الطب > طب الأسنان

هل يمكن لأطباء الأسنان اكتشاف الأمراض النفسية من فحص الفم؟ (الجزء الرابع)

جفاف الفم Xerostomis

يُعدُّ اللعاب أساسيًّا من أجل الصحة الفموية؛ إذ يعاني المريض الذي لديه نقص في اللعاب نقصًا في التّزليق، ومن الممكن أن يُعاني الالتهابات بسبب نقص المناعة؛ إذ إنَّ اللعاب يحوي في تركيبه بعضَ العوامل الدفاعية.

تشمل تظاهرات جفاف الفم الأساسية:

- انخفاض التدفُّق اللعابي (نقص اللعاب).

- تغيُّر في تركيب اللعاب.

- صعوبة في البلع؛ وخاصة عند تناول الغذاء الجاف كالبسكويت.

- صعوبة السيطرة على الأجهزة التعويضية المتحركة.

- صعوبة في الكلام؛ إذ يلتصق اللسان بقبة الحنك.

- ألم فموي.

- طعم كريه في الفم.

- تغيُّر في حسِّ الذوق أو فقده.

- مخاطية جافة؛ إذ تلتصق الشفاه بعضها مع بعض.

- يلتصق أحمر الشفاه وبقايا الطعام على الأسنان، وقد يتظاهر الوضع أيضًا بلسان أحمر مفصص وغياب كامل للحليمات أو جزئي.

تُنظَّم الغدة اللعابية عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي. ولما كانت معظم الاضطرابات النفسية تترافق بتغيرات نفسية عصبية؛ فإنها قد تُؤثِّر في الغدد اللعابية مُحدِثة جفاف فم. ويُعدُّ الفُصام من أكثر الاضطرابات المؤثِّرة شيوعًا ويليه الاكتئاب فمتلازمة الانسحاب الكحولي المترافقة بالذهان. وتُظهر الدراسات الحديثة بأن جفاف الفم يظهر عند النساء بمعدلٍ أكبر من ظهوره لدى الرجال؛ وذلك بسبب التغيرات الكبيرة في حياة المرأة منها انقطاع الطمث. ويوجد ارتباط واضح أيضًا بين القلق وجفاف الفم؛ إذ يظهر بوضوح في أثناء الامتحانات وكذلك في حال الخوف من الألم، وقد يظهر جفاف الفم فجأة كالتعرض لموقف غير مُتوقَّع أو قد يظهر ببطء كما في حال إلقاء الخطابات.

مُتلازمة الفم الحارق BMS

تشمل الإحساس بالحرقة والألم في الفم مع عدم وجود أي أمراض في المُخاطية الفموية؛ أي لا يوجد سبب واضح لحدوثها وذلك عند قرابة 50% من المرضى، ومن الممكن أن تحدث في أي مكان في المخاطية الفموية؛ إذ يُعدُّ اللسانُ العضوَ الأكثر تأثُّرًا وخصوصًا الثلثين الأماميَّين منه وظهره والجوانب الأمامية. وتُعرَف المُتلازمة أيضًا بمسمَّيات عدة كحراق اللسان أو ألم اللسان أو خلل الحسِّ أو ألم الفم.

تشمل المُتلازمة الأعراض الآتية:

- إحساس بالحرقة أو التَّنميل.

- ثنائية الجانب عادة.

- تخفُّ الأعراض عند الأكل والشرب وتناول الكحول، وتكون الأعراض مستمرة ولكنها لا تُؤثِّر في النوم، وتتميز أيضًا بأنها طويلة مدة 4 أشهر.

أظهرت عدة دراسات وجودَ ارتباط واضح  بين مُتلازمة الفم الحارق والاضطرابات النفسية، ولكنَّ العلاقة الدقيقة بين تلك العوامل والاستعداد للـ BMS لا تزال غير واضحة؛ إذ تكون 20% من أسباب BMS نفسية، ومُترافقة باضطرابات مثل القلق والاكتئاب ورهاب السرطان، ويكون مرضى مُتلازمة الفم الحارق قلقين أيضًا ومُنعزلين وخائفين وغاضبين ومكتئبين.

الألم الوجهي اللانموذجي أو المجهول السبب IFP:

هو الإحساس المُزمن والمُستمر بالألم وعدم الارتياح في المنطقة الوجهية الفموية. ويُصنَّف طبيًّا ضمن المتلازمات غير المشروحة أو المعروفة السبب جيدًا، وفي معظم الحالات يكون نفسيَّ المنشأ.

يشمل التظاهرات السريرية الآتية:

- يتوضَّع الألم على نحو رئيس في الفكِّ العلوي، ويكون من الصعب تحديد موقعه بدقة، ويتجاوز -في بعض الأحيان- الخطَّ الناصف للوجه إلى الجانب المُقابل، أو ينتقل إلى موقع آخر.

- يكون الألم عادة مزمنًا وعميقًا وحارقًا وغيرَ حادٍّ، ويستمرُّ معظم النهار أو كامله، ولكنه لا يُوقظ المريض من النوم. ويكون استخدام المرضى المُسكِّناتِ من أجل السيطرة على الألم غيرَ شائع.

- يُعاني أكثر من 50% من المرضى الاكتئابَ وتوهُّمَ المرض، وفَقَد البعض منهم والديه أو فُصِلَ عنهما عندما كان صغيرًا.

يُعدُّ الفم والأنسجة حول الفموية من أكثر المناطق غزارة بالأعصاب الحسية في الجسم، ثم إن العديد من المناطق الحسية ضمن القشرة الدماغية تتلقى سيالات عصبية من أجزاء المنطقة الوجهية الفموية؛ لذلك تُسبِّب الاضطرابات الوجهية الفموية ضغطًا نفسيًّا كبيرًا، ويوجد لتلك الاضطرابات العديد من الأنواع النفسية منها الألم الوجهي اللانموذجي أو المجهول السبب IFP الذي تحدثنا عنه سابقًا، ويكون المُصابون به عادةً إما أفرادًا طبيعيين أو أشخاصًا يُعانون الضغط النفسي الكبير كوفاة أحد المقربين أو بسبب المخاوف من السرطان، ويعاني البعض منهم الوسواسَ من المرض واضطرابات عصبية مثل الاكتئاب، وقد يُعاني القليل منهم الذهان.

المراجع:

1- Scully, C. Oral and Maxillofacial Medicine. 3rd rev. Ed. London: Elsevier; 2013. 91-253.

2- Veerabhadrappa, S.K., et al. (2016). Evaluation of Xerostomia in Different Psychological Disorders: An Observational Study.  Journal of Clinical and Diagnostic Research, 10(9), 24-27.

3- Savage, N.W. (2009). Burning mouth syndrome and psychological disorders. Australian Dental Journal, 54, 84-93.