الفيزياء والفلك > فيزياء

تغيُّر حقل الأرض المغناطيسي، والسبب مجهول!

يتحرك القطب المغناطيسي الشمالي من كندا نحو سيبيريا بسرعة كبيرة؛ ما قد يدفع العلماء إلى إجراء تحديث طارئ لأنموذج العالم المغناطيسي الذي نعتمد عليه في الخرائط الملاحية الحديثة وخرائط غوغل.

لقد كان استعمال البوصلة -ولا يزال- أمرًا أساسيًّا في أسفارنا وتنقُّلاتنا؛ إذ نستخدمها لتحديد الشمال والجنوب، ونعلم أن إبرتها  تعتمد على حقل الأرض المغناطيسي.

ومع تقدم العلم وتطور وسائل الملاحة الحديثة؛ وضع العلماء أنموذجًا مغناطيسيًّا عالميًّا تعتمد عليه حياتنا اليومية كثيرًا؛ انطلاقًا من خرائط غوغل في هواتفنا الذكية وخاصية GPS وصولًا إلى تطوير أنظمة قيادة الطائرات والسفن والغواصات؛ لذلك لا نستطيع تحمُّل كلفة وجود أخطاء متزايدة في هذا الأنموذج؛ الأمر الذي يُكبِّدنا خسائر كبيرة في الأرواح والأموال.

فما أنموذج العالم المغناطيسي؟

أنموذج الأرض المغناطيسي: هو عبارة عن خريطة مغناطيسية تصف شدَّة الحقل المغناطيسي في كل نقطة من نقاط الأرض؛ لذلك ندعوه (أنموذج العالم المغناطيسي). وقد وُضِع أول أنموذج مغناطيسيٍّ عالميٍّ عام 1831. أما أحدث نسخة لأنموذج العالم المغناطيسي فقد وُضِعت عام 2015 وكان من المفترض أن تبقى صالحة للاستخدام حتى عام 2020. ولكنَّ الأمر الذي لم يكن في الحسبان هو أنه بعد عام واحد من وضع الأنموذج ظهرت نبضة مغناطيسية أرضية تحت أمريكا الجنوبية جعلت التحديثَ الأخير يترنَّح بطريقة لم يكن يتوقعها أحد. أما الآن فقد تفاقمت المشكلة أكثر مع تحرُّك القطب المغناطيسي الشمالي مُتجهًا نحو سيبيريا، وأدرك العلماء أنَّ الأنموذج يتغيَّر تغيرًا سريعًا لدرجة أنه على وشك تجاوز حدّ الأخطاء الملاحية المقبول؛ الأمر الذي أدى إلى إعادة النظر بهذا الأنموذج.

ويعمل العلماء -في غضون ذلك- على فهم سبب تغير المجال المغناطيسي على نحو كبير، ويمكن إرجاع نبضات الأرض المغناطيسية -مثل التي حدثت عام 2016- إلى موجات (هيدرو مغناطيسية) تنشأ من لبِّ الأرض، ويمكن ربط حركة القطب المغناطيسي الشمالي السريعة بتغيرات سريعة جدًّا في تدفُّق الماغما تحت كندا.

وهو ما يعني أن العلماء الجيومغناطيسييّن في العالم مشغولون الآن في تعديل الأنموذج باستمرار ومحاولة تجنُّب الأخطاء التي قد تقع مستقبلًا فيه.

المصدر:

هنا