الطب > طب الأسنان

ارتباط الصحة الفموية بالتدخين والنشاط البدني

"لا تزال الأبحاث تُظهر باستمرار ارتباط الصحة العامة بالصحة الفموية، فيُؤثِّر ضبط الوزن واللّياقة البدنية إيجابيًّا في الصحة العامة. ثم إن المحافظة على الوزن المثالي تقلِّل من خطورة الإصابة بأمراض اللثة؛ وبهذا لديك أسباب أخرى كي تعتني بنفسك؛ وذلك عن طريق اتباع نظام غذائي صحي وممارسة التمرينات الرياضية المناسِبة"؛ هذا ما صرَّح به أحد خبراء طب الأسنان.

أمراض النسج حول السنِّية أو اللثَّة هي التهابات مُزمنة تُصيب الأنسجة والعظم الداعمين للأسنان. وتُعدُّ أمراض اللثَّة المُسبِّبَ الرئيسَ لفقد الأسنان عند البالغين، ثم إنها تترافق بأمراض أخرى كأمراض القلب والسكري والتهاب المفاصل الرثوي. 

من المعروف أن التمرينات الرياضة تُخفِّف من خطورة الإصابة بأمراض القلب وسرطان القولون وهشاشة العظام وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والعديد من الاضطرابات الأخرى. وأظهَرت دراسة حديثة أيضًا أنَّ النشاط البدنيَّ يُقلِّل من خطورة الإصابة بأمراض النسج حول السنِّية؛ فقد أُجريت تلك الدراسة على مجموعة من الأشخاص تتحدد أعمارهم بـ 18 سنة وما فوق، وكانوا قد أجروا فحصًا للثَّة، ومنهم من يُمارس الرياضة ومنهم لا، وذلك مدة 10 سنوات أو أكثر. كانت نتيجة الدراسة هي أن ممارسة التمرينات الرياضية تُقلِّل من انتشار أمراض النسج حول السنِّية وخصوصًا عند أفراد الدراسة غير المدخنين أو المدخنين السابقين؛ فالأشخاص غير المدخنين والممارسين الرياضية بانتظام كانوا أقلَّ عرضة للإصابة بأمراض النسج حول السنِّية بنسبة 54% من الأشخاص غير المدخنين وغير الممارسين للرياضة. ومن المُفاجئ أنَّ الأشخاص المدخنين سابقًا والممارسين الرياضة كانوا أقلَّ عرضة للإصابة بأمراض اللثَّة بنسبة 74% من الأشخاص غير الممارسين للرياضة، ولكن لم يُظهر تأثير الرياضة الإيجابي في أمراض النسج حول السنِّية دلالةً إحصائيةً مُهمَّة عند المدخنين.

توصَّل الباحثون إلى أن العادات الصحية من ممارسة التمرينات الرياضية وتناول الأغذية الصحية تُخفض من خطورة الإصابة بداء السكري؛ وبذلك تخفُّ خطورة الإصابة بأمراض النسج حول السنِّية؛ إذ يُعدُّ السكري عامل خطورة للإصابة بالتهاب النسج حول السنِّية.

آليات تفسير ارتباط النشاط البدني بالصحة الفموية:

1.  تزيد التمرينات الرياضية من الحساسية للأنسولين عند مرضى السكري؛ إذ يُسهم ذلك في تخفيض نسبة السكر في الدم.

2.  لتقلُّص العضلات تأثير تآزري مع عمل الأنسولين في تعزيز امتصاص الخلايا للغلوكوز؛ ومن الممكن أن يعود سبب ذلك إلى زيادة تدفُّق الدم وتعزيز نقل الغلوكوز إلى الخلية العضلية.

3.  يُقلِّل النشاط البدني من الالتهاب الذي يؤدي دورًا مهمًّا في التسبُّب بأمراض اللثَّة؛ وذلك لأن الرياضة تزيد من نشاط الدورة الدموية وكفاءة تبادل الأكسجين.

4.  يحمي النشاط البدني من حدوث البدانة عن طريق زيادة كمية السعرات الحرارية المُستهلكة. وللبدانة دور كبير في زيادة خطورة الإصابة بالتهاب النسج حول السنِّية.

5.  يُحسِّن النشاط البدني صحة اللثَّة عن طريق التخفيف من القلق والتوتر؛ إذ يترافق القلق بانتشار واسع لالتهاب النسج حول السنِّية.

المصادر:

- هنا

- Mohammad S. Al-Zahrani. (2005). Exercise benefits dental health. British Dental Journal، 199(10)، 629.

- هنا

- J Mohammed. (2015). Oral health and its association with morbidity and mortality in the elderly. Journal of Oral Health Research، 6(4)، 10-18.