الكيمياء والصيدلة > صيدلانيات وصيدلة صناعية

كيف يمكن للون الشكل الصيدلاني أن يُؤثِّر في التزام المرضى بتناول أدويتهم؟!

تُعدُّ الأشكال الصيدلانية الفموية الصلبة (كالمضغوطات والكبسولات) من الصيغ الدوائية الأكثر شيوعًا؛ إذ تُشكِّل قرابة 80% من المستحضرات الدوائية المتوفِّرة في السوق العالمية؛ وذلك نظرًا إلى سهولة استعمالها وإمكانية تخزينها مدة طويلة نسبيًّا.

وتتوافر هذه المستحضرات بأشكال وألوان عديدة، ويوفر ذلك تنوُّعًا شكليًّا يُميّز عن طريقه المرضى الذين يتلقون علاجًا متعددًا بين هذه الأدوية، فضلًا عن أنه يُتيح للشركات المُصنِّعة إضفاء لمستها النوعية الخاصة على مستحضراتها لتمييزها عن منافِساتها في السوق الدوائية التنافسية.

وهناك اعتبارات عدة تُؤثِّر في اختيار لون المستحضر الدوائي كالطعم مثلًا؛ فإذا كان الدواء الفموي مضغوطةً قابلةً للمضغ؛ فمن المنطقي أن يكون اللون متوافقًا مع الطعم في هذه الحالة. فعلى سبيل المثال: إن كانت المضغوطة الدوائية بطعم الكرز يجب أن يكون لونها أحمر. (4)

إضافةً إلى ذلك؛ فقد وجدت الدراسات في علم النفس أن لون الدواء يُؤثِّر في التزام المريض بتناول دوائه بانتظامٍ تأثيرًا ملحوظًا؛ ففي إحدى هذه الدراسات التي أجرتها الدكتورة تريسيا تينغ Tricia Ting MD من كلية الطب جامعة ماريلاناد؛ أُجريَت التجربة على 100 مريض صرع، وقُدِّمت لهم كبسولات متساوية الحجم بألوان مختلفة (أبيض، أصفر، رمادي، عسلي، خمري)، وطُلب منهم ترتيب الألوان من الأكثر تفضيلًا إلى الأقل.

وهنا ظهرت النتيجةُ التي تُؤكِّد هذه النظرية؛ إذ وُجد أن مرضى الصرع يُفضِّلون اللونين الأصفر والأبيض على الرمادي والعسلي والأحمر الخمري بالغالب، وُوجد بعض المرضى الذين يُفضِّلون اللون الخمري بشدَّة وآخرون على العكس تمامًا؛ وذلك ما أثّر في مطاوعة المرضى تأثيرًا جديرًا بالذكر.

وبهذا؛ فقد يقلُّ التزام المريض بتناول الدواء إذا كان اختيار لون الدواء من قبل الشركة المصنعة غير موفق. (1)

وفي دراسة أخرى أُجريَت في إسبانيا على مرضى ارتفاع الضغط؛ لوحِظ أن تغيير لون الدواء أو شكله يُؤثِّر سلباً في التزام المرضى -ولا سيما المسنين- بالعلاج (2).

وبتفصيلٍ أكبر؛ وجدت هذه الدراسة المرجعية أن تغيير شكل المضغوطة الدوائية أو مظهرها وشكل علبة الدواء أو تصميمها أدى إلى انخفاض التزام عينة من المرضى بتناول أدويتهم بنسبة 50%. (مرجع 2 فقرة Impact of changes).

وعلى نحو مماثل؛ وجدت مجموعةٌ من العلماء -في مستشفى بريغهام في أمريكا بعد دراستهم سلوك مرضى الاحتشاء القلبي- أن تغيير شكل الدواء ولونه أدى إلى انخفاض التزام المرضى بتناول الدواء بنسبة 34% عند تغيير اللون، و66% عند تغيير الشكل (3).

وبهذا؛ يمكننا القول إن اللون والشكل يضفي هويةً خاصةً على المستحضر الدوائي ليجعله راسخًا في ذهن المريض ومرتبطًا بالفعالية وتناول الدواء المنتظم (المرجع 4 الفقرة الأولى بداية السطر  ---The shape)

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا;