التاريخ وعلم الآثار > شخصيات من سورية

في ذمة الله ... عبد الرحمن ال رشي

الصوت لا شبيه له ..

هكذا كان صوته..لِأتبيّن لاحقاً أن لا شبيه لشخصه أيضاً !

المؤلم أن نعتاد على إدراك الثمين بعد فقدانه..واليوم نفتقد عبد الرحمن آل رشّي أكثر من أيّ يوم آخر

بوجهه المغضّن وشعر خالطه الشيب يطلّ من تلافيف ذاكرة ملايين السوريّين ليتكلّم بصوت جهوري قوي ودود ينطلق من حنجرته ليستقر في القلب قبل الأذن .

يحرص على مخارج الألفاظ بفصحى متميّزة ليُلبس المشهد صوتهُ الّذي يمثّله كأحسن ما يكون.

ولِأنني كنت قارئة كسلى ..كنت استمع إلى المعلّقات الشعرية بصوته الثابت القوي، فأدمنت سماع معلّقة امرؤ القيس بصوته

إجادته للفصحى جعلت أدواره المسرحية والتلفزيونية متقنه، كما تعابير وجهه الّتي تأتي بتلقائية مدروسة غير متكلّفة

فهو الأب المفجوع تارةً والجدّ الحنون تارةً آخرى ، الرّجل الذي يغتاله الحنين أحياناً والساخر بمرارة من قسوة الحياة أحياناً أخرى ..

كيف استطاع الشاب الّي لم يكن يجيد القراءة بتحصيل علمي بسيط( الشهادة الإبتدائية) أن يصل إلى تلك المرتبة من إجادة التمثيل !

في عام 1932 أبصر النور في مدينة دمشق

في عام 1957 دخل الشاب عبد الرحمن آل رشّي إلى الفن من خلال نادٍ فني دمشقي هو (النادي الشرقي)، الذي ضم زملاء له مثل نهاد قلعي وعادل خياطة ومجموعة من الممثلين الرواد في ذلك الوقت، كان التمثيل فيه كلّه باللغة العربية الفصحى، من هنا بدأ اهتمامه وشغفه باللغة .

لاحقاً عمِل في إذاعة دمشق ، لتتجاوز ساعات عمله الخمسة وعشرين ألف ساعة مِمّا صقل ثقافته وأسلوبه وساهمت في أدائه المتقن .

حصيلة إنتاجه كانت خمسة عشر عرضاً مسرحيّاً و عشرة أفلام سينمائية وأكثر مِن 225 عملاً تلفزيونياً ك نهاية رجل شجاع ، زمان الوصل، ملوك الطوائف، أبو الطيب المتنبّي، أخوة التراب. أمّا أول عمل تلفزيوني شارك به فكان بعنوان "رأس غليص" وكان ذلك في العام 1976

عبد الرحمن آل رشّي رحل اليوم عن عمر يناهز 83 سنة..لكن صوته الهادر : أنــا ســــوريّ ... آه يا نيّالي ما زال يصدح عالياً ليعود الصدى مردّداً ... آه يا نيّالي .

السلام لروحك أيّها السوريّ ..