الطب > طب العيون

تتقدم عيناك في السن أيضًا، فما العمل؟

يترك الزمن آثاره في أجسادنا، وفي عينينا اللتين تمران بالعديد من التغيرات مع التقدم في السن، ومن المؤكد؛ لن يختبر الجميع الأعراض نفسها!

لنتعرف أشيع التغيرات التي قد تصيب عينيك مع التقدم بالعمر:

1. سوف تحتاج مزيدًا من الضوء لتتمكن من الرؤية الجيدة (أي كما كنت ترى في السابق)، ويمكنك إضافة ضوء قوي في مكان عملك أو في مكان القراءة، وهذا ما سيجعل مهمتك أكثر سهولة.

2.  يقل إفراز الدمع: يقل إنتاج الدمع من الغدد الدمعية مع التقدم في العمر، وهذا ما نراه خاصة لدى النساء عند حدوث تغيرات في هرموناتهن؛ ما قد يسبب جفافًا أو إزعاجًا في العينين.

3. الوهج:  يمكن أن تلاحظ وهجًا إضافيًّا في أثناء القيادة؛ من أضواء أعمدة الإنارة في الليل، أو من انعكاس الشمس في الصباح. وتؤدي التغيرات التي تطرأ على العدسة في عينيك إلى دخول الضوء مبعثرًا إلى العينين بدلًا من أن يدخل على نحوٍ مركّز إلى الشبكية؛ الأمر الذي يخلق مزيدًا من الوهج.

4. قد تواجه صعوبة في القراءة وفي إنجاز الأعمال من مسافة قريبة: إذ تقل مرونة العدسة* الموجودة في عينيك مع التقدم في السن، وهذا ما يجعل مهمة التركيز على الأمور القريبة أصعب مما كانت عليه في الصغر. إذ يختبر العديد من البالغين صعوبة في رؤية الأجسام القريبة بوضوح، خاصة عند القراءة أو عند العمل على الحاسوب، وتعدُّ هذه المشكلة من أشيع المشكلات التي يعانيها البالغون بين عمر الأربعين والستين، ويدعى هذا التغير الطبيعي في قدرة العين على المطابقة بمد البصر الشيخي، وسيستمر بالتطور مع الوقت. ويستطيع المرضى استعادة قدرتهم على رؤية الأجسام القريبة بواسطة النظارات أو العدسات اللاصقة أو بواسطة جراحة الليزر.

5. وينكمش الجسم الزجاجي مع التقدم في العمر؛ وهو سائل هلامي يملأ جوف العين، ويبتعد عن أماكن ارتباطه بالشبكية مما يولد شعورًا مزعجًا بوجود أجسام طافية.

ولمعرفة المزيد عن هذه الظاهرة يمكنكم العودة إلى مقالنا: هنا

لن تمنعك هذه التغيرات الطبيعية من التمتع بنظام حياة نشط وفعال. ولكن، وعلى الرغم من أننا جميعًا نأمل أن نتقدم في العمر على نحوٍ سلس ودون إصابات؛ ترتبط  معظم الأمراض العينية الكبرى بالعمر، ويزداد حدوث هذه الأمراض المهددة للبصر بعد تجاوز سن الخامسة والسبعين.

  متلازمة العين الجافة واعتلال الشبكية السكري والتنكس البقعي (مرض يؤثر في الرؤية المركزية) والساد أو ما يعرف عاميًّا بالمياه البيضاء (هو تكثف يصيب عدسة العين يجعل الرؤيا غائمة وتصبح الألوان باهتة)، بالإضافة إلى الزرق (المياه السوداء كما يعرف عاميًّا) الذي يرتبط بازدياد الضغط في العين ويؤثر في الرؤيا المحيطية، ويتأذى العصب البصري في هذا المرض؛ مما يؤدي إلى العمى.

لمعرفة المزيد عن هذه الأمراض يمكنكم العودة إلى مقالاتنا السابقة:

الزرق: هنا

الساد: هنا

متلازمة العين الجافة: هنا

وتزداد خطورة حدوث مرض عيني لدى البالغين الذين تجاوزوا عامهم الأربعين ويملكون قصة عائلية للإصابة بالزرق أو تنكس البقعة الصفراء، والذين يعانون أمراضًا مزمنة جهازية؛ كالسكري وارتفاع التوتر الشرياني، أو من مشكلات صحية ترتبط بمستويات الكوليسترول المرتفعة في الدم، أو أمراض الغدة الدرقية، والذين يعانون القلق والاكتئاب، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعملون في وظيفة تتطلب قدرة بصرية عالية، أو تحمل خطورة على البصر. وتملك العديد من الأدوية تأثيرات في العينين؛ كمضادات الهستامين.

ولكن؛ كيف يمكننا التمييز بين الإزعاج البسيط أو بداية حالة أشد خطورة؟

قد تشير العلامات الآتية إلى مشكلات أشد خطورة، وعليك مراجعة الطبيب عندما تعاني إحداها:

-   تغيّر لون القزحية.

-   وجود بقعة معتمة في مركز الرؤية.

-   الرؤية المزدوجة (الشفع).

 -   زيادة في المفرزات، أو الدماع الزائد.

 -   وجود ألم عيني.

-   ملاحظة نتوء على الجفن يزداد حجمه.

-   فقدان الرؤية المحيطية.

-   رؤية هالات (دوائر ملونة حول الضوء).

-   فقدان القدرة على إغلاق الجفن.

-   احمرار حول العين.

-   فقدان الرؤية المفاجئ.

 -   وجود حاجز (أو ستارة) تعيق الرؤية.

ومع الأسف؛ لا يملك العديد من الأمراض التي تصيب العينين أي أعراض أو علامات تحذيرية باكرة، ولكن؛ يمكن أن يكشف الفحص العيني الدوري هذه الأمراض بمراحلها المبكرة قبل حدوث خسارة في القدرة البصرية؛ إذ يساعد الكشف المبكر والعلاج المناسب على الحفاظ على البصر، فيُنصح الأشخاص الذين يبلغون من العمر خمسين عامًا أو أكثر بزيارة مختصي العينية، وبالخضوع لفحص عيني دقيق وإن لم يعانوا من أي أعراض عينية، وسيحدد الطبيب المختص مواعيد الزيارات الدورية تبعًا لخصوصية الحالة وعوامل الخطر الموجودة لدى كل شخص.

*مرونة العدسة تسمح للعين بالمطابقة؛ أي تسمح لها برؤية الأجسام القريبة والبعيدة بوضوح.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا