العمارة والتشييد > الترميم وإعادة التأهيل

مصانع مهجورة تخلع ثوب الأشباح الجزء الثاني

يقعُ مثالنا الثاني في إستوانيا وهو مبنى Fahle House الذي كان معملَ ورقٍ سابقًا وأصبح مجمَّعًا سكنيًّا تجاريًّا وإداريًّا في الوقت الحالي.

يشكِّلُ المبنى الحالي جزءًا من معملٍ سابقٍ للورق والسيللوز، والجزء الطويل الأميز والأكبر حجمًا من المجمَّع هو مبنى المرجل المبني من الحجر الكلسي الذي صمَّمه  المعماري إريك جاكوبي Erich Jacoby.

يقعُ المبنى في مدينة Tallinn في إستونيا ممتدًّا على مساحة 19400 م2 عند أحد أهم مداخلها بين طريق المطار ومركز المدينة، ممَّا جعله نقطةَ جذبٍ للمارَّة.

عملَ في المشروع فريق مكتب KOKO المعماري فأعاد تأهيله وأضاف جزءًا جديدًا إلى المبنى، ويُعَدُّ من أكثر الأمثلة تميّزًا عن العمارة فترةَ  النهضة الاقتصادية الحديثة مؤخرًا في إستونيا؛ إذ يُعَدُّ مبنىً واعدًا من الناحية المعمارية، ومخاطرةً كبيرةً من ناحية التطوير العقاري، ومشروعًا مثيرًا للجدل وانتباه العامَّة من ناحية حماية التراث.

يضمّ المبنى المعاد تأهيله العديد من الوظائف الخدمية ومساحات الأعمال ابتداءً من صالونات التجميل وانتهاءً بالمطاعم، والوظيفة الأساسية للمبنى تقديمُ مساحاتٍ للسكن؛ فقد أضاف مكتب KOKO  تصميمًا جديدًا مكوّنًا من 6 طوابق تضم شققًا تتوضّع أعلى سطح مبنى المرجل القديم الذي يستند إلى جدران الحجر الكلسي.

أُزِيلت محتويات المصنع الداخلية عند بدء أعمال إعادة التأهيل والبناء، ممَّا سهَّل إعادة تنظيم وتقسيم المساحات الداخلية، وتتوضَّع المكاتب ومساحات الخدمة في الفراغات القديمة للمصنع وتقبع الشقق بمساحاتٍ مختلفةٍ في القسم الجديد المضاف ذي الواجهات الزجاجية على سطح المبنى القديم.

دُعِّم الجزء الجديد عن طريق جوائز البيتون المسلّح المخفيَّة بين جدران المرجل التي تمتد إلى الأسفل نحو الأساس.

حاول المعماريون الحفاظَ على التفاصيل الداخلية التاريخية والجدران وسطوح الأرضيات وعرضها قدر الإمكان؛ إذ حافظوا على جزءٍ من الـ Hoppers وهي أنابيب من البيتون المسلح تتَّسع من الأعلى وتضيق في الأسفل، استُخدِمَت لتوجيه كميات الخشب إلى داخل المراجل العملاقة، وبقيت جزءًا من مكاتب وشقق الطابق الرابع، ودُمِّرت المراجل وحُّدَدت أماكنها القديمة بوضع دوائر على الأسقف والأرضيات.

يؤدي تصميم المبنى إلى ترغيب المارّة وتشجّيعهم على تخيُّل المعيشة في المبنى الضخم الأخضر الشبيه بحوض السمك والتمتُّع بأفضل إطلالةٍ على العاصمة.

وتعود أهمية المبنى إلى طريقة إعادة ترميمه؛ إذ يحمل قيمةً تاريخيةً للمنطقة، ويحافظ على العناصر والتفاصيل القديمة ويظهرها في عملية إعادةِ تأهيله ليُستَخدَم بوظيفةٍ جديدة مع الحفاظ على أثرِ ماضي المبنى، فما رأيك بهذه الطريقة في الحفاظ على المباني التاريخية والأثرية، وهل تعتقدُ أنها طريقةٌ مجدية؟

المصدر: 

هنا