الاقتصاد والعلوم الإدارية > اقتصاد

كيف تشجّع نفسك لتؤدي مهمات لا تحبها؟

بغض النظر عن مدى اندفاعك للعمل عمومًا؛ فلكل منا بعض المهام التي لا يرغب في تأديتها، ولعلّك تجد هذه المهمات مملّة أو عديمة الجدوى، أو ربما تراها استنزافًا للوقت أو مضيعةً له، أو مزعجة ومثيرة للقلق، فماذا عليك أن تفعل في هذه الحال؟

في الخطوة الأولى؛ عليك أن تدرك أن الدافع للعمل ليس مرتبطًا بشعور معين لديك مثل الحماس، فينبع دافع العمل من سبب أو مجموعة أسباب تجعلك تتصرف تصرفًا معينًا، فلكَ أن تقرر تأدية عمل ما دون أن تشعر بالحماس أبدًا عن طريق إيجاد سبب لتؤدي هذا العمل.

 

فعلى سبيل المثال قد تختار إنجاز عمل ما لأنه:

سوف يقلل قلقك، أو سيكون نافعًا لشخص تهتم لأمره، أو أنه سيؤدي إلى مكاسب مالية، أو لتجنب نتيجة سلبية غير مرغوبة، أو يشعرك برضًا ذاتي، أو يصفّي ذهنك، أو أنه يتماشى مع قيمك الخاصة، أو يقلل من توترك.

فحتى لو كنا لا نشعر برغبة في تأدية عمل؛ علينا أن نجد سببًا للمضي قُدُمًا عن طريق التركيز على النتيجة وليس على المهمة بحد ذاتها.

أما خطوة النجاح الثانية فتنطوي على وضع إستراتيجية لإنجاز المهمات التي لا تشعر برغبة في تأديتها، وقد تساعدك إحدى هذه الإستراتيجيات الآتية بناءً على طبيعة المهمات والأعمال التي تؤديها، ويمكنك أن تأخذ هذه الطرائق كأدوات لتستعملها عندما تكون قد وجدت سببًا خاصًّا يدفعك لتؤدي العمل ولكنك غير متأكد من كيفيَة إنجازه، وهذه الإستراتيجيات هي:

• إستراتيجية مشاركة العمل مع مجموعة من الأشخاص: فيؤدي الضغط الإيجابي الناتج عن الجماعة إلى الاندفاع لإنجاز العمل، ويمكن لهذه المشاركة أن تكون على شكل تفويض شخص أو مجموعة أشخاص لإنجاز جزء من العمل، أو تشكيل فريق مع شخص أو عدة أشخاص لإنجاز العمل معًا، أو يمكن تشكيل مجموعة مع أشخاص يعملون حتى وإن كانوا يعملون على إنجاز مهمة مختلفة، ويمكن أن يكون ذلك عن طريق الذهاب إلى المكتب فهناك أشخاص آخرون ينجزون أعمالهم، أو حتى عن طريق خلق جلسة افتراضية على الإنترنت مع شخص يفعل شيئًا ما.

• وهناك إستراتيجية أخرى يمكن تطبيقها تنطوي على كيفية تنظيمك لهيكل عملك، وسنعرض ذلك عن طريق الأمثلة الآتية التي قد تساعدك على اكتساب الدافع لتأدية ما لا تشعر برغبة في فعله:

- أنجِزْ أعمالًا قليلة التكرار قبل أن تنجز أعمالًا أكثر تكرارًا، فمثلًا لا تفتح بريدك الإلكتروني قبل أن تقدم تقرير النفقات.

- ضع لنفسك أوقاتًا محدَّدة لتأدية أعمال محدَدة؛ كتحديد يوم الجمعة من الثانية إلى الثالثة ظهرًا وقتًا محدَّدًا لتخطّط عملك للأسبوع القادم ويكون هذا الوقت محجوزًا فقط لفعل هذا النشاط.

- الالتزام بالوقت المحدد؛ كأن تؤدي مهمة ما مدة عشر دقائق في اليوم، وبعد هذه الفترة يمكنك التوقف.

- وضع معايير سهلة التنفيذ كإنجاز خطوة واحدة من المهمة أسبوعيًّا.

- أن تتخذ قرارًا أنه يجب عليك إنهاء المهمة تمامًا، كتفريغ يوم كامل لإنجاز المهمة كاملةً.

• وتنطوي الإستراتيجية الثالثة على الخلط بين المهمات التي تستمتع بتأديتها وتلك التي لا تستمتع بها وذلك لتحسين مزاجك عمومًا، كتأديتك مهمة صعبة مثل كتابة العرض التقديمي (presentation) في مكان معين تحبه مثل مقهى أو حديقة، ويمكنك أن تستمع للموسيقا أو المدونات الصوتية في أثناء ترتيب مكتبك؛ وحتى إن تأدية نشاط بدني صغير في أثناء العمل يمكن أن يكون مساعدًا؛ إذ يمكن أن تتدرب على إلقاء خطابك القادم وأنت تمشي.

عند تبنيك واحدةً أو أكثر من هذه الإستراتيجيات قد لا تنجز المهمات التي لا تحبها سريعًا، ولكن يمكنك أن تمضي قدمًا بعدَة مهمات معًا ولو ببطء لأنك ستكون واثقًا من إنجازك هذه المهمات التي لا تنجزها عادةً.

المصدر:

هنا