الفنون البصرية > أيقونات فنية خالدة

هنري ماتيس ولوحة (الفخامة والصفاء والمتعة)

هنري ماتيس henri Matisse؛ فرنسيُّ الجنسيَّة، وُلِدَ في 31 كانون الأول (ديسمبر)عام 1869م، وتوفي في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 1954م، وكان رسامًا وخطاطًا ونحاتًا، ولكنه عُرِف في المقام الأول بصفته رسامًا.

كان ماتيس إلى جانب بيكاسو Picasso ومارسيل دوشامب Marcel Duchamp واحدًا من الفنانين الثلاثة الذين ساعدوا على تحديد التطورات الثوريَّة في الفنون التشكيليَّة في العقود الافتتاحية من القرن العشرين، والمسؤولة عن التطورات المُهمَّة في التصوير والنحت، وعلى الرغم من أنه قد عُدَّ فنانًا وحشيًّا (أي كان تابعًا للمدرسة الوحشيَّة Fauvism)، ولكنه في عشرينيات القرن العشرين كان يُنظر إليه على نحو متزايد بصفته مناصرًا للتقليد الكلاسيكي في الرسم الفرنسي، وقد ساعده إتقانه للغة التعبيرية للون والرسم -الذي عُرِضَ في مجموعة من الأعمال التي امتدَّت أكثر من نصف قرن- على الاعتراف بشخصيته البارزة في الفن الحديث.

قال ماتيس:

"ما أحلم به هو فن التوازن، فن النقاء والصفاء، خالٍ من أي موضوع مثير للقلق أو للإحباط".

ومن هنا تبدأ قصة لوحتنا.

لوحة الفخامة والصفاء والمتعة

أخذت لوحة الفخامة والصفاء والمتعة Luxury، Serenity) and  Pleasure ) اسمَها من قصيدة تشارلز بودلير Charles Baudelaire "دعوة إلى رحلة" عام 1857م؛ إذ يدعو الرجل حبيبته للسفر معه إلى الجنة، وتشترك هذه اللوحة مع موضوع القصيدة في الهروب إلى ملجأ وهمي وهادئ.

وفي أواخر عام 1899م؛ قضى ماتيس وقتًا كبيرًا في المتاحف والمعارض المتميزة؛ مثل أمبرواز فولارد Ambroise Vollard's؛ إذ اشترى عام 1899م رسمًا لـ (فان كوخ) ولوحة (شاب مع زهرة تياري-Young Man with Tiare Flower) للرسام (غوغان)، ولوحة (المستحمات الثلاثة-Three Bathers) لـ (بول سيزان)، وكان لسيزان ولوحته تأثيرًا حاسمًا في (ماتيس)؛ إذ بقيت هذه اللوحة مصدر إلهام هائل لماتيس.

شارك (ماتيس) في معرض مشترك في صالون الخريف عام 1904م، وفي العام ذاته كان معرضه الفردي الأول في صالة Ambroise Vollard، وعَرض في Salon des Independants لوحةَ (الفخامة والصفاء والمتعة) عام 1905م التي اشتراها بول سيغناك Paul Signac.

وكان ماتيس قد عرف سيغناك في فصل الصيف في (سان تروبيز)، وقرأ كتابه "من يوجين دولاكروا إلى الانطباعية الجديدة" في وقت مبكر بين عامَي (1898 و1899)، وقد أُعجب ماتيس بأسلوب سيغناك لتحليل اللون واعتمده لتشكيل الضوء.

كان ماتيس مدينًا للوحة (المستحمات الثلاث) لـ (بول سيزان)، ولكن استخدامه للون كان تحليليًّا عميقًا في مستويات دقيقة.

إن الأشكال في اللوحة (الأشخاص، والشجرة، والشجيرة، والبحر، والسماء) تشكَّلت من بقع اللون، ومن ضربات الفرشاة؛ لتعطي الصورة الكليَّة. وفضَّل ماتيس ضربات اللون المتقطِّعة التي أكدت على السطح الملون بدلًا من المشهد الواقعي، واستخدم مجموعة لونية نقية وصارخة وأساسية لتقديم المشهد (الأزرق، والأخضر، والأصفر، والبرتقالي)، ثم حدَّد الأشخاص باللون الأزرق.

وبهذه الألوان الزاهية حقَّق ماتيس حلمه في صنع فنِّ التوازن والنقاء والصفاء الذي يُزيل القلق ويهدِّئ النفس.

ونختم بكلماته الجميلة: "توجد الزهور دائمًا لأولئك الذين يريدون رؤيتها".

المصادر : 

1- هنا

2- هنا

/p>