الطبيعة والعلوم البيئية > علم البيئة

تلوث الصين، ضريبة النمو الصناعي

الصين، عملاق الصناعة والاقتصاد الذي تمكن من غزو العالم خلال العقود القليلة الأخيرة، لكن، لكل نجاح ضريبته وتحدياته.

9 مدن صينية تعاني اليوم من تلوث فظيع يفوق المقاييس العالمية أحياناً ...

مقالنا التالي يصف وضع المدن الصينية في واقع لا يطاق .

تلوث الصين، ضريبة النمو الصناعي

في العام 2013 تصدرت صور من أحد ميادين بكين المشهورة للطقس الضبابي ، وصور أخرى من مقر التلفزيون المركزي ، تقارير التلوث الصينية . ولكن تحليلاً جديداً أظهر أن 9 مدن صينية أخرى عانت لفترة أطول من الضباب الدخاني الشديد مقارنةً ببكين .

شينغتاي ، التي يقطنها 7 ملايين شخص جنوب غرب العاصمة بكين ، كانت الأسوأ والتي استمر فيها الهواء غير الصحي لمدة 129 يوماً بحيث تجاوزت رداءة الهواء العتبة التي يصل عندها التلوث إلى مستوى الطوارئ وهذه الفترة تعادل ضعف عدد الأيام التي عانت فيها العاصمة نفسها من هذا المقدار من التلوث .

عانت بكين من 60 يوماً من التلوث الذي تجاوز عتبة الطوارئ مما أثار انفجاراً في مبيعات أجهزة تنقية الهواء والأقنعة ، بالإضافة إلى إلغاء نشاطات الهواء الطلق كحفلات الشواء والألعاب النارية في السنة الصينية الجديدة. بالنتيجة، أعلن رئيس الوزراء الصيني الحرب على التلوث قائلاً أن الطبيعة تعطينا "تحذير الخطر" ضد نموذج التطور الأعمى وغير الكفؤ الذي نتبعه.

أشار التحليل الجديد الذي نشره موقع (السلام الأخضر) إلى العلاقة بين الجسيمات الدقيقة في الهواء (قطر 2.5 ميكروميتر) وزيادة سرطان الرئة وقصور القلب ، ويصنف البحث المدن وفقاً لمؤشر جودة الهواء الأمريكي بناءً على عدد الأيام التي تعتبر غير صحية أو أسوأ من ذلك وهو تقريباً نفس المعيار الذي تعتبره الحكومة الصينية إنذاراً لحالة الطوارئ .

عادةً ما تتصدر أزمة تلوث هواء الصين عناوين الصحف عندما تضرب سحابة الضباب الدخاني بكين، ولكن هذا البحث يظهر مدى اتساع نطاق هذه المشكلة بما يتجاوز العاصمة. يعيش الآن ملايين الصينيين في مدن يتجاوز فيها تلوث الهواء عتبة الطوارئ لثلث العام في حين أن المناطق المدنية الأخرى يصعب أن تمر خلال السنة بأي من الأيام التي يعتبر فيها الهواء ذو نوعية جيدة .

معظم المدن في المراتب العشرة الأولى من حيث سوء التلوث تقع جنوب بكين والتي هي أيضاً مركزٌ للعديد من محطات توليد الطاقة بالاعتماد على حرق الفحم وصناعة الإسمنت والصلب. مدينة هاربين شمال شرق بكين ، تصدرت عناوين الصحف لكون الضباب الناتج عن التلوث وصل إلى حد خانق ، اضطرت معه المدارس ومطار المدينة إلى الإغلاق وهي تأتي بعد العاصمة بكين من حيث الترتيب (في المرتبة 17(

إذا ما استخدمنا معايير الولايات المتحدة فإن أيام السنة في بكين توزع على الشكل التالي :

13 يوماً يكون فيها الهواء جيد النوعية .

70 يوماً تكون فيها جودة الهواء متوسطة .

64 يوماً يكون الهواء فيها غير صحي للذين يعانون الحساسية .

148 يوماً يعتبر فيها الهواء غير صحي لعامة الناس .

45 يوماً غير صحية مطلقاً .

14 يوماً خطرة .

1 يوم يتجاوز فيه تلوث الهواء جميع المؤشرات (أي أنه خارج التصنيف) .

تتفاقم أحوال الطقس في بكين وما يحيطها في أغلب الأحيان بسبب الجسيمات الناتجة عن حرق الفحم ، السيارات والصناعات ، وبحلول الشتاء يحتجز الهواء البارد التلوث .

ليست الصين ولاشك الدولة الوحيدة التي تعاني من مشكلة تلوث الهواء ، ففي إيران أربعة من أكثر مدن العالم تلوثاً بالإضافة إلى كويتا وبيشاور في باكستان ، وكانبور ولوديانا في الهند وفقاً لبيانات منظمة الصحة العالمية .

المصدر:

هنا