علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

متلازمةُ الإرهاقِ النفسيّ

متلازمةُ الاحتراق النفسي أو الإرهاق النفسي؛ مصطلحٌ تحدثوا عنه أول مرة عام 1970، وهي مجموعةٌ من الأعراض النفسية والجسدية والعقلية التي لها علاقة وثيقة بالعمل، والتي يمكن أن تحدث لدى الأفراد بدون أي سوابق مرضية نفسية.

تنتج هذه المتلازمة بسبب التناقض الكائن بين توقعاتِ الموظف من العمل وأهدافه، والمتطلّبات المفروضة عليه من منصبه، علاوةً على التوتر المسيطر على بيئة العمل، وتبدأ أعراض المتلازمة بالتوتر النفسي وبتراكم خيبات الأمل في العمل.

تتطور الأعراض لاحقاً إلى العجز عن التكيف مع بيئة العمل، وسواد المشاعر السلبية تجاه الوظيفة والزملاء، إضافةً إلى الغضب والقلق واضطرابات النوم والصداع، ومن الأعراض النفسية الأساس التي تتطور في نهاية المطاف:

١- الإرهاق: التعب العام الذي ينتج عن استهلاك طاقة الفرد، وصرف الجهد على عملٍ قد لا تكون له أيّة فائدةٍ أو نفع.

٢- تبدّد النفس: المشاعر السلبية التي تنجم عن إرهاق العمل، والتي تؤدي إلى إساءة السلوك تجاه الزملاء في العمل، وقد تصل إلى معاملة الأشخاص بمشاعر متلّبدة (أشبه بأشياء لا أشخاص).

٣- انخفاض الإنتاجية: الميل إلى تقييم الأعمال بطريقةٍ سلبية، والشعور بعدم الرضا فيما يخص القدرةِ على إنجاز عملٍ ما، ونقصُ الثقة بالنفس على الصعيد المهني.

ما هي العوامل المؤهبة للإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسي؟

هناك العديد من العوامل التي تسبب هذه المتلازمة؛ منها ما هو مرتبطٌ بالعمل، ومنها ما يرتبط بنمط حياة الشخصِ خارج العمل، ومنها ما يتعلق بشخصية الفرد التي قد تزيد فرصة حدوث هذه المتلازمة.

١- الأسباب المتعلقة بالعمل:

٢- الأسباب المتعلقة بنمط الحياة:

٣- الأسباب المتعلّقة بالصفات الشخصية:

كيف نتجنّب هذه المتلازمة؟

عندما تشعر بمعاناتك أعراضَ الإرهاق والتوتر، وأنك بدأت تتغير عما كنت عليه من نشاطٍ وقدرةٍ على العمل، وعندما يصل بك الأمر إلى الشعور بفقدان السيطرة على الأمور؛ عليك ألا تستسلم، لديك قدرة كبيرة من أجل السيطرة على التوتر (أكثر مما تظن).

إن التواصل مع المقربين والأصدقاء وجهاً لوجه من أسرع وسائل السيطرة على التوتر والقلق، وليس من المهمّ أن يملك الشخصُ الذي تتواصل معه الحلَّ لمشكلاتك، بل عليه أن يستمع جيداً دون أن يحكم عليك أو يقاطعك.

ومن المهمّ عدمُ تجاهلِ حاجات الشخص الأساسيةِ في أثناء حياته اليومية أيضاً؛ فعلى الشخص أن ينال قسطاً كافياً من النوم والتغذية تجنباً للإرهاق. ستُفاجَأ من مدى تحسّن حالتك حين تتبع نظاماً غذائياً صحياً وتشرب الماء على نحوٍ كافٍ.

تعلّم أن تقول لا، فإذا كنت من الأشخاص المحبّين للعمل والإنجاز فإنك لن تتردد بالموافقة على إجراء أيّ عملٍ يُطلَب منك، ولكن؛ ستزيد هذه الموافقة من مسؤولياتك وتضيفُ توتراً جديداً إلى حياتك قد لا تشعر بتأثيره إلا بعد وقت طويل، لذا من الجيد في بعض الأحيان أن تقول لا لبعض المهمات إذا كان ذلك ممكناً؛ فبعض الالتزامات لا يمكن تجنّبها.

عليك بأخذ قسطٍ من الراحة بعد أداء الأعمال المجهدة؛ فالإرهاقُ يضع جسدك وعقلك في حالةٍ من التعب والاستهلاك، فتجنّب الانتقال من مهمةٍ إلى أخرى دون أخذ  قسطٍ جيدٍ من الراحة.

ابتعد عن اصطحاب عملِك إلى المنزل، لا بد من أنه من الجميل إنهاء العمل بسرعة وإظهار مدى قدرتك على الإنجاز، ولكن سينهكك ذلك وسيستهلك الوقت المخصّص للراحة في المنزل؛ ما يزيدُ التوترَ والإرهاق.

كن أكثر تواصلاً مع زملاء العمل والمقربين منك، وابتعد عن الأشخاص السلبيين، وابحث عن مجموعات الدعم الاجتماعي أو المجموعات ذات الأهداف الاجتماعية في محيطك؛ فالعلاقاتُ الاجتماعية مهمةٌ للتخلّص من التوتر الناجم عن العمل.

قد يكون تغييرُ العمل أمراً غير منطقيٍّ لدى البعض ممن يعانون الإرهاقَ النفسي، وخاصّةً من يعانون صعوبةً في إيجادِ عمل، لذا عليك السعيُ لجعلِ العمل الذي تؤديه ذا قيمة، وأما إذا كنت تكره العمل الذي تؤديه؛ فاسعَ لإنجاز أعمال أخرى تعطيك الشعورَ بالرضا؛ كممارسة هوايةٍ ما، أو التطوع في الأعمال الخيرية.

وعليك دائماً إعادةُ النظر إلى أولوياتك؛ خذ استراحةً من استخدام التكنولوجيا، واجعل أداء التمرينات الرياضية على رأس قائمة مهماتك اليومية.

وفي النهاية؛ كل ما تحدثنا عنه ليس سوى مجموعةٍ من الاقتراحات العامة التي تساعد أيّ شخصٍ على البدء بتجاوز المشكلة؛ ولكن يتعيّنُ على كلٍّ منا إيجاد وسائله الخاصّة التي تمكّنه من تجاوزِ الإرهاقِ والتوتّر بما يتناسب مع أسلوبِ حياته وشخصيته.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا