطبيعية:

في الصورة التالية شبكة عنكبوتية تم نسجها تحت تأثير الماريوانا، حيث يظهر أنّ العنكبوت قد استسلم بسهولة في نصفها تقريباً ولم يكمل النسج، وغادر الشبكة قبل إنهائها.

الشبكة التالية تم نسجها تحت تأثير البنزدرين Benzedrine (وهو اسم تجاري للأمفيتامين؛ الدواء المنبّه للجملة العصبية)، حيث يظهر أنّ العناكب قامت بنسجها بشكل نشيط، وحتى باهتياج شديد، لكن بدون تخطيط أو انتباه إلى التفاصيل، فتميّزت هذه الشبكات بشقوق أو فجوات كبيرة.

الشبكة التالية تم نسجها تحت تأثير الكافئين؛ إذ تبدو أصغر ولكن أعرض، وتتميز بخيوط تتقابل بزوايا منفرجة، وبوجود خلايا غير منتظمة، وعدم وضوح نموذج عجلة الدرّاجة (المركز والأشعة المنطلقة منه).

أما العناكب التي أعطيت هيدرات الكلورال chloral hydrate (دواء مهدّئ ومنوّم) فقد استسلمت مبكراً وتخلّت عن متابعة بناء شبكاتها بشكل أسرع من العناكب التي كانت تحت تأثير الماريوانا.

وأخيراً، العناكب التي أعطيت جرعات صغيرة من LSD كانت شبكاتها متناسقة هندسياً أكثر من تلك الشبكات التي نُسجت عندما كانت العناكب صاحية sober)).

برأيكون إذا كانت العناكب بتوقّف عن بناء شبكتها قبل ما تكمّلها وقت تكون تحت تأثير الحشيش (الماريوانا)، فكيف بتتوقعوا الإنسان يلي بيدخن الحشيش أو حتى يلي بياخده كل فترة والتانية رح يكون أداؤه بكل جوانب حياته؟ من سواقة السيارة للدراسة للشغل...

ونفس السؤال بينطبق على بقية الأدوية المخدّرة والمنبّهة والمهلوسة!

المصدر: هنا

حقوق صورة المقال: THINKSTOCK

حقوق باقي الصور تعود لناسا NASA