التاريخ وعلم الآثار > حضارة اسلامية

ثابت بن قرة .... عبقري من حران

لُقّب بإقليدس العرب، شملت اهتماماته مختلف العلوم كالرياضيات والفيزياء وعلم الفلك والطب والترجمة والهندسة قال عنه المؤرخ ول ديورانت "إنه أعظم علماء الهندسة في الحضارة الاسلامية" 
وكما عودناكم في سلسلتنا العلمية التاريخية سندع هذا العالم الجليل يحدثنا بن
فسه عن سيرته وأهم أعماله العلمية 

مساؤكم منير بقمر العلم ومعطر بعبق المعرفة 
ثابت بن قرّة بن مراون اسمي، شهدتُ بزوغ فجر الحياة في عام 210 هجرية في حران التي تقع في بلاد ما بين النهرين العليا "تركيا حالياً" عملت في الجامع الكبير بحران لأنتقل بعدها إلى الرقة وأنشأ مدرسةً عليا لتعليم الفلك والفلسفة والطب فكان من تلاميذي البتاني وسنان بن إبراهيم وغيرهم من علماء الجزيرة السورية .
إلا أن طموحي في الإلمام بمختلف العلوم دفعني للذهاب إلى عاصمة العلوم والفكر المتقد آنذاك بغداد لأعيش فيها وأنهل من علومها .

تعددت جوانب العلوم التي جذبت اهتمامي وكان نبوغي واضحاً وعظيماً بها فاكتشفت معادلة لتحديد الأعداد المتحابة وكتبت أيضاً بنظرية الاعداد ووسعت استخداماتها لوصف النسب بين الكميات الهندسية وهي الخطوة التي لم يقم بها اليونان فكانت بصمتي واضحة في تغيير مسار علم الرياضيات وعرف عني حساب حل مسألة رقعة الشطرنج وقمت بشرح نظرية فيثاغورث كما كانت أبحاثي بعلم الفلك مرجعاً لكل من جاء من بعدي فحددت طول السنة الشمسية بـ 365 يوماً و 6 ساعات و 9 دقائق و 12 ثانية فلم يكن خطئي يتعدى الثانيتين فقط عن السنة الشمسية الصحيحة وينسب لي نظرية الارتياب في الاعتدالات واستند كوبيرنيكوس في دعاويه على النصوص اللاتينية المنسوبة لي كما نشرت مشاهداتي عن الشمس.

وفي الفيزياء رفضتُ المفاهيم الأرسطولية للمكان الطبيعي لكل عنصر واقترحت عوضاً عنها نظرية الحركة التي يكون فيها الوزن هو المسبب للحركة صعوداً وهبوطاً وأن تنظيم الكون هو نتيجة لاثنتين من قوى الجذب المتنافسة الاولى بين القمر والعناصر السماوية والثانية بين جميع الأجزاء لكل عنصر على حدة.

وبما أن لغتي الأم هي السريانية فأتقنت العربية وأصبحت ملمّاً ببحر قواعدها وغنيِّ مفرداتها كما أني تأثرت باليونانية فأتقنتها وترجمت الأعمال اليونانية إلى العربية لكل من أبولونيوس وإقليدس وبطليموس وأرخميدس وراجعت ترجمة حنين بن إسحق لكتاب العناصر لإقليدس وأعدت كتابة ترجمة حنين بن إسحق لكتابي المجسطي والجغرافية لبطليموس وترجمة كتاب أرخميدس الذي يعطي البنية النظامية للمسبّع، كما أني اُعتبر أحد أهم مؤسسي علم السكون بعلم الميكانيك وعرف عني اهتمامي بالطب فكان لي اهتمام بالأمراض الجلدية وتحدثت عن الأمراض التي تصيب سطح جلدة الوجه كالكلف والآثار السود والبيض الناتجة عن الجدري وتطرقت إلى أمراض الرأس فذكرت أنواع الصداع ولي دراسات وأبحاث في مجال الأمراض الجنسية وأمراض الذكورة وأمراض الأطفال وأمراض النساء والتوليد ومن أهم مؤلفاتي الطبية كتاب في علم العين وعللها وأجزائها وكتاب في الجدري والحصبة وكتاب الروضة في الطب .

وكما شهد العالم ميلادي في عام 210 هجرية فقد كانت وفاتي في 288 هجرية في عاصمة النور والحضارة مدينة بغداد تاركاً ورائي زخما هائلاً من المؤلفات في مختلف العلوم التي خلدت ذكري لأمثل بها صرحاً من العلم يستفاد به على مر الازمان .

ثابت بن قرة اسمي ......... وإقليدس العرب لقبي
يشهد التاريخ .......نور علمي