الهندسة والآليات > الطاقة

مقتطفات من حياة إسحاق نيوتن

إذا كان الطقسُ دافئًا وجميلًا وكنتَ تجلس في حديقة منزلك تحت شجرة كبيرة وارفة الظلال وبعض نسماتٍ عليلة تلاعب وجهك؛ ما الذي تتوقع نفسك أن تفعله؟ حسناً؛ إذا كان جوابك هو تصفُّح الانترنت أو لعب PUBG فعليك التفكير أكثر في وقتك. في القرن السابع عشر لم يكن هناك كثيرٌ من النشاطات لتنجزها، كان بعض الناس يقضي ساعاتٍ مديدةً في الاكتشاف!

هل الاكتشاف العلمي صدفة؟

ولد نيوتن في إنكلترا ليلة عيد الميلاد عام 1642 ولادةً مبكرة -وهي تقريبًا سنة وفاة غاليليو (Galileo)- لعائلةٍ فقيرة، وقد كان يتيم الأب ولم يُتوقَّع أن يعيش طويلاً، وعندما أصبح في الثالثة من عمره هجرته أمه وتركته عند جدته لتتزوجَ من رجل دين غني، وعندما كبر قليلًا عمل في مزرعة عائلته واتضح أنه مزارع فاشل. ذهب بعدها إلى جامعة كامبريدج للدراسة حيث أصبحَ يدفع رسوم دراسته عبر العمل نادلًا وتنظيفِ غرف زملائه الأكثر ثراءً.

حصل بعدها على منحة لمتابعة دراسته، ولكن حينئذٍ كان الطاعون قد بدأ بالانتشار في أوروبا لتضطر الجامعة إلى الإغلاق في صيف عام 1665، فعادَ نيوتن إلى منزله وقرر قضاء الوقت بالأبحاث ودراسة قضايا شائكة في الرياضيات والفيزياء، فقد عرفَ في ذلك الوقت الجاذبية وسبق أقرانه بتحليل الضوء الأبيض إلى ألوان الطيف وعمل على واحد من أهم الانجازات الرياضية في التاريخ وهو عمليات التفاضل والتكامل التي يُختلَف حتى اليوم في أسبقية اكتشافها بين نيوتن وليبنز Leibniz، وقد امتد الجدل بين العالمين فترةً طويلةً من الزمن وكانت السبب وراء حصولنا على رمز التكامل S ورمز الاشتقاق d/dx الجميلين. (1)

قد تكون كرهت نيوتن في مرحلة ما من حياتك بسبب كثرة المرات التي كنت تطبق فيها القوانين الثلاثة الخاصة به، فمن منّا لا يعرف ماذا يساوي مجموع القوى الخارجية المؤثرة على جسم ما؟! هذه القوانين -التي نُشِرت في عام 1687 في كتاب الأساسيات الحسابية للفلسفة الطبيعية (Mathematical Principles of Natural Philosophy) أو كما سمَّاه (Philosophiae Naturalis Principia Mathematica)- لها في الحقيقة فضلٌ عظيمٌ على جميع العلوم من الرياضيات إلى الفيزياء وعلوم الفضاء وغيرها. (2)

لا بدَّ من أن تكونَ قد سمعت يومًا عن علاقة نيوتن الغريبة مع الجاذبية، إذ إنّه بينما كان جالسًا في حديقة منزله في Woolsthorpe Manor سقطت بجواره تفاحة من الشجرة، فتساءل عن سبب سقوط الأجسام إلى الأسفل وليس إلى الأعلى أو إلى أحد الجوانب، فكانَ ذلك بداية اكتشاف الجاذبية. وهناك جدلٌ في كون هذه القصة حقيقية أم لا؛ لأنَّ الراوي الوحيد لها هو نيوتن نفسه، وعندما رواها كان كبير السنّ، ولا يُعرف فيما إذا رواها لتبسيط الفكرة أم أنَّ ذلك ما حدث فعلًا! وفي حال كون القصة صحيحةً؛ فهل التفاح هنا هو بطلها؟ على أيّة حال؛ فالشجرة لا تزال في مكانها ويمكننا زيارتها والجلوس تحتها لنعرف حقًّا أستُلهمنا لاكتشاف شيء ما أم لا! (3)

لقد كان نيوتن عالمًا مغامرًا، حتى إنّه أقحمَ ذات مرة إبرةً في عينه في التجويف بين المقلة والعظم ليضغط مقلته فقط بهدف تغيير شكلها لملاحظةِ التغييرات التي سوف تحدث، وكثيرًا ما كان يُحدق في الشمسِ ساعاتٍ طويلةً حتى يفقد قدرته على الإبصار جزئيًّا، هوعالمٌ ملهمٌ لغيره حقًّا لكن دون أن نعرّض أنفسنا لتلك المخاطرة الكبيرة! (4)

المصادر : 

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا