الطب > سؤال طبي‬

ما الفرق بين العَتَه وألزهايمر؟

في الحقيقة إنَّ العَتَه Dementia مصطلحٌ واسعٌ يشمل مجموعة من الأعراض الدالة على أنَّ المريضَ يعاني مشكلات في الذاكرة والتعلم. أما مرض ألزهايمر فهو صورةٌ من صور العَتَه، ويُعدُّ النوع الأكثر شيوعًا، ويُمثِّل 60–80% من جميع الحالات.

أما أنواع العَتَه الأخرى:

العَتَه الوعائي vascular dementia، والعَتَه الجبهي الصدغي، وعَتَه أجسام ليوي، وداء باركنسون، وعليك أن تعلم أنه من الممكن أن تؤدي بعض الآثار الجانبية للأدوية، وإصابات الدماغ، والاكتئاب، وإدمان الكحول إلى ظهور أعراض العَتَه أيضًا.

باختصار؛ فإن العَتَه يكون بسبب حالاتٍ مرضيةٍ عديدة، وألزهايمر واحد منها.

ويمكن تعريف العَتَه بأنه اضطراب تدريجي يشمل فقدانًا للذاكرة، وضعفًا في الوظيفة الإدراكية (ضعف في وظيفة واحدة على الأقل)؛ إذ تشمل الوظائف الإدراكية: الحركات التي تتطلَّب مهارة، واللغة (أو القدرة على الكلام)، والوظائف التنفيذية كالتخطيط.

يأتي العَتَه بحالات عديدة، علمًا أن ألزهايمر والعَتَه الوعائي هما الشكلان الأكثر شيوعًا، وهو مرتبط بالعمر جدًّا؛ إذ يُقدَّر معدل انتشاره بـ 20% لدى الأفراد الذين تزيد أعمارهم على 85 عامًا.

وحاليًّا لم تعتمد منظمة الغذاء والدواء الأمريكية FDA علاجًا له؛ بسبب تأخير ظهور العَتَه أو تطوره. وهناك نظريات توحي بوجود علاقات سببية بين الجذور الحرة والعوامل الالتهابية والعوامل الهرمونية وعوامل الخطر الوعائية وما بين تطور العَتَه.

ويوجد بعض المواد التي قد تمتلك تأثيرات مُحتملة حامية للأعصاب (كالفيتامين E،B6، وحمض الفوليك، والجينكو بيلوبا، وكثير غيرها)، إضافةً إلى التدخُّلات اللادوائية التي تُستخدم عند المرضى المصابين بالعَتَه، مثل: ممارسة التمارين الرياضية، والتدريب المعرفي، والتدليك والاسترخاء وما إلى ذلك.

وفي المقابل يمكن النظر إلى مرض ألزهايمر بأنه اضطراب تدريجي يؤدي إلى تدرك خلايا الدماغ، ومن ثم موتها، وهو يعدُّ سبب الهَتَه الأكثر شيوعًا؛ إذ يؤدي إلى انخفاضٍ مستمرٍّ في التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية التي تعطِّل قدرة الشخص على العمل مُستقلًّا.

وقد تكون علامات المرض المبكِّرة نسيان الأحداث الأخيرة أو المحادثات، ومع تقدُّم المرض؛ يُصاب الشخص بضعف شديد في الذاكرة ويفقد القدرة على أداء المَهام اليومية.

واعلم أنه من الممكن أن تبدأ التغييرات في الدماغ قبل سنوات من ظهور الأعراض، ويعتقد العلماء بأن التاريخ العائلي قد يكون سببًا  في تطور داء ألزهايمر.

وتعمل أدوية مرض ألزهايمر الحالية على تحسين الأعراض مؤقتًا أو إبطاء معدل التراجع، ويمكن أن تُساعد هذه العلاجات -أحيانًا- الأشخاص الذين يعانون مرضَ ألزهايمر على تحسين أداء وظائفهم بعض الوقت.

ولكن لا يوجد علاج يشفي مرض ألزهايمر أو يُغيِّر من سير المرض في الدماغ. ومع الأسف؛ فإنه  في المراحل المتقدِّمة من المرض تؤدي المضاعفات الناجمة عن فقدان وظائف المخ الشديد (مثل الجفاف وسوء التغذية أو الإنتانات)  إلى الوفاة.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا