الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

من عالم الطحالب إلى المكملات الغذائية.. السبيرولينا Spirulina

السبيرولينا (Spirulina)؛ نوع من المكملات الغذائية التي تُصنع من الطحالب الزرقاء(Blue-green algae) وتُعرف علميًا باسم Arthrospira platensis وA.maxima، وتتميز مكملات السبيرولينا بمحتواها المرتفع من البروتين والفيتامينات، مما يجعلها مكملاً غذائياً ممتازاً وخصوصًا لمتبعي الحميات النباتية أو الخضرية. وتشير الأبحاث إلى امتلاكها عديدًا من الفوائد بسبب خصائصها المضادة للأكسدة والالتهاب، ونتعرف فيما يأتي أهم فوائد هذه المكملات.

1- محتوى غذائي ممتاز

يعد استهلاك مكملات السبيرولينا طريقة سهلة للتزوِّد بالبروتين والفيتامينات دون أعراض جانبية ملحوظة، وتحتوي ملعقة طعام واحدة من مسحوق الطحالب الجافة؛ أي قرابة 7 غرامات، 20 سعرةً حرارية فقط، وتوفر قرابة 4 غ من البروتينات و1.7 غ من الكربوهيرات، وهي غنية بالكثير من العناصر المعدنية مثل الكالسيوم والحديد والمغنيزيوم والفوسفور والبوتاسيوم والصوديوم، إضافةً إلى الفيتامين C وA وK والفولات والفيتامين B1 وB2 وB3 وB6، وتخلو تمامًا من الفيتامين B12 الذي يتسم بأهميةٍ خاصة لمتَّبعي الحميات النباتية والخضرية، لذا يُنصح هؤلاء بإيلاء مزيدٍ من الاهتمام لمدخولهم من هذا الفيتامين عن طريق مكملاتٍ خاصة.

2- خسارة الوزن

يمكن لإدراج مكملات السبيرولينا في الحمية الغذائية أن يسهم في تزويد الجسم بالعديد من العناصر الغذائية الضرورية وبسعراتٍ حرارية منخفضة، ومن المحتمل أن يكون لها دور إيجابي في خسارة الوزن دون حرمان الجسم من المغذيات المهمة، وقد أجريت بعض الدراسات لمقارنة فعالية تناول مكملات السبيرولينا في خفض الوزن، وبالفعل لوحظ انخفاضٌ في مؤشر كتلة الجسم BMI لدى الأفراد ذوي الوزن الزائد بعد تناولها بانتظام مدة 3 أشهر.

3- تحسين الحركة المعوية

تتميز مكملات السبيرولينا بسهولة الهضم نظرًا لتكوينها البسيط والخالي من جدر الخلايا الصلبة؛ وبمعنى آخر لا تحتوي هذه الطحالب على الألياف، فكيف يمكن لاستهلاكها أن يحسن من صحة الأمعاء؟

في الحقيقة، ما زال الأمر يحتاج مزيدًا من الأبحاث السريرية لإثباته، لكن الدراسات المخبرية على حيوانات التجارب تشير إلى إمكانية دعم مكملات السبيرولينا لصحة الأمعاء مع التقدم بالعمر، وقد يكون ذلك ناتجًا عن دورها في المحافظة على بكتيريا الأمعاء النافعة التي أصبح تأثيرها في الصحة ومقاومة الأمراض المزمنة معروفًا ومثبتًا في العديد من الدراسات. ولا بدَّ من التأكيد دائمًا على ضرورة الحصول على كميات كافية من الألياف الغذائية لضمان صحة الأمعاء وأداء وظائفها على نحو صحيح.

4- تنظيم سكر الدم

تعدُّ مكملات السبيرولينا من الحلول الواعدة في إدارة مرض السكري، فقد وُجد أن تناولها قادر على خفض مستويات السكر الصيامي الذي يعدُّ مشكلةً لدى مرضى السكري، إضافةً إلى رفع مستويات الأنسولين وتحسُّن المؤشرات المرتبطة بأنزيمات الكبد لدى فئران التجارب، ويعتقد أن فعاليتها المضادة للأكسدة قد تؤدي دورًا إيجابيًا في إدارة داء السكري من النوع الأول أو علاجه مستقبلًا، لكن الأبحاث لم تتوصل إلى توصياتٍ محددة لاستهلاكها من قِبل مرضى السكري.

5- خفض الكوليسترول وضغط الدم

تؤدي مستويات الكوليسترول المرتفع في الدم إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وقد أشارت التجارب إلى قدرة مستخلص السبيرولينا على خفض مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار LDL انخفاضا ملحوظاً، في حين ارتفعت مستويات الكوليسترول النافع HDL، وبحسب الأبحاث يمكن أن تبدأ الآثار الإيجابية لانخفاض الكوليسترول الكلي بالظهور بعد تناول غرامٍ واحد من المكملات يوميًا مدة 3 أشهر.

أما ضغط الدم، فيبدو أن مكملات السبيرولينا قد تمتلك تأثيرًا إيجابيًا فيه أيضًا، إذ أشارت دراسةٌ صغيرة النطاق إلى انخفاض ضغط الدم بعد استخدام المكملات مدة 3 أشهر أيضًا، وكان ذلك لدى مرضى الضغط ذوي الوزن الزائد. وبذلك تشير الأدلة إلى إمكانية وجود فائدة حقيقيةٍ لمكمِّلات السبيرولينا في الوقاية من أمراض القلب عن طريق تأثيرها الإيجابي في جميع عوامل الخطورة آنفة الذكر.

6- تعزيز الأيض (الاستقلاب)

يترافق تحسُّن الاستقلاب بزيادة شعور الشخص بالنشاط وزيادة عدد السعرات الحرارية المصروفة يوميًا، الأمر الذي قد يكون ذا تأثير إيجابي في خسارة الوزن، وقد وُجد في دراسةٍ صغيرة أن تناول 6 غراماتٍ من مكملات السبيرولينا يوميًا قد أثر حسَّن الاستقلاب لدى مجموعة من المصابين بداء الكبد الدهني غير الكحولي وترافق مع خسارة في الوزن وتحسنٍ عام في الصحة، ويبقى التحقق من تأثير المكملات في الأشخاص الأصحاء قيد البحث والدراسة.

7- خفض الأعراض التحسسية

تشير بعض الأدلة إلى امتلاك مكملات السبيرولينا قدرةً على الحد من أعراض الحساسية الناتجة عن حبوب الطّلع والغبار والحيوانات الأليفة، إذ تسهم في تقليل سيلان الأنف وانسداده والعطاس والحكة وتخفض مستويات الهيستامين في الجسم، ويحتمل أن تمتد تأثيراتها الإيجابية في هذا المجال إلى التهاب الأنف التحسسي لكن الأمر ما زال يحتاج مزيدًا من الدراسات.

8- دعم الصحة العقلية

تحتوي مكملات السبيرولينا على مركب التريبتوفان؛ وهو حمض أميني يعزز إنتاج السيروتونين في الجسم مؤديًا بدوره إلى تحسن المزاج ودعم الصحة العقلية، إذ يُلاحظ انخفاضٌ في مستويات السيروتونين لدى مرضى الاكتئاب والأشخاص الذين يعانون من التوتر المزمن، لذا يمكن أن يكون لهذه المكملات دورٌ فعال في دعم الصحة العقلية وتخفيف أعراض الاكتئاب لدى المرضى.

هل يمكن أن تظهر مخاطر صحية أو مضاعفات جانبية إثر تناول مكملات السبيرولينا؟!

من المعروف أن المكملات الغذائية لا تخضع للرقابة من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، لذا فإن مقدار الاستهلاك اليومي من مكملات السبيرولينا غير محدد بعد، لكنَّ دراسة أُجريت عام 2014 أشارت إلى كونها آمنة على الصحة ولا يعاني معظم الأشخاص من مشاكل أو أعراض جانبية عند استهلاكها. وعلى الرغم من ذلك، لا بدَّ من التحقق مع الطبيب المختص قبل البدء باستهلاك أي نوعٍ من المكملات الغذائية، فضلًا عن ضرورة التحقق من الشركة المصنِّعة لأي نوع من المكملات الغذائية وخصوصًا تلك المصنوعة من الطحالب، إذ يمكن لأنواعٍ مختلطةٍ من الطحالب أن تنمو بسهولةٍ مع النوع المراد إنتاجه مسببةً تلوُّثَه بمركبات غير مرغوبة في بعض الأحيان.

يمكن أن تُتناول مكملات السبيرولينا على هيئة حبوب أو مسحوق يضافٍ بسهولةٍ إلى مخفوق الحليب والعصائر والسلطات والشوربات.

المصادر:

هنا

هنا

هنا