التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

ماذا لو تغيرت حياتي الجنسية بعد الولادة؟

من الطبيعي انخفاض الرغبة الجنسية عند الأنثى بعد الولادة أو قد تكون آخر شيء تفكر فيه نظرًا إلى ما تعانيه من أوجاع، لكن يجب إدراك هذا الوضع والتفكير بكيفية إعادة الحميمية مع الشريك.

عديدة هي الأسئلة التي تخطر في أذهان النساء بعد الإنجاب، وفي هذا المقال سنعرض إجاباتٍ عن أكثر الأسئلة الواردة في هذا السياق شيوعًا، فمثلًا: بعد ولادة طفلي؛ متى يمكنني ممارسة الجنس؟؟

تستطيعين ممارسة الجنس بعد الإنجاب عندما تشعرين أنك قادرة على فعل ذلك، فلكلِّ امرأة خصوصيتها؛ إذ لا يوجد وقت صحيح أو خاطئ لمعاودة النشاط الجنسي. ومن جهة أخرى؛ ينصح العديد من المختصين بالانتظار مدة 4-6 أسابيع حتى تكوني في حالة جسدية ونفسية سليمة، وقد بينت بعض الدراسات أن ثلاثة أرباع الأزواج عاودوا النشاط الجنسي بعد مرور قرابة 12 أسبوعًا. ولا بدَّ من التنبيه لمشكلات ما بعد الولادة واختلاطاتها (التعب وتمزقات المهبل وجفافه؛ وكلّه يرافق هذه الفترة خاصة في حال كانت الأنثى قد خضعت لولادة قيصرية) التي قد تؤثر بدورها في سلامة العملية الجنسية مع الشريك. لذا لا تضغطي نفسك وأعطي جسدك فرصة للشفاء والراحة.

هل سيكون ذلك مؤلمًا؟

في الواقع نعم؛ فبعض التغيرات الهرمونية تجعل المهبل جافًّا وحساسًا خاصةً في أثناء فترة الإرضاع، إضافةً إلى أنَّك قد تعانين ألمًا في أثناء الجماع إذا كنتِ في فترة شفاء من التمزقات العجانية*، وللتخفيفِ من شعور عدم الراحة يمكنك اتباع بعض النصائح منها: أخذ حمام ساخن، والحرص على إفراغ المثانة، واستخدام الملينات (المرطبات) المهبلية، ولا مانع من تناول مسكنات الألم عند الضرورة (بعد استشارة طبيبك طبعًا). وفي حال استمر الألم فترةً طويلة؛ عليك مراجعة الطبيب المختص للاطمئنان والمباشرة بالعلاج المناسب.

ماذا عن تنظيم الحمل؟

الجماع بعد الإنجاب يتطلب وسائلَ لمنع الحمل على عكس ما هو شائع لدى كثيرين! فإذا مارستِ الجنس في خلال أول 6 أشهر بعد الإنجاب -خاصة إذا كنتِ مرضعًا ولم تستأنفي الدورة الطمثية بعد- فيجب أخذ الحيطة والحذر واستشارة طبيبك في الوسائل الأنسب لمنع الحمل. وللتخفيف من مخاطر الحمل التالية على صحة الأم والجنين ينصحُ المختصون بالانتظار مدة 18-24 شهرًا قبل حدوث حمل آخر.

هل يُعدُّ غياب رغبتي الجنسية بعد الإنجاب طبيعيًّا؟

من الطبيعي انخفاض الرغبة الجنسية بعد الولادة وقد يمتد هذا الشعور عدة شهور. ففي دراسةٍ على عدة نساء بعد الإنجاب تبيّن أنَّ نحو 20% منهنَّ انخفضت الرغبة لديهنّ مدة 3 أشهر، و21% منهنَّ لم يعد لديهنّ رغبةٌ نهائيًّا أو عانين نفورًا تجاه الممارسات الجنسية. لكن لا داعي للقلق؛ فالعديد من العوامل تؤدي إلى هذه المشاعر؛ أوَّلًا تكون رغبتك الجنسية في حالة تنافس مع تعبك الناتج من الاعتناء بالمولود الجديد الذي يكون في غاية التطلب ويحتاج إلى الاهتمام على مدار الساعة، مما يسبب استنزافك نفسيًّا وجسديًّا، فعند حصولك على فترة راحة تفضلينها بعيدًا عن الإرهاق الفيزيولوجي يكون الجنس من آخر أولوياتك.  

ماذا لو أراد شريكي ممارسة الجنس قبل استعادة رغبتي في ذلك؟

هنا يمكن القول أنَّ الصراحة بين الشريكين هي الأساس في تخطي هذه الفترة على نحوٍ سليم وبنّاء، فلا مانع من مناقشة مشكلات كهذه بين الشريكين مناقشةً واضحةً وصريحةً. ودون ذلك؛ سيشعر الشريك بأنّه شخص لم يعد مرغوبًا فيه وأنَّه سبَّبَ تلك الآلام الواقعة في أثناء الجماع، ما سينعكس سلبًا على العلاقة الزوجية.

لذلك، من الممكن اللجوء إلى بعض الممارسات الحميمية المختلفة في خلال هذه الفترة، كالاستمتاع بفترة ما قبل الجنس بما تتضمنه من كلام حميمي ومداعبات جسدية دون التفكير بضرورة الانتقال إلى المرحلة التي تليها (عملية الجماع) ريثما تعود صحتك إلى سابق عهدها. وإذا ما شعرتِ بعدم الراحة بوضعية معينة صارحي الشريك بما يناسبك أكثر، وحاولي استغلال أوقات نوم المولود الجديد لتكون أوقاتًا حميمية بينكما.. وأخيرًا لا تنسي ممارسة تمارين عضلات أرضية الحوض بتوجيهٍ من طبيبك طبعًا؛ لِما لها من فوائد في تخطي كثيرٍ من اختلاطات ما بعد الولادة..

وخلاصة الكلام أنَّ معظم النساء قد تفقدن رغبتهنّ الجنسية فقدانًا مؤقتًا بعد الولادة وهو أمر طبيعي الحدوث، ولكن مع مرور الوقت -إضافة إلى تفهم الشريك والصراحة في أمور العلاقة الزوجية- فإنَّ كل تلك المشكلات ستغدو من الماضي.. عدا عن ذلك؛ وفي حال ملاحظة تغيرات قد تظنين بأنَّها خطيرة على أي من الصُّعد؛ لا تترددي أبدًا في زيارة طبيبك. وإن كان ذلك ذا فائدة أكبر؛ اصطحبي زوجك إلى العيادة واستعرضا تلك المشكلاتِ مع الطبيب.

الهوامش:

*المنطقة العجانية: المنطقة الواقعة تشريحيًّا بين المهبل والشرج، وهي منطقة حساسة جدًّا لغناها بالأعصاب وقد تتعرض للشق في أثناء الولادة.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا