البحث العلمي والمنهجية العلمية > البحث العلمي

أساليب أخذ العيّنات

يُعَدُّ التحليل الإحصائي تقنية أساسية تمكِّن الباحثين من تحليل البيانات الخاصة بهم وكتابة استنتاجات منطقية وصحيحة. وتُعَدُّ عملية أخذ العيّنات جزءاً لا يتجزأ من آلية البحث العلمي؛ إذ إنَّ هذه العملية تساعد على استقراء ما يُلاحظ في عيّنات محدودة على مجموعات كبيرة باستخدام طرائق الإحصاء الاستدلالي. على سبيل المثال؛ لمعرفة زمرة الدم الطاغية في مدينة يسكنها الملايين، من المستحيل أن يتردّد الباحثون على جميع السكان لجمع البيانات عن زمرة الدم، بل يأخذون عيّنات بطريقة تتوافق مع أهداف دراستهم؛ إذ إنَّ التحليل الإحصائي المناسب لهذه البيانات سوف يساعدهم على استقراء زمرة الدم الطاغية بوقت أسرع وميزانية أقل.

ما هي طرائق أخذ العيّنات المختلفة؟

تنقسم هذه الطرائق إلى فئتَين أساسيتَين تتضمنان فئات فرعية: أخذَ عيّنات مبنيّاً على الاحتمالات، وآخرَ غير مبنيّ على الاحتمالات.

عند أخذ العيّنات المبنيّة على الاحتمالات: يكون لدى جميع أفراد المجموعة احتمالية متساوية لانتقائهم بوصفهم عيّنة، وليس هناك أرجحية لأي فرد على الآخر، وتتضمن هذه الطريقة:

1- العيّنات العشوائية البسيطة: حين تتوفر عند الباحثين المجموعة كاملةً وأفرادها مسجّلون في قوائم، وتؤخذ العيّنة عشوائياً عادةً باستخدام برنامج حاسوبي.

2- العيّنات العشوائية الطبقية: إذ تُصَنَّف المجموعة الكبيرة إلى مجموعات صغيرة (طبقات) حسب معايير معينة (الجنس، والعمر، والتشخيص المرضي)، ثمَّ الاختيار العشوائي للعيّنات من هذه الطبقات. تسمح هذه الطريقة بفصل الطبقات ودراستها على نحوٍ انفرادي عميق، ثمَّ إنها تسمح بتمثيل الأقليات التي يصعب وقوعها في العينات العشوائية البسيطة.

3- العيّنات العشوائية المنتظمة (العيّنات المأخوذة باستخدام فواصل): يحدد الباحثون الأفراد الذين سيُضَمّون إلى العينة بناءً على قاعدة منتظمة، وباستخدام فاصل ثابت. مثال لهذه القاعدة هو شمل مريض من كل 5 مرضى يترددون على المشفى؛ إذاً المرضى المشمولون في العيّنة هم المرضى رقم 5 ، 10 ، 15.. الخ.

4- العيّنات العنقودية (المتعددة المراحل): تُستخدم في حالات المجموعات الهائلة؛ إذ لا توجد قائمة تشمل جميع الأفراد، ويُقسّم السكان حسب الموقع الجغرافي إلى مجموعات أصغر (عناقيد). تُوضع قائمة لهذه العناقيد ليختار الباحثون عدداً عشوائيّاً من العناقيد لتضمينها في العينة، ثمَّ تُحَلّ هذه العناقيد وتُكتب قائمة جديدة بالأفراد لاختيار عيّنات بطريقة العيّنات العشوائية البسيطة.

تؤخذ العيّنات غير المبنية على الاحتمالات عن طريق اختيار عيّنة من السكان في عملية غير منتظمة لا تضمن فرصاً متساوية لاختيار كل فرد في المجموعة.

1- انتقاء العيّنات المناسبة (أو المريحة): وهي الطريقة الأكثر استخداماً في البحث السريري؛ إذ يُسجِّل الباحثون الأفراد في القوائم وفقاً لتوفرهم وإمكانية الوصول إليهم، ممَّا يجعل هذه الطريقة سريعة وغير مكلفة ومريحة. فإذا أراد الباحثون إجراء دراسة على المصابين بالتهاب الكبد مثلاً، ستقتصر العيّنات المأخوذة على المرضى المتوفرين للأطباء.

2- العيّنات المنتقاة بالمحاكمة: يختار الباحثون الأفراد المشمولين على الدراسة، إذ تُحدّد  خصائص للعيّنة (على سبيل المثال نسبة الذكور إلى الإناث = 2/1) لتكون مناسبة لتمثيل المجموعة. يُنتقَد هذا الأسلوب على نطاق واسع بسبب احتمال التحيُّز من قبل الباحثين.

3- عيِّنات كرة الثلج: تُستخدم هذه الطريقة عند استحالة تحديد موقع المجموعة المدروسة في مكان معين؛ إذ يصعب الوصول إلى هذه المجموعة. في هذه الطريقة، يطلب الباحث من الفرد أن يدلَّه على فرد آخر من المجموعة نفسها لشمله في الدراسة. تُستخدم هذه الطريقة عادةً في جمع بيانات من مجموعات اجتماعية معينة؛ على سبيل المثال عند جمع بيانات من مدرسة / مستشفى يُسلِّم الباحثون الاستبيان لطفل واحد، ثمَّ يطلب منه أن يدلّه على زملائه أو حمل الاستبيانات إليهم.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا