العمارة والتشييد > ثلاثون مدينة ومدينة

10. براغ - Prague

زرت براغ - التشيك في (آب/ أغسطس 2009) في رحلةٍ جامعيةٍ مع كليةِ العمارة في الجامعةِ الأردنية.

يشبه التجوُّل في براغ تصفُّحَ كتابٍ عن تاريخ  العمارة؛ فعندما تمشي في أيِّ شارع في هذه المدينةِ المدمَجة تكون محاطًا بقرونٍ من الجواهرِ المعمارية من العصرِ القوطي وعصرِ النهضةِ والباروك التي لا تزال سليمةً تمامًا، إذ نجت المدينةُ من حروبٍ كثيرةٍ ولم تخضع لعميات إعادة البناء مثل معظمِ المدنِ الأوروبية في القرن الثامن عشر والتاسع عشر.

حوَّل العددُ الكبير من الطُّرز المعمارية وسط براغ القديم إلى مقصدٍ سياحيٍّ شهير، إذ تستقبلُ المدينة أكثر من (6.4 مليون) زائرٍ دوليٍّ سنويًّا، لتكون المدينة الأوروبية الخامسة الأكثر زيارة بعد لندن وباريس وإسطنبول وروما، وقد أدى ذلك إلى ازدحام السير في الوسط التاريخي ومحيطه، ويمكن أن تتحوَّل القيادة في براغ ساعة الذروة إلى كابوس، لذلك تُبذَل حاليًّا جهودٌ لإعادةِ توجيهِ حركةِ المرور وتخفيفِ العبء عن وسط المدينة، عن طريق تنفيذِ الطريق الحلقي في براغ الذي يمرُّ خارج الوسط التاريخي، والمصمَّم للتعامل مع معظم حركةِ المرور في المدينة والتقليل من الآثار البيئية.

بدأ الإنشاء في أواخر السبعينيات وافتُتح الجزء الأول في الثمانينيات، و منذ (عام 2015) وضِعَ (40 كم) من أصل (80 كم) من المخطَّط قيدَ التشغيل، مع الانتهاء من قسمٍ هام من الطريق الحلقي؛ مشروع أنفاق "بلانكا".

يمتدُّ مشروع أنفاق "بلانكا" على حافَّة وسط براغ التاريخي بطولٍ إجمالي يبلغ (6.4 كم)، وهو أطول نفقٍ في جمهورية التشيك وأطول نفقٍ حضريٍّ في أوروبا. يتألف من ثلاثة أقسامٍ أساسيةٍ مع العديد من تقاطعاتِ الطرق متعدِّدة المستويات، وقد صمِّمَ ليرتبط مع الطريق الحلقي من حركة المرور الكثيفة داخل وسط المدينة، ممَّا يعطي السائقين رحلةً أسلس عبر المدينة، ويوفِّر (15 دقيقة) تقريبًا.

كانَ مشروع الأنفاق مثيرًا للجدل جدًّا، إذ بلغت تكلفةُ المشروع النهائية ضعفَ التكلفة المذكورة في البداية، وأُجِّل المشروع الأكبر والأغلى في تاريخ براغ مرارًا وتكرارًا، إذ أطلق (عام 2006) لكنَّ النفق افتُتِح رسميًّا للجمهور في (أيلول/ سبتمبر 2015). وعلى الرغم من التأخُّر في تنفيذه لكنَّه حسَّن تدفُّق حركة المرور في محيط براغ كثيرًا، وخفَّض التأثير السلبي في البيئة المحيطة، وخفَّض أوقات السفر من بلدانٍ أوروبيةٍ أخرى تستخدمُ الجمهورية التشيكية بلدًا للعبور.

فإلى أي درجةٍ يساهم تحسين البنية التحتية في المدينة في تطويرها وتحسين بيئتها العمرانية؟

#براغ #Prague #البنية_التحتية #أكتوبر_الحضري #31_يوم_حضري #ثلاثون_مدينة_ومدينة

 بطاقة تعريف:

راما النمري: مهندسة عمارة وتخطيط مدن، تحمل درجة الماجيستير في التخطيط الحضري وتصميم التشريعات، وتعمل مع منظّمات الأمم المتّحدة منذ عام 2014 في مجال الاستجابة الإنسانية الحضرية،والسياسات الحضرية الوطنية، والتخطيط الإقليمي والتنمية المستدامة، وحاليًا تعمل مع مفوضيّة الأمم المتّحدة لشؤون اللاجئين في مخيّمات اللاجئين والعمليات الحدودية، إذ تقدّم دعمًا متخصصًا في تصميم مستوطنات اللاجئين وتطويرها.

فيسبوك:  هنا

انستغرام: هنا

عيسى بدور: مهندس معماري ومصمم بصري، يحمل درجة الماجيستير في التصميم المعماري، ويعمل في ميلانو مخرجًا فنيًّا لأعمال التواصل الرقمي والترويج المجتمعي.

فيسبوك: هنا

انستغرام:  هنا