الفلسفة وعلم الاجتماع > الفلسفة

موجز عن الحب الأفلاطوني

يُعرّف الحب الأفلاطوني بمفهومه الحديث والشامل بأنّه العلاقة العاطفيَّة التي لا تشوبها الرغبات الجنسية؛ بل على العكس تمامًا فهو يسعى لأن يرقى بالنفس ويسمو بها إلى أعلى درجاتها.

وتُمثّل الصداقةُ الراسخةُ والبعيدةُ عن الرغبات الحسية بين الشركاء خيرَ مثالٍ لعلاقاتِ الحبِّ العذريَّة والطاهرة، ويَجمع هذا النوعُ من الحبِّ بين أشخاصٍ يتبادلون الإعجاب لتشابهِ وجهاتِ النَّظرِ والآراء والمنفعة فيما بينهم، والأهم من هذا كله هو ذاك الرابط الوجداني الذي يُقرّبهم من بعضهم.

ما معنى أن تحبَّ؟ حُبُّك لشخصٍ ما يعني أن تفهمه وتستوعبه بجوارحك كلها وبطريقةٍ تتخطى الاعتيادية، فيترتب علينا عندما نحبُّ أن نتواصل مع الآخر ولكن ليس من الضروري أن يكون تواصلًا مرتبطًا بالجسد فحسب، بل يمكن أن يشمل طريقة حديثنا مع هذا الشريك ووعينا وإدراكنا لشخصه هو بحد ذاته؛ وذلك معناه أن نبقى دائمي الارتباط فكرياً وعاطفيًّا بمن نحب…

وتُعدُّ نظرية أفلاطون في الحب أكثر النظريات تأثيرًا في العالم الغربي، واصفًا الحب أنَّه مراحلُ نتخطاها لبلوغ الغاية الأسمى، فنختبر بدايةً جمالَ الجسد وبعدها نرتقي للوقوع في حبِّ النفس وهكذا إلى أن نصل إلى مرحلة الوقوع في جمال الفكر.

وربط أفلاطون بين الحبِّ والخير في أوَّلِ تعريفاته للحب قائلًا: إنَّ الحب هو الرغبة في استحواذ الخير مدى الحياة، وهذا ما يدعوه أيضًا بالجمال المطلق.

وقد أوردَ أفلاطون تفصيلًا عن أفكاره في عمله The Symposioum وهنا لا يسعنا إلا أن نضيء على فكرته القائلة: إنّ الحب هو بحثنا الدائم عن نصفنا الآخر؛ إذ يقول أفلاطون على لسان أحد شخصياته: إنَّ الحب هو سعينا الدؤوب لإيجاد النصف الآخر الذي يُكملنا من جديد، وهو الشِّفاء من الجرح القديم الذي سببه غضب الآلهة علينا -كما ورد في الأسطورة- عندما قررت أن تفصلنا عن بعض بعد أن كانَ كلُّ شخصين متصلين ببعضهما في جسدٍ واحدٍ لتبدأ بعدها رحلة البحث عن ذاك النصف الآخر وإعادة الارتباط به من جديد.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا