الفيزياء والفلك > سلسلة أضخم التلسكوبات على الأرض

تلسكوب GTC في جزر الكناري

يقع التلسكوب الكبير GTC في جزيرة لابالما ضمن جزر الكناري على ارتفاع 2267 متراً عن سطح البحر وهو تلسكوب عاكس مجهز بمرآة كبيرة قياسها 10.4 م. وقد صمم ليتضمن أحدث التكنولوجيات المتوفرة ويعد واحداً من أحدث التلسكوبات في العالم وأكبر التلسكوبات التي تعمل ضمن مجال طيف الاشعة المرئية-تحت الحمراء.

ظهرت فكرة انشاء التلسكوب عندما تقدم معهد الفلك في جزر الكناري بفكرة بناء تلسكوب كبير في عام 1987. وبهذا الإنجاز أحرز المعهد تقدماً في مجال المنافسة وتحفيز التطور في مجالي الصناعة والتكنولوجيا.

تم بناء التلسكوب في الفترة مابين 2002-2008 وقد قام كل من المعهد الفلكي في الجامعة الوطنية للمكسيك و المعهد الوطني للفلك والبصريات والالكترونيات الممول من المجلس الوطني للعلوم والتكنلوجيا في المكسيك بالمشاركة بـ 5% من كلفة المشروع الكلية بالاضافة لجامعة فلوريدا في الولايات المتحدة الاميريكية والتي تشارك بنفس النسبة. وبالمقابل سيحصل كلا البلدين على 5% من وقت الرصد للتلسكوب وبذلك يساهم كل من البلدين كجزء من اللجنة التي تقوم بتشغيل ومراقبة التلسكوب.

- الجانب التقني:

يستخدم التلسكوب مرآيا رقيقة وخفيفة لخفض الوزن الكلي، هذا وتتألف المرآة الرئيسية للتلسكوب من 36 قطعة على شكل مضلع سداسي عند جمعها مع بعضها تشكل سطح جامع للضوء بمساحة 75.7 متر مربع،ما يعادل مرآة واحدة دائرية بقطر 10.4 امتار.وإلى جانب المرآة الرئيسية، يوجد مرآتين ثانوية وثالثة لتحويل الضوء للبؤرة الضوئية التي تتموضع عندها معدات القياس.وتظهر في هذه الصورة مرأة التلسكوب الثانوية مع جزء من هيكله

تعد دقة الصورة من الأمور بالغة الاهمية، وبالإضافة إلى سطحه الجامع للضوء الكبير الذي يميزه، يستخدم التلسكوب نظامين مختلفين لتحسينها: نظام البصريات الفاعل (Active Optics) ونظام البصريات المتكيف (adaptive Optics).

يقوم نظام البصريات الفاعل بتحريك ومطابقة المرآتين الرئيسية والثانوية محافظاً على شكلهما بغض النظر عن الظروف الخارجية مثل الطقس والحرارة والجاذبية وعيبوب التصنيع التي قد تؤدي الى تشويه جودة الصورة. أما النظام المتكيف فهو تكنولوجيا جديدة طورت لتستخدم في التلسكوبات الرائدة حول العالم ويتضمن استخدام مرايا مرنة تصحح من تشوه الصورة الذي يسببه مرور الضوء عبر الغلاف الجوي. وبتطبيق هذا النظام يصبح بالامكان مراقبة ورصد الكون كما لو أن الغلاف الجوي للأرض غير موجود.

كما يحوي التلسكوب أجهزة تصوير وقياس مختلفة مثل كاميرا CanariCam القادرة على التقاط الضوء الواقع في المجال تحت الأحمر المتوسط والصادر عن النجوم والكواكب. ويمكنها أن تحلل الضوء لتخفف من سطوع النجوم الظاهري وتجعل الكواكب الموجودة حولها قابلة للرصد أكثر.

يسمح هذا التلسكوب برؤية ابعد وأخفت النجوم في كوننا وكأننا نسافر عبر الزمن. فالضوء الذي سيصلنا من أبعد الاجسام في الكون كان قد بدأ رحلته منذ حوالي 14،000 مليون سنة مضت، وسيساهم ذلك بالاجابة عن اسئلة عديدة حول نشأة الكون.

بمساعدة هذا التلسكوب سيكون بالامكان رصد أنظمة الكواكب المختلفة حول النجوم، استكشاف المادة المظلمة، والكشف عن النجوم التى تتشكل خلف الغيوم الغاز الكثيفة في الكون ورؤية أبعد المجرات والكوازارات والنظر بقرب غير مسبوق للثقوب السوداء ومراقبة تشكلها، وكشف المركبات الكيميائية التي نتجت عن الإنفجار العظيم بالتحليل الطيفي للضوء. وأخيراً فإن الكشف عن كواكب اخرى شبيهة بالارض هي أيضاً من أهم أهداف هذا التلسكوب.

المصادر:

هنا

حقوق الصورة:

Ángel L. Aldai. Foto cedida por la Oficina de Ciencia، Tecnología e Innovación del Gobierno de Canarias