المعلوماتية > برمجة الألعاب

تاريخ موجز لألعاب الفيديو

شهدت فترة الخمسينيات العديد من الأحداث المهمة، منها اختراع التلفاز وظهور الأفلام الثلاثية الأبعاد؛ وقد بدأت ثورة عالم الألعاب أيضًا، لكنها كانت محصورة بعدد صغير من الأشخاص على أجهزة حاسوب كبيرة؛ فأول مبرمجي ألعاب الفيديو كانوا طلاب مختبرات الحاسوب في الجامعات الكبيرة مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، وموظفي المرافق العسكرية في مختبرات بروكهافن الوطنية (Brookhaven National Laboratory).

كانت الألعاب الأولى مثل: Colossal Cave وOXO وSpacewar بسيطة؛ لعدم احتوائها على رسوميات إطلاقًا، وقد عُرضت بالأبيض والأسود على شاشات ذبذبات صغيرة جدًّا (يعتمد مبدأ عملها على أنبوب الأشعة المهبطية).  

أول جهاز ألعاب في العالم

في عام 1971م؛ عمل كل من تيد دابني Ted Dabney ونولان بوشنيل Nolan Bushnell- مؤسسا شركة أتاري Atari المستقبليان- على إنشاء جهاز فضاء الحاسوب Computer Space، أوّل جهاز Arcade في مختبر الحاسوب بجامعة يوتا Utah، وبدآ بعدها بتصنيع العديد من أجهزة الـ Arcade التي تحوي ألعابًا شهيرة مثل: Asteroids ،Battlezone، وStar Castle، وهذه الألعاب كلّها رُسمت بتقنية الأشعة Vectors، وتسمى «تقنية الخطوط» أيضًا؛ لأن الصور مكونة من خطوط.

(صالة ألعاب Arcade)

ظهرت بعد ذلك تقنية رسم جديدة سُميت بالرسم النقطي (أُنشئت الصور من شبكة من النقاط تسمى Pixels)، وباستخدام التقنية الجديدة ظهرت شخصيات عديدة مستوحاة من الرسوم المتحركة مثل: Pac-Man و Donkey Kong.

وفي أواسط الثمانينيات؛ بدأت أجهزة الألعاب Arcade بالانتشار في كل مكان في مختلف الأنواع والأشكال، إضافةً إلى تنوع الألعاب الكبير عليها؛ فقد أصبحت الألعاب مناسبة لمختلف الأعمار، وأصبحت أدوات التحكم فيها أكثر تفصيلًا وواقعية.

استمرت هذه الأجهزة في الانتشار والتطور إلى أن أصبحت مراكز Arcade تمثل مدن ملاهٍ مصغرة بجميع تجهيزاتها وأحدث الألعاب؛ وذلك مع بداية التسعينيات.

وفي أواخر التسعينيات، بدأت أجهزة الألعاب المنزلية بمنافسة أجهزة Arcade إلى أن تجاوزتها بعدد الألعاب الممكن تشغيلها على جهاز واحد، وتنوع أنماط الألعاب بحد ذاتها، وزيادة عدد الشركات المصنعة؛ مما فتح باب المنافسة بينها، وأعطى اللاعب خيارات أوسع.

جُمِعت أجهزة Arcade في أماكن، وجرى ابتكار ما يعرف بغرف اللعب الجماعي، ودمجت الشركات الكبرى هذه الأجهزة مع سلاسل الأفلام الشهيرة؛ كسلسلة Toy Story لشركة ديزني أيضًا.

تعالج أجهزة الألعاب المنزلية -بواسطة معالج مصغر-  الصور وترسلها إلى التلفاز لعرضها على اللاعب. بدأ إنتاج هذه الأفكار واختبارها في نهايات السبعينيات، وأُصدر عدد كبير من الألعاب التي كانت مخزنة على أقراص لتدخل  إلى الأجهزة وتُشغل عليها؛ إذ وصلت هذه الأجهزة إلى ذروة انتشارها في التسعينيات.

لكن تصنيع أجهزة الألعاب لم يكن ليتوقف عند أجهزة منزلية مثبتة أمام التلفاز؛ فاخترعت أجهزة الألعاب المحمولة التي تحتوي شاشتها الخاصة.

وقد كان أول أجهزة الألعاب المحمولة من نمط الأجهزة نفسه؛ إذ كان من نمط أجهزة Arcade نفسه؛ أي خصص كل جهاز للعبة واحدة فقط، مثل سلسلة Game and Watch من شركة نينتيندو عام 1980م.

تحولت هذه الأجهزة لاحقًا إلى أجهزة مماثلة لأجهزة الألعاب المنزلية، ويمكن للاعبين تبديل الألعاب باستخدام الأقراص، ثم وصلت هذه الأجهزة إلى ذروة انتشارها في عام 1989م مع إطلاق شركة نينتندو لعبة Tetris مع جهاز GameBoy.

وفي أواخر السبعينيات وبتأثير شعبية أجهزة الألعاب؛ ظهر جيل كامل من المبرمجين الذين عملوا على برمجة ألعابهم على الحواسيب وتخزينها على الأقراص المرنة Floppy Disk، وكان هدفهم في ذلك تقليد الألعاب المشهورة الموجودة على أجهزة Arcade.

ظهرت أنماط ألعاب جديدة بعد ذلك؛ كألعاب الإطلاق والتشويق (First Person Shooter) بتأثير عدة عوامل منها: القدرة على الجلوس فترات طويلة على الحاسوب من الوقوف أمام أجهزة Arcade، وتطور تقنيات الحواسيب ووسائط التخزين، وزيادة استخدام الفأرة للتحكم بالشخصيات. هذه العوامل كافة أدت إلى أن يصبح الحاسوب الشخصي جهاز الترفيه المثالي، وخصوصًا مع ظهور الألعاب المتعددة اللاعبين في أنحاء العالم (MMO) بواسطة الإنترنت.

لا يزال تطور عالم الألعاب -حتى الآن- يفاجئنا بالمزيد من الاختراعات والابتكارات التي زادت من اندماج اللاعبين بصورة أعمق وأقوى بواسطة  تقنيات الواقع الافتراضي المعزز، ورفعت مستوى التفاعل إلى أبعاد جديدة أخرى أتاحت للكثير من المطورين والمصنعين الإمكانيات اللازمة لتحويل أفكارهم الخاصة إلى واقع ملموس.

المصادر:

هنا

Level Up!: The Guide to Great Video Game Design By Scott Rogers