الكيمياء والصيدلة > مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة

المستحضرات التجميلية تحت العدسة القانونية!

بداية دعونا نتعرف المنتجات التي تُعدُّ من المستحضرات التجميلية من وجهة نظر قانونية؛ فهي السلع التي يمكن سكبها أو نثرها أو بخُّها أو تطبيقها على جسم الإنسان بهدف التنظيف أو التجميل أو تعزيز الجاذبية أو تعديل المظهر، ومنها مرطبات الجلد والعطورات وأحمر الشفاه ومُلمِّعات الأظافر ومكياج العين والوجه وسائل الاستحمام (شامبو الشعر) وصبغات الشعر ومُزيلات العرق وغيرها، لكنها لا تشمل الصابون. أما المنتجات التي تُستخدم بهدف العلاج أو الوقاية من مرض ما فتُصنَّف بوصفها دواء، ولكن؛ هل تحتاج مستحضرات التجميل موافقة هيئة الغذاء والدواء FDA قبل طرحها في الأسواق؟

تختلف القوانين الناظمة المُطبَّقة على مستحضرات التجميل عن القوانين المُطبَّقة على الأدوية والمعدَّات الطبية؛ إذ لا تحتاج مستحضرات التجميل ومكوناتها إلى موافقة قبل طرحها في الأسواق باستثناء الملونات المُضافة. ويمكن للمصنِّع أن يستخدم أيَّ مكونات في صيغة المستحضر التجميلي شريطة أن يكون المنتَج النهائي ومكوناته آمنًا ومُعنوَنًا بوضوح. وتقع المسؤولية القانونية -للتحقق من أمان مستحضرات التجميل- على عاتق كلٍّ من الأفراد والشركات المُصنِّعة والمُسوِّقة لهذه المنتجات. ويمكن لهذه الشركات استخدام مختلف وسائل التأكُّد واختباراتها الممكنة. وصرَّحت هيئة الغذاء والدواء أيضًا بإمكانية الاعتماد على اختبارات السمِّية المُطبَّقة على المكونات والصيغ النهائية المشابهة بتركيبها المستحضر التجميلي وتطبيق أي اختبار إضافي متوافر.

وكما ذكرنا؛ فإن المستحضرات التجميلية ومكوناتها لا تحتاج موافقةَ هيئة الغذاء والدواء قبل تسويقها؛ بل يخضع تسويق المستحضرات التجميلية بين الولايات الأمريكية لقانونَين اثنين؛ هما: القانون الفدرالي للغذاء والدواء ومستحضرات التجميل FD&C Act، وقانون التعبئة والتغليف العادل FPLA. ويمنع القانونُ الفدرالي للغذاء والدواء ومستحضرات التجميل FD&C Act أيَّ تداول تجاري بين الولايات لتقديم أي غذاء أو دواء أو جهاز أو مستحضرات تجميلية مغشوشة أو مُعنوَنة خطأً أيضًا؛ لهذا يُعدُّ أيُّ شخص معني بالتجارة بين الولايات Interstate Commerce مسؤولًا عن التأكُّد من عدم التعامل مع منتجات مغشوشة أو مُعنوَنة على نحو خاطئ حتى وإن لم يكن هو مرتكبًا جريمةَ الغشِّ أو تزوير اللصاقة. ويُطبَّق القانون أيضًا على المواد الأولية ومواد التعبئة كما المنتجات النهائية على حدٍّ سواء. ويحقُّ لهيئة الغذاء والدواء FDA اتخاذَ إجراء قانوني تجاه مستحضرات التجميل المغشوشة أو المُعنوَنة على نحو خاطئ. ويتطلب قانون التعبئة والتغليف العادل FPLA أيضًا معلوماتٍ محددةً عن العلامة، ويؤدي انتهاك متطلبات قانون التعبئة والتغليف العادل إلى عدِّ المنتجات مُعنوَنة على نحو خاطئ.

ما الشروط القانونية لحماية مستحضرات التجميل وعنوَنتها؟

يحظر القانون الفدرالي للغذاء والدواء ومستحضرات التجميل FD&C Act تسويقَ مستحضرات التجميل المغشوشة أو المُعنوَنة على نحو خاطئ. وتشمل مستحضرات التجميل المغشوشة أيَّ تغيير في تركيب المنتج بَدءًا من مكوناته وكمية الشوائب الموجودة وطريقة معالجته وتعبئته ونقله؛ إذ يعدُّ المستحضرُ مغشوشًا باحتوائه أية مادة سامة أو مؤذية للمستخدم عند استخدامها كما هو مُشار على اللصاقة، وعندما تحوي -جزئيًّا أو كليًّا- موادَّ متعفِّنة أو فاسدة أو تُحضَّر أو تُعبَّأ بشروط غير صحية تؤدي إلى تلوثها بمواد مُتعفِّنة أو مؤذية.

وتُعدُّ هذه المستحضرات مغشوشةً أيضًا باحتواء عبوتها على مادة سامَّة قد تؤدي إلى أذيَّة صحية أو حتى بوجود ملوِّن غير آمن، ولا ينطبق ذلك على صبغات الشعر الحاوية على قطران الفحم التي يجب أن يُشار على لصاقتها بتحذير واضح (يحوي هذا المنتج على مكونات قد تُسبِّب تخريشًا جلديًّا لأفراد بعينهم؛ لهذا يجب إجراء اختبار أولي كما هو مُوضَّح في الإرشادات. ويُمنع استخدام هذا المنتج لصبغ الرموش والحواجب لاحتمال أن يُسبِّب استخدامه الإصابة بالعمى). ويجب أن تُوضَّح إرشادات الاختبار الأولي أيضًا.

أما المستحضرات المُعنوَنة خطأً فتُشير إلى المنتجات المُعبَّأة أو المُعنوَنة على نحو مُخادع. وتُعدُّ مستحضرات التجميل مُعنوَنة على نحو خاطئ عند وجود خطأ في أيِّ جزء من معلومات عنوَنتها أو عند احتواء عَنوَنة عبوَّة التعبئة على خطأ في اسم المُصنِّع أو المُوزِّع وعنوانه أو كميات المحتوى وزنًا مع ضرورة ذكر ارتياب الوزن النسبي. وتُعدُّ أيضًا عَنوَنة هذه المستحضرات خاطئةً عند غياب أية كلمة أو معلومة يُطلَب ذكرها على العبوة تبعًا لتشريعات القانون. وتُعدُّ أيضًا بعض المستحضرات غير مقبولة العَنوَنة إذا لم تُذكر معلومات المواد بوضوح مثل طرائق الاستعمال الآمنة والتحذيرات الواجب ذكرها للوصول إلى الاستخدام الآمن. وتطلب هيئة الغذاء والدواء FDA ذكرَ مجموعة من المكونات على المستحضرات التجميلية التي تُسوّق للمستهلك مباشرة، ويؤدي فشل هذه المستحضرات في اتباع قانون التعبئة والتغليف العادل FPLA إلى عدَّها معنوَنةً على نحو خاطئ. ولا يُطبَّق ذلك على المستحضرات التي تُوزَّع بهدف الاستخدام في المؤسَّسات كالمدارس أو أماكن العمل أو كعيِّنات مجانية للفنادق. ويحقُّ لهيئة الغذاء والدواء أن تتَّخذ إجراءً قانونيًّا ضدَّ مستحضرات التجميل المخالفة في الأسواق إضافة إلى الشركات والأفراد المسوِّقين لتلك المنتجات.

يُعدُّ سحبُ مستحضرات التجميل المؤذية أو المغشوشة عملًا طوعيًّا واقعًا على عاتق المُصنّعين. ولا تقع مسؤولية سحب مستحضرات التجميل على هيئة الغذاء والدواء؛ لكنها مسؤولة عن مراقبة الشركات المصنعة في أثناء سحب المنتج، وقد تطلب من الشركة سحبَ المنتج عندما لا تسحب الشركة -من تلقاء نفسها- المستحضرات المغشوشة.

ما الخطوات التي تتبعها هيئة الغذاء والدواء ضدَّ الشركات والأفراد الذين يسوقون منتجات مغشوشة أو معنونة خطأً؟

تأخذ هيئة الغذاء والدواء على عاتقها إجراءَ فعل تنظيمي بوجود دليل على غشِّ المستحضرات التجميلية وعنونتها الخاطئة؛ إذ تُتابع هذا الإجراء عن طريق النظام الفدرالي؛ وذلك لمنع شحن المزيد من هذه المنتجات المغشوشة. وقد تطلب هيئة الغذاء والدواء من محكمة المقاطعة الفيدرالية إصدارَ أمر تقييدي ضدَّ المصنع. وتخضع المستحضرات المغشوشة غير الموافقة للقوانين لسحب مُلكيَّتها من المصنع واتخاذ أمر تجريمي تجاه الشخص المخالف للقانون. ولا تُفتَّش شحنات مستحضرات التجميل عند وصولها، ولكنها تخضع للقوانين الناظمة على الرغم من عدم تفتيشها عند وصولها.

ويبقى السؤال الأهم: هل تُخضِع هيئة الغذاء والدواء المستحضرات التجميلية للفحوص المخبرية المُوصى بها؟

على الرغم من عدم حاجة المستحضرات التجميلية إلى موافقة هيئة الغذاء والدواء قبل تسويقها؛ فإن الهيئة قد تجمع عيِّنات من هذه المستحضرات وتُخضعها للتفتيش خاصة بوجود شكوى آثار جانبية مرتبطة باستخدامها. ولا تعمل هيئة الغذاء والدواء مخبرَ تحليل خاصٍّ ولا تنصح الاعتماد على مخابر خاصة؛ منعًا من تضارب المصالح. ولا يحتاج المصنِّعون أيضًا إلى تسجيل مؤسَّساتهم المصنعة لمستحضرات التجميل أو تسجيل مستحضراتهم في هيئة الغذاء والدواء، ولا يحتاجون إلى رقم تسجيل لاستيراد المنتجات إلى أمريكا. ولكن تُشجِّع المؤسسات المُصنِّعة لمستحضرات التجميل على الاشتراك في برنامج التسجيل التجميلي الطوعي VCRP.

وكما هي الحال في أمريكا؛ فهناك المفوضية الأوروبية التي تُراقب هذه الأمور ضمن الاتحاد الأوروبي، ولها قوانينها النافذة التي تتماثل في بعضها وتختلف في بعضها الآخر عن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، فتميل لوائحهم إلى أن تكون أكثر تفصيلًا من قوانين الـ FDA التي تحكم المكونات التي يمكن ولا يمكن استخدامها. وحظروا أيضًا اختبارَ مستحضرات التجميل بشكلها النهائي على الحيوانات إضافة إلى حظرهم تسويق أيِّ مستحضر تجميلي قد اختُبر على الحيوانات في الأسواق التابعة للاتحاد الأوروبي.

وتتعاون هيئة الغذاء والدواء FDA مع المفوضية الأوروبية لتنظيم المعلومات المرتبطة بضمان سلامة المستحضرات التجميلية وجودتها وفعاليتها، وتشمل أنواع المعلومات التي يُمكن مشاركتها، وعلى سبيل المثال لا الحصر ما يأتي:

1- مسودات أو مشاريع القوانين واللوائح والوثائق التوجيهية والمبادئ التوجيهية والإجراءات والوثائق التقنية الأخرى المُتاحة للأفراد المشاركين المرتبطة بمستحضرات التجميل.

2- معلومات عن عملية التحقُّق من صحَّة طرائق الاختبار البديلة غير الحيوانية.

3- معلومات ضمن إطار النظام الأوروبي للإنذار السريع للمنتجات الاستهلاكية غير الغذائية RAPEX.

4- بيانات ومعلومات ما بعد التسويق التي يمكن أن يكون لها تأثير في الصحة العامة؛ مثل بيانات اليقظة أو المعلومات عن الإجراءات التنظيمية الوشيكة.

5- معلومات عن عيوب الجودة أو سحب الـ FDA المنتجات لتصنيعها أو توزيعها في الاتحاد الأوروبي، والعكس بالعكس.

6- تقارير التفتيش ونتائج اختبار عيِّنة المنتج تصف امتثال منشأة لتصنيع مستحضرات التجميل مع المتطلبات التنظيمية.

7- المعلومات المرتبطة بالآراء العلمية.

8- معلومات عن قضايا الصحة والسلامة التنظيمية الجارية والناشئة في مجال مستحضرات التجميل في الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي مثل تكنولوجيا النانو.

ويجب التنبيه لوجود العديد من المنظمات الأخرى التي تُعنى بأمر تشريع المستحضرات التجميلية واختبارها ضمن العديد من الدول مثل كندا والبرازيل والمكسيك والصين والهند والعديد من الدول الأخرى.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا

5- هنا