علم النفس > الأطفال والمراهقين

كيف تتعامل مع طفلك؟

لماذا لا يستمع طفلي إليّ؟! لماذا يتجاهل ما أطلبه منه؟!

كيف أتواصل معه بطريقة صحيحة؟!

ما هو تفسير بعض تصرفاته وردود أفعاله وكيف أتعامل معها؟!

كيف أنشئه بشخصية سليمة وقوية؟!

قد يكون محبطاً أحياناً أن تقول لطفلك أشياءً مراراً وتكراراً وتظن أنه لايستمع..لكنه في الواقع يسمع ما تقول، وكل ما في الأمر أن عقله يعمل بطريقة مختلفة عن عقلك في هذه المرحلة.

نحن كبالغين نتوقع من الأطفال أن يتكيفوا مع عالمنا وحياتنا وجداولنا وننسى أن للطفولة عالمها الخاص، وأن علينا في بعض الأحيان إجراء تغييرات في أنفسنا لنتمكن من استيعابهم.

بعض الأشياء التي تحتاج معرفتها:

يجب عليك أن تعلم أن الأطفال مختلفون.. حتى طفلك، فكل منهم لديه شخصيته ومزاجه الخاص والذي يصاحب الولادة، ليس هنالك قاعدة واحدة تناسب الجميع.

وكوالد عليك النظر إلى طفلك جيداً والتعامل معه بما يناسب شخصيته.

فطفلك ذو الثلاثة أعوام لايمكنه تفهمك كما يجب، حيث أن السيطرة على الانفعالات في هذا العمر لا تزال مهارة نامية، وذلك ببساطة لأن جزء الدماغ المسؤول عن ذلك _الفصوص الامامية_ لا يكتمل تطوره حتى سن السابعة.

خذ وقتاً للتفكير في استراتيجية تربية أطفالك..

كيف هو تواصلك الحالي مع طفلك؟

هل تجد نفسك تقول "لا" وتصرخ أكثر مما يجب؟!

كيفية التواصل الإيجابي والفعال مع طفلك:

1- انزل الى مستوى عيني طفلك عند التحدث إليه هذا يعطيك سهولة أكبر في الحصول على انتباهه، فهو في معظم الأحيان عندما كنت تصرخ فوق مستوى رأسه لم يدرك أنك تتحدث إليه!

2- أعطي طفلك فرصة الشرح واستمع لما يقوله في حال أساء التصرف قبل القفز للاستنتاجات، وفي حال لم يكن لديه الإمكانية للتعبير عن نفسه بالكلمات، اسأله أسئلة مختصرة يمكن الإجابة عليها ب نعم/لا..لفهم ماحدث، ثم أعد عليه ما فهمته منه بجمل واضحة ومختصرة لتجنب أي سوء فهم.

بأخذك مشاعره على محمل الجد أنت تريه أن وجهات نظره وأفكاره مهمة وذات قيمة.

3- تجنب مشاعر الذنب والخجل:

الأطفال في هذا العمر حساسون جداً لأفعالهم فيمكن لهم الشعور بالذنب ببساطة عندما تقول لهم "أنت تخلف فوضى في كل مرَّة تأكل فيها لوحدك، سأقوم بإطعامك من الآن فصاعداً"، مثل هذا الكلام قد يترك عند الطفل شعوراً بالذنب وعدم الثقة بالنفس، والذي قد يرافقه حتى البلوغ. فيمكنك عوضاً عن ذلك أن تعرض عليه المساعدة في الصعوبات التي تواجهه (دون أخذ الأمر برمته) وبذلك أنت تظهر احتراماً لاستقلاليته ومقدراته .

4- التعبير عن نفسك وتقديم البدائل:

استخدام الجمل التي تعبر عن شعورك:

" أنا لن أتمكن من قراءة الصحيفة إذا قمتَ بتمزيق الصفحات، يمكنك إحضار قصتك والجلوس بقربي لنقرأ سوياً"، أنت بهذه الطريقة عبرت عن نفسك بشكل إيجابي وأرسلت رسالة واضحة لطفلك، وفي الوقت ذاته كنت تقدم بديلاً سوف يوجه طفلك إلى نشاط مناسب له في الوقت الراهن.

5- كن مستعدا لتقديم التنازلات:

طفلك لديه أفكاره الخاصة وربما لا يكون على استعداد لقول "نعم"، في كل مرة تقترح عليه شيئاً .. أعطه فرصة لطفلك كي يعرض بدائله وناقش ذلك معه إذا كنت تعتقد أنها غير ممكنة أو غير آمنة.

اسأله عن رأيه باقتراحه: هل يتناسب مع قواعد أسرتك؟ هل هو ممكن؟... كيف؟...

إذا لم يكن ممكناً اقترح حلاً آخر.

قد يبدو ذلك كثيراً لطفل في عمر ثلاث سنوات ولكنه قد يفاجئك!

إنه سيناريو الفوز ومهارات التفاوض والتي قد يستخدمها طوال حياته..

6- أعط طفلك فرصة المشاركة:

عندما تطرأ مواقف جديدة حاول اشراك طفلك في الخروج بقواعد أو حلول، فغالباً سيفهم طفلك الغاية من هذه القواعد، وسيلتزم بها عند إشراكه، وأيضاً سيكون أكثر تقبلاً للعواقب في حال أساء التصرف، وإنك بذلك تساعد في تكوين إنسان مستقل ولديه حس بالمسؤولية.

7- انتبه من كلمة "لا":

قول كلمة "لا" في كل المواقف سوف يفقدها فعاليتها عندما تكون ضرورية فعلاً.

حاول أن تضع قواعد تبقي طفلك آمناً وتعطيه فرصة الاستكشاف في الوقت ذاته، وحاول استخدام "المفاوضات والتسوية" قدر الإمكان في تعاملك مع طفلك عندما تطرأ مواقف جديدة.

8- تسمية المشاعر (التعبير عن النفس):

يسيء الأطفال التصرف في كثير من الأحيان بسبب عدم قدرتهم على شرح أنفسهم والتعبير عنها، أو بمعنى آخر تسمية ما يشعرون به. ساعد طفلك أثناء البكاء أو الضحك أو الصراخ على تسمية ما يشعر به، القراءة والغناء عن المشاعر هي وسائل رائعة لذلك.

9- أنت تحدد مستقبل العلاقة مع إبنك:

قد يكون إعطاء الأوامر أسهل بكثير من محاولة التواصل والتفاوض، لكن تذكر أمراً مهماً.. أن الدعائم التي تقوم بإرسائها اليوم سوف ترافق علاقتك مع طفلك في الغد.

التواصل والتفاوض سيؤسس لعلاقة صداقة قوية معه عندما يبلغ سن المراهقة.. مبنية على الود والتفاهم، على عكس أسلوب الأمر بشكل دائم الذي قد يؤدي إلى ما يشبه الصراع بينكما في المستقبل.

المصدر:

هنا