الطب > ‏معلومة سريعة‬

يوم السل العالمي (World Tuberculosis Day)

يصادف الرابع والعشرين من آذار (مارس) يومَ السل العالميّ؛ ويهدف هذا اليوم إلى رفع الوعي العام بالمرض ومحاولة إجلائه نهائيًّا عن المجتمعات، وفي عام 2017؛ أفادت منظمة الصحّة العالميّة WHO بأنّ عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالسلّ وصلت إلى 1.8 مليون وفيّة، ولا يزال السلّ السبب الرئيس لكثيرٍ من الاعتلالات والوفيات في البلدان النامية؛ متضمّنةً بنغلادش. وفي إثيوبيا؛ كلُّ 261 شخص من أصل مئة ألف من التعداد السكّاني العام مصاب بالسلّ،  إضافةً إلى أعداد عالية من الإصابات في العديد من دول آسيا وإفريقيا وأوروبا الشرقية وأمريكا اللاتينيّة والوسطى.

يعدُّ السلُّ مرضًا مزمنًا تسبّبه عصياتٌ جرثومية تدعى "المتفطّرات السليّة Mycobacterium Tuberculosis"، وتنتقل الجرثومة من شخص إلى آخر عن طريق الهواء، وتصيب أساسًا الرئة. وتتميّز المتفطّرات السليّة بالعديد من الخصائص تبعًا لمحتوى جدارها العالي من الدسم؛ وهي: مقاومة الصادّات الحيوية المتعددة، وصعوبة تلوينها بملونات غرام وغيرها، والقدرة على العيش في الظروف القاسية كالحموضة أو القلوية العالية والمستويات المنخفضة من الأوكسجين، والبقاء حية داخل الخلايا المهاجِمة لها (كالخلايا البالعة). وتعتمد قدرة الجسم على التخلُّص أو الحد من الجراثيم على وضع الجهاز المناعي والعوامل الوراثيّة للفرد وكون التعرُّض للجرثومة أوليًّا أو ثانويًّا، وإضافة إلى ذلك؛ للمتفطِّرات السليّة العديدُ من العوامل الإمراضيّة التي تصعّبُ على الجسم التخلّص منها، فمثلًا؛ بسبب المحتوى العالي من حمض المايكوليك في المحفظة الخارجية للجرثومة؛ لا تستطيع الخلايا البالعة الكبيرة التخلُّص منها عن طريق البلعمة بسهولة، إضافة إلى العديد من مكونات الجدار الخلوي للمتفطرة السليّة التي تتلف الخلايا البالعة المهاجِمة لها مباشرة.

إلى جانب الجهاز التنفسي؛ يصيب السلُّ السبيلَ المعدي-المعوي والجهازَ اللمفي والجلدَ والجهازَ العصبي المركزي والجهاز العضلي الهيكلي والكبد والجهاز التناسلي، ولمّا كانت الرئة أكثرَ الأعضاء إصابة فالأعراض الظاهرة عند المرض هي: سعال مزمن، وألم صدري، ونفث دموي، وتعب وإرهاق، وخسارة في الوزن، وحمّى، وتعرّق ليلي.

حُددّت العديد من عوامل الخطورة للإصابة بالسلّ، منها: العوامل الاجتماعية الاقتصادية كالفقر وسوء التغذية والحروب، والضعف المناعي كالإصابة بفيروس HIV، أو المعالجة المزمنة بالكابحات المناعيّة، وبعض المهن: كالعمل في المناجم وأعمال البناء، إضافة إلى الإصابة بتغبر الرئة (السُّحار). ويمكن كشف الأشخاص المتعرضين للجرثومة بواسطة اختبارات كشفٍ خاصّة مثل اختبار مانتو الجلدي والاختباراتِ المناعية وتختلف النتائج بحسب شدّة الإصابة.

يُشخَّصُ السلُّ بواسطة الصور الشعاعيّة للصدر واستخدام تلوين تسل-نلسون في الكشف عن المتفطرات السلية في العينات المجهريّة، والزرع الخلوي لتلك العينات في أوساط نمو خاصة لها أيضًا، وطُوِّرت حديثًا العديد من الوسائل الجديدة للتشخيص كالتضخيم النووي والاختبارات الجينية.

يوجد العديد من الصادات الحيوية المُستخدَمة في علاج السل؛ أهمها: إيزونيازيد، ريفامبيسين، ريفابوتين، ريفابنتن، بيرازيناميد، إيثامبتول، أميكاسين، كانامايسين وغيرها، لكن -للأسف- أصبحَ السل المقاوم للصادات الحيوية MDR-TB وباءً شائعًا؛ إذ أصبحت المتفطرات السلية مقاومةً لمعظم الصادات المذكورة. وفي عام 2015؛ كان أكثر من 480,000 شخص مصابين بـ MDR-TB في أنحاء العالم، ويمكن إيقاف انتشار المرض بتلقيح الأطفال -إذ أثبتت لقاح السلّ BCG فعاليته في الوقاية منه- والفحص والمعالجة المبكّرة إضافة إلى دعم الأبحاث في تطوير خطط علاجية جديدة.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا