العمارة والتشييد > ثلاثون مدينة ومدينة

17. روما - Roma

17. روما:

زرت روما - إيطاليا عدَّة مرَّات، وكانت آخرمرَّة في (أيار/ مايو 2015).

تأخذُ هذه المدينةُ العالميَّةُ الأنفاسَ في كلِّ مرَّة، ولديها قرابة (3000 سنة) من التاريخ المؤثِّر على الصعيد العالمي في الفنِّ والثقافةِ والهندسةِ المعمارية.

وبالإضافةِ إلى الساحات و الآثار والشوارع المرصوفة بالحصى تمتلك روما مساحةً زراعيَّةً حضريَّةً واسعةً من (52000 هكتار) تقريبًا، وهي المساحةُ الأكبر في أوروبا.

تقعُ معظمُ المناطق الخضراء خارجَ محيطِ المناطق الحضرية، ولكنَّ العديد من الممرَّات الزراعية تربطُ محيطَ المدينةِ مع مركزها، وبالإضافةِ إلى المئاتِ من المتنزهات بدأت حدائقُ البستنةِ الحضريَّةِ المجتمعيَّةِ تنتشرُ في روما منذ النصف الثاني من الألفينيات، وقد زاد عدد هذه الحدائق (عام 2013 بنسبة 50٪) لتصلَ إلى رقمٍ قياسيٍّ (مع 150 حديقة) تنتشرُ في جميعِ أنحاءِ المدينة. واتَّخذ سكَّانُ روما المحاطون بالأماكن العامة المهجورة "المناطق الحضرية الخضراء" المهملة قرارًا بالتدخُّل وإعادةِ الحياة إلى عددٍ لا بأسَ به من المساحاتِ العامَّة التي يمكن زراعتها.

وفي غيابِ أيِّ دعمٍ أو مبادرةٍ من البلديةِ ومجلسِ المدينة قرَّر المواطنون أن يفعلوا شيئًا لمصلحتهم الخاصة ولصالحِ المجتمعِ أيضًا، وانطلقَ عددٌ لا يحصى من المبادراتِ والتدخُّلات من قبلِ منظَّمات المجتمعِ المحلي التي تدعو إلى البستنةِ الحضريَّة وإعادةِ تأهيلِ الأماكنِ العامَّة مرَّةً أخرى والمناطق الخضراء نماذجَ جديدة للتواصلِ مع الطَّبيعةِ وزيادةِ التفاعل الاجتماعي الإيجابي.

بدأَ المزارعون في المناطق الحضريَّة بعمليَّاتِ التنظيم وإقامةِ الشبكات، وبدأوا يطالبون بالاعترافِ الرسمي بحدائقِ البستنة والزراعةِ الحضرية من البلدية، من أجلِ التسجيل الرسمي للحدائق الحضرية.

استمرَّت ظاهرةُ الحدائق الحضريةِ بالانتشار، وأصبحت العديد من المبادرات موضوعًا سياسيًّا بدءًا من (عام 2012)، وقدَّمت بلديةُ روما عددًا من الأراضي العامة إلى المبادرات المجتمعيَّة ومنظمات الحدائق الحضرية؛ لكنَّ هذه المخصَّصات كانت غير رسميَّةٍ بسببِ الافتقار إلى قوانين وتشريعاتٍ تنظِّمُ الامتيازات العقارية وأنشطة البستنة الحضرية. وفي غيابِ التشريعات الرسمية اقترحَ المزارعون الحضريون في روما مجموعةً من المبادئ التوجيهيَّةِ الخاصة بحدائقِ البستنةِ الحضريةِ في المدينة، والتي عُرِضَت على مجلسِ البلديات ونوقِشت (عام 2014)، ووافقت بلديةُ روما (عام 2015) على القوانين والتشريعات الجديدة بشأنِ الحدائق الحضرية.

تتركُ الزراعةُ الحضريَّةُ العديد من الآثار الإيجابية في المدن مثل الحصول على الأغذية الطازجة والتنوع البيولوجي الزراعي والمساهمة في تحسينِ العلاقاتِ الاجتماعيةِ والثقافية. ومثل العديد من المدن الأخرى، انتشرت الأنشطةُ الزراعيةُ الحضريةُ في مدينةِ روما، وأصبحت الحدائقُ المشتركةُ مساحاتٍ عامَّةً صالحةً للعيشِ في الهواء الطلق حيث يمكنُ أن تتفاعل الأجيالُ والمجموعاتُ المختلفةُ من المواطنين.

فهل تعتقدون أنَّ استغلال الحدائق المشتركة وتحويلها إلى حدائق للبستنة الحضرية يمكن أن يخلق فراغًا عامًّا يتفاعل فيه السكان ويعزِّز شعورهم بالانتماء؟

#روما #Roma  #الزراعة_الحضرية #أكتوبر_الحضري #31_يوم_حضري #ثلاثون_مدينة_ومدينة

 

بطاقة تعريف:

راما النمري: مهندسة عمارة وتخطيط مدن، تحمل درجة الماجيستير في التخطيط الحضري وتصميم التشريعات، وتعمل مع منظّمات الأمم المتّحدة منذ عام 2014 في مجال الاستجابة الإنسانية الحضرية،والسياسات الحضرية الوطنية، والتخطيط الإقليمي والتنمية المستدامة، وحاليًا تعمل مع مفوضيّة الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين في مخيّمات اللاجئين والعمليات الحدودية، إذ تقدّم دعمًا متخصصًا في تصميم مستوطنات اللاجئين وتطويرها.

فيسبوك:

هنا

انستغرام:

هنا

عيسى بدور: مهندس معماري ومصمم بصري، يحمل درجة الماجيستير في التصميم المعماري، ويعمل في ميلانو مخرجًا فنيًّا لأعمال التواصل الرقمي والترويج المجتمعي.

فيسبوك:

هنا

انستغرام:

هنا]]]]