علم النفس > القاعدة المعرفية

الهيستيريا قديمًا.

كلمة "هيستيريا" هي مصطلحٌ ينطبق على الأشخاص الذين يعانون بعضَ الانفعالات على نحو مفرط، وقد يفاجئك أنّ الهيستيريا كانت تشخيصًا طبيًّا شائعًا في يوم من الأيام. ففي مصطلحات العلمانيين؛ غالبًا ما تُستخدَم "الهيستيريا" لوصف السلوك الذي يبدو مُفرِطًا وخارجًا عن السيطرة، وعندما يستجيب شخصٌ ما بطريقة عاطفية لا تلائم الموقف؛ غالبًا ما يُوصَف بأنّه هيستيري، وأمّا في أثناء العصر الفيكتوري؛ استُخدم المصطلح غالبًا للإشارة إلى مجموعة من الأعراض التي لوحظت عمومًا عند النساء فقط.

إذن؛ كيف كانت تبدو الهيستيريا في ذلك العصر؟

شملت أعراضُ هذا المرض: الشللَ الجزئي، والهلوسة، والعصبية.

ويُعتقَد أنّ هذا المصطلح يعود إلى الطبيب اليوناني القديم "أبقراط"؛ الذي ربط بين هذه الأعراض وحركة رحم المرأة إلى أماكن مختلفة من الجسم. فقد اعتقد المفكّرون القدماء أنّ رحمَ المرأة يمكن أن يسافر بحريّة إلى مناطق مختلفة من الجسم؛ ممّا يؤدّي إلى أعراض مختلفة وأمراض حسبَ انتقالات الرحم، وهكذا نجد أنّ مصطلح "الهيستيريا" نفسه ينبع من الهيستيريا اليونانية؛ التي تعني الرحم.

كذلك عندما كان الأطباء يعجزون عن إيجاد تفسير طبي لعَرَض ما؛ فإنّهم غالبًا ما يشخّصونه على أنّه هيستيريا، ويُرسَل المريض إلى مشفى الأمراض العقلية.

ولكن؛ ما العلاج الذي كان يُوصَف لحالة الهيستيريا؟

اعتقد plato أنّ الهيستيريا تحدث للمرأة عندما لا تنجب أطفالًا، لذلك اقترح أنّ العلاج هو الزواج أو إنجاب الأطفال.

في حين اعتقد عالمُ النفس "فرويد" أنّ العنف الجنسي في الطفولة هو السببُ الرئيس وراء حالة الهيستيريا؛ أي أنّ مسبِّبها ظرفيٌّ وليس من الممكن أن يكون وراثيًّا أو فيزيرلوجيًّا كتغيُّرات مكان الرحم، ومن ثمّ لم يَعدَّها حكرًا على النساء فقط؛ بل على الجنسين كليهما.

وأمّا اليوم؛ فقد أقرَّ علمُ النفس بأنواع مختلفة من الاضطرابات التي كانت تُعرَف تاريخيًّا بالهيستيريا، وهي تشمل الاضطرابات الانفصامية واضطرابات الجسد. وفيما يخصُّ الاضطرابات الانفصامية؛ فهي اضطراباتٌ نفسيّة تنطوي على فقدان بعض جوانب الوعي -بما في ذلك الهوية والذاكرة- وتشمل هذه الأنواع من الاضطرابات شرودَ الانفصام، واضطراب الهوية الانفصامية، وفقدان الذاكرة الانفصامية.

وأخيرًا؛ قد لا تكون الهيستيريا تشخيصًا نفسيًّا صحيحًا اليوم؛ ولكنّها مثالٌ جيد لكيفيّة ظهور المفاهيم وتغيُّرها واستبدالها، إضافةً إلى اكتسابنا معرفةً أكبر حول كيفيّة تفكير الإنسان وتصرفه.

المصادر:

هنا

هنا

هنا