المعلوماتية > مسابقات ومؤتمرات

المؤتمر العالمي للهواتف النقالة في برشلونة 2019

أنت تقرأ كتابًا على جهازك الذكي قبل نومك، وغفلتَ فجأة. ألن يكون هُنالك احتمالٌ أن تنكسرَ شاشته؟ ربما لن تُكسَر في أجهزة المستقبل!

تخيّل أبعد من ذلك بقليل؛ أنت ترتدي جلدًا صنعيًّا ذكيًّا قادرًا على قياس معلومات جسدك وعرضها باللحظة في أية منطقة أنت تحددها!

أو إن جهازك الذكي قادرٌ على قراءة أفكارك، بل وتنفيذ طلباتك قبل أن تُصرح عنها!

رُبما تجعلُ التقنيات الواعدة -التي أُعلِن عنها في مؤتمر الهواتف النقالة العالمي في برشلونة لهذا العام- الخيالَ حقيقةً، ومن شأنها حلُّ كثير من العقبات التي قد تواجهك في الحياة اليومية!

وسنعرض شرحًا عن أهمّها:

الشاشة القابلة للطيّ:

بدأت قصة هذه الشاشات عام 2011؛ عندما شَرع باحثون من معهد سامسونغ التقني في كوريا الجنوبية بتصميم أنموذج أولي لشاشة عرض قابلة للطيّ عند مُنتصفها، دون ظهور أثر تجاعيد عند بسطها.

وقد ذهبوا في تصميم هذه الشاشة -في ذلك الحين- إلى تصميم يتكوَّن من: لوحين أمولِد؛ الثنائي الباعث للضوء العضوي المصفوفي النشط (Active Matrix Organic-Light-Emitting-Diode: AMOLED) ومطاط سيليكوني (مادة فائقة المرونة)، وحاضنة للأنموذج (Module case)، وغطاء زُجاجي واق لحمايتها من الخَدش ويُستخدَم شاشة لمس أيضًا.

وكانت زاوية ثنيها صغيرة جدًّا، ووجدوا بعد عدّة اختبارات عليها أنّه لم ينخفض سطوع الشاشة إلا قرابة 6% فقط، وهذا لا يُسبّب فارقًا للعين المُجرّدة.

أنموذج الشاشة القابلة للطي-2011

شكل يوضح الشاشة القابلة للطي

وبعد عدة سنوات، في عام 2018 تحديدًا؛ أعلنوا ألواحًا غير قابلة للكسر من نوع أولِد مرن؛ الثنائي الباعث للضوء العضوي (Organic Light Emitting Diode: OLED) وغير مُعرّضة  للخدش مع طبقة زجاجية للحماية، علمًا أنّ تغليفها بطبقة بلاستيك مرن لم تحميها على نحو كافٍ.

ليظهر نوع جديد من الشاشات المرنة معروف باسم كيُولِد؛ الثنائي الباعث للضوء النقطي الكمومي (Quantum Dot Light Emitting Diode: QLED)، التي تستخدم الكريستال النانوي (nano- crystals) بغية إظهار أكثر جودة ونقاوة وصفاء ممكن.

وبذلك استطاعوا إنتاج شاشات قابلة للطي في أجهزة نقالة وطرحها في الأسواق!

وبالعودة قليلًا إلى عام 2017، نجد أنّ باحثي جامعة كولومبيا البريطانية لم يقفوا مكتوفي الأيدي؛ فقد صمموا حسّاسًا (جهاز استشعار) مرنًا لتحسس الجهد الكهربائي في شاشات اللمس القابلة للطي.

نظرة قريبة إلى الحساس الكهربائي

يستخدم هذا الحساس هلامًا عالي الناقلية يفصل بين طبقات السيليكون؛ مما يمكّنه من استشعار أنواع لمسات مختلفة (القوية منها والخفيفة)، سواء في حالة الطي أم البَسط. كذلك إنّ تصنيعه رخيص الثمن نسبيًّا، ويُستخدَم في المراقبة الصحية أيضًا (في قياس بعض القيم عند ارتدائه).

وهذا يقودنا نحو استخدام أوسع أفقًا للحساس، ونحو تفاعل فطري أكثر أمانًا بين الإنسان والروبوتات؛ في الجلد الصنعي الذكي لدى الروبوتات، ورُبما في أجهزة المستقبل الذكية.

نظارات الواقع المعزَّز (HoloLens 2)؛ رؤية جديدة للحوسبة.

نظارة الواقع المُعزَّز HoloLens 2

تقدّم هذه النظارات تجربة افتراضية مريحة جدًّا، والأهم من ذلك؛ سرعتها في عرض القيم المطلوبة في أثناء الاستخدام، إضافةً إلى كونها مزودة بخدمات الذكاء الصنعي والخدمات السحابية الآمنة والقابلة للتوسع؛ ولكنها محصورة بالخدمات التي تقدّمها شركة مايكروسوفت لكونها من مُنتجاتها بالطبع.

وبذلك تتمكن من مشاركة ما تراه مع الآخرين؛ بغية حل المشكلات في الزمن الحقيقي.

وأذكر إليك بعض الخدمات التي تتفوق هذه النظارات في تقديمها:

- الغمر (Immersive) ومجال رؤية أوسع:

يُعدّ أحد عناصر الواقع الافتراضي الثلاثة (الغمر والتفاعل والتخيل)، ويؤمّن تجربة مستخدم واقعية تمامًا؛ إذ يشعر المستخدم كأنه ضمن ما يشاهده عبر النظارات فعلًا، وتقدّم مجال رؤية أوسع مما كانت تتيحه النظارات السابقة، إضافةً إلى إمكانية عرض أكثر من صورة مُجسّمة في آن واحد، فضلًا عن قدرتها على قراءة النصوص ومُعاينة التفاصيل المعقدة في الصور الثلاثية الأبعاد بصورة أسهل وأكثر راحة ودقة.

ويستند نظام العرض إلى الليزر القائم على المرايا (mirror-based laser system)، الذي يولّد صورًا بمعدل 120 إطار/الثانية بثلاثة منابع ليزر.

- تتبُّع العين Eye tracking:

توفر نظارات (HoloLens 2) تتبعًا للعيون، لتكون على بعد خطوات قليلة من قراءة الأفكار!

كيف يحدث ذلك؟!

تُتتبَّع العيون بمعرفة ما تنظر إليه باستخدام كاميرات داخلية، دون أن يحرك المستخدم رأسه.

إنّ لهذه الخدمة المُميَّزة هدفين رئيسين هما: قياس سرعة حركة بؤبؤ العين لاستخدامها في التفاعل مع المجسمات الافتراضية، واستخدام الكاميرات الداخلية في تطبيق خاصية الأمن البيولوجي (biometric security). ثم إنّك قادر على تفعيلها بمُجرد ارتدائها؛ إذ تتعرّف عينيك باستخدام ماسح القزحية من وِيندوز (Windows Hello)، فيمكن للمستخدمين تسجيل الدخول على الفور إلى Windows وإطلاق حساباتهم الشخصية أو تذكر تفضيلات سماعات الرأس الشخصية.    

- يمكنك لمس المُجسّمات الافتراضية وتحريكها طبيعيًّا؛ إذ تستجيب كأنّها أغراض حقيقية، وتعتمد في ذلك بالكامل على تتبُّع حركة الأيدي والصوت فقط!

ثم إنّها مزودة بمكبرات صوت ذكية ومُعالجة لغات طبيعية للكلام، وبذلك تكون قادرة على الاستجابة للأوامر الصوتية حتى مع ظروف الضجيج في البيئة المحيطة.

وتُحرز الشركات تقدمًا باهرًا لدعم قابلية الأجهزة الذكية على تطبيق قدرة الذكاء الصنعي وإظهارها على أرض الواقع. وأحيطك علمًا أنّ هذه النظارات لا زالت مُقتصرة على مراكز الأبحاث والشركات الصناعية، ولا تزال قيد التطوير أيضًا.

يمكنك قراءة المزيد عن تفاصيل عملها هنا

أجهزة 5G:

للعام الثالث على التوالي؛ يخطفُ الجيل الخامس لشبكات الهاتف النقال (تُعرَف اختصارًا بـ 5G) الأنظارَ في هذا المؤتمر، فضلًا عن تطبيقاته في مجالات عديدة مثل: إنترنت الأشياء (IoT)، والمدن الذكية، والبيانات الكبيرة (Big Data)، والواقعِ الافتراضي والمُعزَّز (Virtual & Augmented Reality)، والصحة، والطائرات بدون طيار (Drones)، والسيارات الذاتية القيادة Autonomous Cars)، والذكاء الصنعي (AI).

يُمكنك تعرف هذه التقنية عن كثب في مقالنا هنا

وفي الختام عزيزي القارئ؛ لا بُدّ من التفكير هنيهةً بهذه المرحلة التي وصلنا إليها من التقدم والتقنية!

كما قرأت؛ رحلةٌ دامت نحو سبع سنواتٍ ونَيف، كانت قد بدأت بفكرة مجنونة لطي شاشات العرض، وها هي بين أيدينا مُنتجٌ له استخدامٌ حيٌّ ومستمرُ التطوير بجنون!

وإبداعٌ مُنقطع النظير من قبل مراكز الأبحاث والشركات بغيةَ تطوير أجهزة لإغناء تجارب الواقع الافتراضي وتحقيق إرادة التطوّر والحداثة!

وعدسةُ آلةِ تصوير بتقريب نقي يصل إلى عشرة أضعاف مع ميزة تثبيت المشهد، حتى إن اهتزت يدك في أثناء التصوير!

أذهبُ إلى ذكرها الآن لأسلِّط ضوءًا على إمكانية تصنيع عيون روبوتات عالية الدقة والذكاء في المستقبل -ربما القريب-، من يدري؟!

لم تنتهِ القصة هنا! فأجهزة الجيل الخامس وخدمة الـ Wi-Fi 6 والإسهامات المُرتقبة لإغناء تجربتك مع إنترنت الأشياء مُنقطعةُ النظير وغايةٌ في الإثارة!

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

الشاشة القابلة للطيّ:

5. هنا

6. هنا

7. هنا

8. هنا   

9. هنا

10. هنا

نظارات الواقع المعزز:

11. هنا

5G:

هنا