الطب > مقالات طبية

مرض العصر قد يفتك بفمك وأسنانك

يُخطئُ بعض الأشخاص في التّفريق بين زيادة الوزن (Overweight)، والبدانة (Obesity)، فالبدانة زيادةٌ مُفرِطة بشحوم الجسم، وتبلغ قيمة مشعر كتلة الجسم BMI) 30)، أو أكثر، وأما في زيادة الوزن تكون قيمة (BMI)أكبر من 25، ومشعر كتلة الجسم (BMI) مقياسٌ يُستخدم لتحديد البدانة عند البالغين، ويحسب بتقسيم وزن الجسم بالكيلوغرام على مربع الطّول بالمتر مربع.

وللبدانة مخاطر عديدة على الصّحة العامة، فهي تزيد من خطورة الإصابة ببعض الأمراض، مثل السّكري، وارتفاع ضغط الدّم؛ إذ تُؤدّي إلى توقف التّنفس أثناء النوم أحيانًا ، والأمر لا يقتصر على الصّحة العامة فقط؛ إذ  تبين وجود تأثير سلبي للبدانة على الصّحة الفموية، والأسنان أيضًا، فتسبب ما يأتي:

أمراض النّسج حول السّنية.

ما هي أمراض النّسج حول السّنية؟

إنتانات بكتيريَّة مُزمِنة، تُصيب النّسج المُحيطة بالأسنان (من ضمنها اللثة)، والعظم الدّاعم لها، وتؤدّي تلك الإنتانات في مراحلها المُتقدمة إلى فقدان الأسنان؛ بسبب ضعف الارتباط بين السّن والنسج المحيطة به.

ولقد وُجِدَ ارتباط واضح ومهم بين البدانة وأمراض النّسج حول السنية، وتُعدُّ البدانة عامل الخطورة الثاني بعد التّدخين؛ للالتهابات المُدمرة للنّسج حول السّنية؛ إذ يؤدّي نمط الحياة الخامل الخالي من النّشاط، وعادات الطّعام غير الصّحية، كالتّناول المُفرِط للسّكريات، والدّسم، والعَوز الغِذائي لبعض العناصر الغذائية إلى صحةٍ فمويةٍ سيئةٍ، وزيادةُ خطورةِ الإصابةِ  في أمراض النّسج حول السّنية.

و ترتبط الإصابة بالبدانة  بالتّوتر النّفسي المفرط في عمر مبكرغالبًا؛ إذ  يُعدُّ عامل خطورة آخر للإصابة بأمراض النّسج حول السّنية، و زيادة النّسج الشحمية ضمن الفم تسهم في تلك الخطورة أيضًا.

النخور السنية.

أظهرت دِراسة حديثة بأن البدانة عِند الأطفال تؤدّي إلى انخفاض تدفق اللّعاب مما يُحدث بدورهِ نخورًا سنيّة؛ إذ  يُعدّ اللّعاب ضروريًّا للوقاية من النّخر السّنيّ ضمن الحفرة الفمويَّة، وشخصت ننخور سنية عديدة في أسنان بعض المراهقين، الذين يعانون من الوزن الزائد (Overweight)، مقارنة مع المراهقين أصحاب الوزن الطبيعي، وأظهرت الدراسة بأن جميع المراهقين الذين يمتلكون عددًا كبيرًا من الأسنان المنخورة، أو المفقودة، أو المحشية يمتازون بالبدانة.

تُعدُّ معالجة مرضى البدانة تحديًا بالنسبة إلى طبيب الأسنان؛ بسبب الاختلافات التّشريحيَّة، والفيزيولوجيَّة التي يختلفون بها عن بقية الأصحاء؛ إذ تُسبب الشّحوم المُفرطة صعوبة الرّؤية في العمل الجراحي، وصعوبة التّخدير؛ إذ يصعب على الطّبيب تحديد المعالم التّشريحية بدقة، وكمثال على تلك الصعوبات التي تواجه الطبيب: قلع الأرحاء الثالثة؛ إذ يستغرق قلعها وقتًا كبيرًا بالمقارنة مع الأصحاء، وتتزايد الاختلاطات الآتية للقلع، وتُرافق العمليات الجراحية في منطقة الوجه والفكين صعوبات كبيرة أيضًا.

وينتج عن الشّحوم المُفرطة فتحة فم صغيرة أيضًا، والتي تسبب  رؤية غير واضحة، وصعوبة الوصول إلى الأماكن المختلفة ضمن الحفرة الفموية، وإعاقة الفحص الفموي  داخلًا وخارجًا.

ويُعدُّ الكرسي السّني غير مُلائم لعلاج مرضى البدانة، والكراسي في غرفة الانتظارأيضًا، فلا بد من استخدام  الكراسي من غير ذراعين.

ويُعرِّض التّركين والتّخدير الموضعي مريض البدانة لخطورة كبيرة، ويُحوِّل مرضى البدانة الذين بحاجة معالجة إلى مراكز تخصصية؛ إذ تعيق الشحوم المتراكمة حول الصدر والمعدة الوظيفة التّنفسية؛ مسببة ضيق في التّنفس، وعدم ارتياح عند الاستلقاء التام، ومن الممكن أن يُؤدي ذلك إلى اِنسداد الطرق التنفسية، ونقص الأكسجة، والإغماء، والدوار.

للمزيد من المعلومات عن البدانة يمكنكم الاطلاع على المقالين التالين:

هنا

هنا

المصادر:

1- هنا

2-  هنا

3- Yuan، J. (2012). Dentistry and Obesity: A Review and Current Status in U.S. Predoctoral Dental Education. Journal of Dental Education، 76(9)، 1129-1136.

4- Anand، N.، et al. (2014). Effect of Obesity and Lifestyle on the Oral Health of Pre Adolescent Children. Journal of Clinical and Diagnostic Research، 8(2)، 196-198.

5- Deshpande، N.، et al. (2017). Obesity and oral health - Is there a link?. Journal of Indian Society of Periodontology، 21(3)، 229-233.

6- هنا

7- هنا