الطب > مقالات طبية

معظم الصوديوم الذي تحصل عليه ليس من مملحة الطعام!

هل فكرت يومًا  في مراقبة استهلاكك اليومي للصوديوم؟

هل خطر لك أنّ الأغذية مرتفعة المحتوى من الصوديوم هي في مستوى خطورة الأغذية مرتفعة الدهون أو  السكر؟

في حين قد يميل الكثير إلى الخلط بين مفهومي "الملح" و"الصوديوم"؛ إن هذين المصطلحين مختلفين تمامًا. الصوديوم هو عنصر معدني ضروري للجسم، في حين أنّ الملح (المعروف أيضًا باسم كلوريد الصوديوم) هو مركّب يحوي الصوديوم بنسبة 40%، وعليك أن تعلم أن اختيار الأطعمة ذات الصوديوم المنخفض لا يعني فقدان النكهة؛ أي لا يمكننا تقدير كميّة الصوديوم في غذاءٍ ما من "درجة ملوحته"، وإننّا كثيرًا ما ندخل كميات كبيرة من الصوديوم إلى أجسادنا دون أن نشعر.

أهميّة الصوديوم بوصفه عنصرُا معدنيًّا في الجسم:

يعدُّ الصوديوم الإيون الموجب الشحنة (الكاتيون) الرئيس في السائل خارج الخلوي، وتتكمن أهميته في عملية نقل السيّالة العصبية والتقلّص العضلي، وصولًا إلى دوره المهم في امتصاص الكلور والحموض الأمينية والغلوكوز في الأمعاء الدقيقة، إضافةً إلى دوره الرئيس في الحفاظ على ضغط الدم وحجمه.

مخاطر زيادة استهلاك الصوديوم:

عندما يدخل الصوديوم إلى الجسم بكميات كبيرة، تعاني الكلى صعوبةً في مواكبة كمية الصوديوم الزائدة في مجرى الدم؛ الأمر الذي يؤدي إلى احتفاظ الجسم بالماء من أجل تمديد تركيز الصوديوم، ويؤدي هذا إلى احتباس السوائل في الجسم وزيادة حجم الدم؛ الأمر الذي يعني زيادة العمل على القلب وزيادة الضغط على الأوعية الدموية، ما يؤدي -في النهاية- إلى ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وقد يؤدي إلى فشل القلب، مع أخذ العلم أنّ هذا الارتفاع سيسبب خطرًا أكبر عند المصابين بارتفاع التوتّر الشرياني، والأفارقة الأمريكيين، ومرضى السكري،  ومن تجاوزت أعمارهم الـ 50 عامًا؛ مما دفع جمعية القلب الأمريكية إلى حد استهلاك الصوديوم اليومي لهؤلاء الأفراد من 2300 ملغ إلى 1500 ملغ.

ويعدُّ الصوديوم الغذائي السبب الرئيس في فقدان الكالسيوم البولي، إذ تنتج عن زيادة الوارد من الصوديوم زيادة في فقدان الكالسيوم، وربما يعود السبب في ذلك إلى التنافس ما بين الصوديوم والكالسيوم على إعادة الامتصاص في الكليتين أو إلى تأثير الصوديوم في إفراز هرمون ال PTH، إذ يترافق  طرح كل 1 غرام من الصوديوم مع طرح 26.5 ملغ من الكالسيوم عن طريق البول؛ ممّا يطوّر خطر الإصابة بحصى الكلى من ناحية، ومن ناحية ثانية؛ عندما ينخفض مستوى الكالسيوم في الدم، سيبدأ سحبه من العظام، وسيؤدّي هذا بدوره إلى الإصابة بهشاشة العظام.

اختبار صوديوم الدم:

تتراوح مستويات الصوديوم الطبيعية في الدم من 136 إلى 145 ميللي مول/ليتر، وقد تختلف اختلافًا ضئيلًا بين مخبر وآخر.

ويُفحص عن طريق أخذ عينة من الدم، وغالبًا ما يتطلب ذلك التوقف عن الأكل والشرب عدة ساعات قبل الاختبار، بالإضافة إلى أن بعض الأدوية التي يجب على طبيبك أن يكون على علم بها قد تؤثر في قيمه، وخاصة في يوم الاختبار.

الأغذية المصنَّعة والصوديوم:

يُقدَّر الاستهلاك الملائم للصوديوم بـ 1.2-1.5 غرام يوميًّا، وهو ما يعادل 3-3.8 غرام يوميًّا من ملح الطعام فقط!

ولكنّنا ندخل كميات كبيرة من الصوديوم إلى أجسامنا باستهلاك الأغذية؛ كالجبن واللحوم المصنَّعة والوجبات السريعة وصلصات الطّعام، والحساء، فضلًا عن  المسلّيات؛ كالفوشار والمعجنات وغيرها الكثير.

حتّى الأطعمة التي لا نشعر بأنّها "مالحة" كحبوب الإفطار تحتوي كميّات لا يستهان بها من الصوديوم، وعلى سبيل المثال؛ قد يصل محتوى 28 غرام (ما يعادل أونصة) من بذور دوّار الشمس إلى 1700 ملغ من الصوديوم، وهو ما يفوق حاجة الجسم اليومية.

مصادر صحيّة وحلول:

أهم ما يمكن فعله هو تقليل استهلاك ملح الطعام، فالحليمات الذوقية ليست حساسة بما يكفي لتلاحظ نقصًا خفيفًا (حتى حدود الـ 30%) من الملح، وبذلك؛ لن يكون هناك تأثير ملحوظ في النكهة.

وتؤكّد العديد من الدراسات أنّ استهلاك كميات معقولة ومدروسة طبيًّا من البوتاسيوم والكالسيوم والمغنزيوم، سيكون له تأثير خافض لضغط الدم على نحوٍ ملحوظ، ويمكن تحقيق ذلك بتبنّي نظام غذائي يعتمد على الخضار والفواكه ومنتجات الألبان قليلة الدسم والأسماك والدجاج والمكسّرات وكميات قليلة من اللحوم الحمراء؛ هذا ما يدعى بحمية داش أو (DASH Diet).

المصادر:

1-هنا

2-هنا

3-هنا

4-هنا