الطب > علوم عصبية وطب نفسي

الباركنسونيّة الوعائيّة Vascular (Multi-Infarct) Parkinsonism

هي نوع من الباركنسون غير النمطي؛ سميت بهذا الاسم بسبب معاناة المصاب من أعراض تشبه أعراض مرض باركنسون الأنموذجي؛ إذ تنتج عن خسارة في منطقة محددة من الدماغ نتيجةَ انقطاع التروية بسبب خثرة في الأوعية الدماغية (أي سكتة دماغية)، ولذلك تدعى بالوعائيّة. لمّا كانت مرتبطة بخلل منطقة محددة من الدماغ؛ هذا لا يعني أنّ كلّ سكتة دماغية تؤدي إلى الإصابة بها؛ إذ قد تؤدي أيّة سكتة إلى الإصابة ببعض الاضطرابات منها خرس عسر الحركة  ِ*Akinetic mutism واكتئاب اللامبالاة Apathetic depression**.

وتنجم الباركنسونيّة الوعائية عن أذية في العقد القاعديّة أو المادة السوداء في الدماغ، وعند حدوث الإصابة  في أحد الجانبين من الدماغ؛ تظهر أعراض عند المريض في الجانب المقابل من الجسم، وإذا أصابت كلا الجانبين فتتطوّر الأعراض في كلٍّ من جانبيّ الجسم، وإنّ السكتات الدماغية في هذه الأجزاء من الدماغ خطيرة جدًّا؛  لأنها قد تَحدث وتتكررّ دون أن يعيها المريض.

ويُعدُّ كلٌّ من فرط التوتر الشرياني وأمراض القلب وداء السكّري وارتفاع الكولسترول و التصّلب العصيدي والتدخين والبدانة ونمط الحياة الجلوسيّ  عاملًا من عوامل الخطورة المحدِثة للاعتلالات الوعائيّة المسببة للسكتات الدماغية المؤدّية إلى تطوّر أعراض الباركنسونيّة الوعائيّة.

الأعراض:

هي أعراض مرض باركنسون الأنموذجيّ:

 - صلابة عضلية.

 - بطء في بدء الحركة.

 - رعاش واضح في أثناء الجلوس.

 - منعكسات عضليّة عصبيّة شاذّة.

 - صعوبة في التوازن والمشي.

 - قد تترافق بتراجع  في الإدراك.

وعلى الرغم  من تشابه الأعراض بين المرضين؛ تشمل الباركنسونيّة الوعائيّة القسم السفلي من الجسم، ولمّا كانت الإصابة بالسكتة الدماغيّة مفاجئة؛ تتطوّر الأعراض الناجمة بسرعة (تطوّرًا متدّرجًا مستمر)، في حين تنجم أعراض باركنسون الأنموذجي عن خسارة في الخلايا العصبيّة نتيجة الانحلال العصبي المتدرّج ( متدرّج سُلَّمي)؛ مما قد يؤدّي إلى خطأ في التشخيص بين المرضين.

التشخيص:

إن التفريق بين الباركنسونية الوعائية والباركنسون الأنموذجي هو حجر الأساس في التشخيص، وبسبب تشابه المرضين في الأعراض؛ فإن تقنيات التصوير الطبي هي المساهم في تمييز التفريق؛ إذ تُلاحظ عند تصوير مريض الباركنسونية الوعائية بالرنين المغناطيسي MRI احتشاءات قديمة وعديدة واسعة في الأقسام العميقة من الدماغ، في حين تَظهر صورٌ طبيعية للدماغ لدى مريض آخر مصاب بمرض باركنسون، وعند استخدام تقنية SPECT ( تصوير مقطعي محوسب باستخدام نظائر مشعة لأشعة غاما) وحقن مادّة 99mTc-TRODAT-1*** المشعّة؛ كان امتصاصها من قبل الخلايا العصبية طبيعيًّا مقارنة بالخلل الواضح في الامتصاص لدى المرضى المصابين بالباركنسون الأنموذجي، وبسبب احتماليّة حدوث السكتات المسببّة للباركنسونيّة دون أن يشعر المريض بها؛ فمن الضروري إجراء تقييم عوامل الخطورة المحدِثة للاعتلالات الوعائية (المذكورة آنفًا) إضافة إلى فحوص مخبرية، والتأكّد من وجود تضيّقات في الأوعية الدموية في الرأس والعنق.

الوقاية والعلاج:

لا يستجيب مرضى الباركنسونيّة الوعائيّة للعلاج بالليفودوبا ( العلاج المستخدم لمرضى باركنسون)؛ ولا يوجد -إلى الآن- علاج فعّال، ولكن يمكن  باستخدام الأدوية المعالِجة لعوامل الخطورة المحدِثة للاعتلالات الوعائية تخفيفُ أعراض الباركنسونية بالوقاية من حدوث سكتات أخرى تؤدي إلى تفاقم الأعراض، إضافة إلى الوقاية منها في حال عدم الإصابة بسكتة دماغيّة، ويمكن التخلّص من هذه العوامل بإيقاف التدخين وممارسة التمارين واتباع حمية غذائية متوازنة ومنخفضة في نسبة الدهون أيضًا، وللعلاج الفيزيائي دور مهم في تحسين  توازن المرضى ومشيتهم؛ مما يحسّن من نوعيّة حياتهم.

الحاشية:

- متلازمةٌ سببها خلل وظيفي في الفص الجبهي ثنائي الجانب؛ مما يؤدي إلى صعوبة في التواصل والبدء بالنشاطات الحركية الإرادية  على الرغم من سلامة السبيل الحسي- الحركي.

- المقصود هنا هو الاكتئاب والخمول ( اللامبالاة ) بعد السكتة الدماغية؛ إذ إن الاكتئاب هو اعتلال عصبي نفسي يشخَّص بمزاج سيّئ، وانعدام في الرغبة وفي السعادة وفي الاهتمام. في حين أنّ الخمول هو انعدام الحوافز لأداء الأعمال  والاستجابات العاطفيّة، وقد يُرافق الخمول (اللامبالاة) الاكتئابَ أو قد يَحدث بمعزل عنه، وتبدأ أعراض كلّ منهما بعد عدّة شهور من السكتة الدماغية -سكتة دماغية في الفص الجبهي الأيسر- والسكتات الجوبيّة المخططّة الثنائية الجانب مع خلل في وظيفة الشبكة الجبهيّة المخطّطة.

- نظير للكوكايين يرتبط بالمواقع بعد المشبكية لناقل الدوبامين في الخلايا العصبية، ويمثل دورًا مهمًّا في تشخيص مرض الباركنسون.

المصادر:

(1) هنا

(2) هنا

(3) هنا

(4) هنا

(5) هنا