العمارة والتشييد > التشييد

روبوتاتٌ تبني

التكنولوجيا هي التطبيق العملي لما توصَّلت إليه العلوم في مختلف المجالات؛ الطبية والتجارية والهندسية والتعليمية بسبب التقدُّم المعرفي والتطوُّر الكبير والمتسارع الذي تشهده هذه المجالات باستخدام أدواتٍ صُنِعت لتواكب هذا التطور المعرفي المتلاحق والمتزامن مع انتشار الإنترنت واستخدام  الحاسوب.[1] [2]

شهد مجالُ البناء باستخدام الخشب مادَّةَ بناءٍ أساسية دخول التكنولوجيا الرقمية، إذ طور فريقٌ بحثيٌّ في المعهد الفدرالي للتكنولوجيا في زيوريخ ETH –أحد أبرز المؤسسات العلمية السويسرية- تحت رعاية مركزِ البحوثِ الوطني السويسري في مجال التصنيع الرقمي NCCR طريقة بناءٍ تعتمد التكنولوجيا الرقمية المُتضمَّنة استخدام روبوتات بُرمِجَت بغرض بناءِ وحداتٍ خشبيةٍ حاملة تؤمِّنُ الاستقرار للطوابق الأعلى في مشروع DEAB HOUSE، والذي يمثِّل وحدةً سكنيةً مؤلَّفةً من ثلاثة طوابق[3]  تقع في مدينة دوبندورف Dübendorf، ويهدف هذا المشروع إلى تمكين تقنيات البناء الروبوتية في مجال البناء باستخدام الخشب للوصول إلى بناءٍ فعَّالٍ تجمعُ وحداته الخشبية المعقَّدة التصميم بالطريقة المثلى هندسيًّا.

تستخدمُ الروبوتات المعلومات اعتمادًا على التصميم بمعونة الحاسب لقَطع وترتيب الألواح الخشبية، وقد طُوِّرَت هذه الطريقة في المشروع باستخدام مُدخلاتٍ مختلفةٍ لإنشاءِ بناءٍ يتكوَّن بمجمله من 487 حزمةٍ خشبية.

أمَّا طريقةُ البناء فهي بسيطةٌ للغاية؛ إذ يقوم روبوتٌ أوَّل بحملِ لوح الخشب ونقله إلى المنشار ليُقَصَّ بالمقياس والحجم المناسبين، ثمَّ يحفر روبوتٌ ثانٍ  ثقوبًا في اللَّوح الخشبي، ثمَّ تُوصَل الجوائز الخشبية مع بعضها في مرحلةٍ لاحقة، وفي الخطوة الثالثة والأخيرة يعمل الروبوتان معًا لوضع الجوائز في المكان المناسب ليربط بعدها العمَّال هذه الجوائز يدويًّا.

 

ولتفادي اصطدام الروبوتات أثناء العمل، طوَّر الباحثون خوارزميةً تحسب مسارَ الحركةِ لكلِّ روبوت في كلِّ خطوةٍ وتعيد باستمرار حسابَ مسار الحركة للروبوتات وفقًا للحالة الراهنة للبناء.

وسَتُجهَّزُ مجموعةٌ من ستِّ وحداتٍ خشبيةٍ تمثِّل هياكل مسبقة الصنع باستخدام هذه التقنية، ثمَّ تُنقَلُ عندَ اكتمالها إلى موقع بناء DFAB HOUSE في دوبندورف، لتدخل في بناء الوحدة السكنية ذات الطوابق الثلاثة التي توفِّر مساحةً تزيدُ على 100 مترٍ مربع.

يقود هذا المشروع ماتياس كوهلر Matthias Kohler وهو أستاذٌ في الهندسة المعمارية ونظم البناء الرقمي، ويقول كوهلر: "إذا أُجرِيَ أيُّ تغييرٍ في المشروع، يمكن تعديل النموذج في الكمبيوتر باستمرار بما يتلاءم مع التغييرات الحاصلة، وهذا النوع من العمارة الرقمية المتكاملة يساهم في ردم الهوَّة بين التصميم والتخطيط والتنفيذ".

فهل سيساعد وجود متل هذه الروبوتات على توفير الوقت والجهد؟ أم أنَّه سيؤثِّر سلبًا في اليد العاملة ويقلِّل فرص العمل للبشر؟ شاركنا برأيك.

المصدر: 

هنا

هنا