التعليم واللغات > إنسـتغرام

هل يكتسب الطفل لغتين معًا؟

تقول نايا فيريان راميريز؛ الباحثة في جامعة واشنطن: إنَّ الأطفال الذين يستخدمون لغتين منذ الولادة يصبحون ناطقِين أصليين بكلتيهما، في حين غالبًا ما يعاني البالغون عند تعلُّم لغة ثانية، ونادرًا ما يصبحون ناطقين أصليين بها، ولكن يظل لدينا السؤال الآتي: هل يمثّلُ تعلُّم لغتَين معًا أمرًا يُربِك الأطفال؟

أوضحت راميريز أنَّ تعلُّمَ اللغات يعتمد على عملية معالجة الأصوات؛ فتتكون لغات العالم جميعها من 800 صوتٍ وتستخدم كل لغة 40 صوتًا لغويًا تميزها عن غيرها، ويمتلك عقل المولود عند الولادة قدرةً عظيمة؛ ألا وهي إمكانية معرفة الفرق بين تلك الأصوات البالغ عددها 800 جميعها، وهذا يعني أنه يمكن للمواليد عند هذه المرحلة تعلُّم أية لغة يتعرضون لها.

تقول راميريز أنَّها درست مؤخرًا وزملاءَها المعالجة الدماغية للأصوات اللغوية لدى المواليد البالغين من العمر 11 شهرًا، وهم  إما من أُسرٍ تستخدم لغة واحدة وهي الإنجليزية فقط وإمّا من أُسرٍ أخرى تستخدم لغتين وهما الإنجليزية والإسبانية، فبعد مرور 11 شهرًا من الولادة كشفت تسجيلات الدماغ ما يأتي:

إنَّ المواليد الموجودين ضمن أسرٍ أحادية اللغة (الإنجليزية) متخصصون في معالجة أصوات الإنجليزية وليس الإسبانية، في حين أنَّ المواليد في المنازل الثنائية اللغة (الإنجليزية والإسبانية) متخصصون في معالجة أصوات اللغتين كلتيهما، وأظهرت نتائج الدراسة أنَّ التبديل بين اللغتين يمثل جزءًا من تطور اللغة الطبيعي عن الأطفال الثنائيي اللغة أيضًا، بل ويمكن أن يمثل بدايةً لما يعطيهم البراعة المعرفية الإضافية المعروفة باسم "ميزة ثنائية اللغة"

ووجدت الأبحاث أنَّ البالغين والأطفال الثنائيي اللغة قد أظهروا تحسنًا في الأداء التنفيذي للدماغ، وأنَّ لديهم مهارات لغوية؛ أي القدرة على التفكير بشأن اللغة في حد ذاتها وفهم كيفية عملها، وثبت أنَّ الشخص الثنائي اللغة يستطيع تعلم لغةٍ ثالثةٍ بسهولة.

المصدر:

هنا