الهندسة والآليات > الاتصالات والشبكات

«سامسونغ» تُطلق هاتفًا ذكيًّا قابلًا للطي بدرجة عالية

أصبح بإمكاننا الآن تحويل هواتفنا من هواتف ذكية إلى أجهزة كمبيوتر لوحية وإعادتها كما كانت بكل بساطة؛ وذلك وفقًا لما أُعلن عنه في مؤتمر شركة سامسونغ الذي عُقد في سان فرانسيسكو، فقد عرضت الشركة أنموذجًا أوليًّا لهاتف قابل للطي، مُطلقة عليه اسم  Infinity Flex Display.

قدَّمت الأداة كما عُرضت في المؤتمر الخامس جهازًا مشابهًا للأجهزة المحمولة الذكية، مع إمكانية فتح الجهاز كما الكتاب وعرض ثلاثة تطبيقات في الشاشة الواحدة. في الواقع؛ تستعمل الشركة شاشتَي عرض منفصلتين؛ إحداهما في الداخل والأخرى تكون في الخارج على خلاف شركة Royole's FlexPai، وهي التي استعملت شاشة عرض واحدة قابلة للطي موضوعة على الطرف الخارجي للجهاز، واستعملت «سامسونغ» شاشةً بقياس 7.3 إنش مع دقة 1536x2152 بكسل في الداخل بإمكانها الانثناء حتى النصف لكي نستطيع رؤية الشاشة الخارجية الموضوعة في الهاتف؛ إذ أطلقت «سامسونغ» على شاشة العرض الخارجية اسم الغطاء العارض cover display، وتأتي بدقة 840x1960 بكسل وقياس 4.58 إنش، ثم إنها مُحاطة بحواف أكبر من الأعلى والأسفل مُقارنةً بالشاشة الداخلية؛ إذ تبدو ممتلئة بعض الشيء، وتقول «سامسونغ» إنَّ ذلك يأتي تمويهًا للجهاز الداخلي.

وتكون شاشة العرض في الهواتف الحالية محميةً بمزيج خاص من الزجاج الذي لا يتمتع بالمرونة الكافية؛ ما جعل «سامسونغ» تطور مادة لحماية شاشة العرض المستخدمة باستخدام بوليمرات، وهي التي قالت عنها إنَّها تتمتع بكل من المرونة والصلابة الكافية لحماية شاشة العرض في أثناء طيِّ الجهاز وفتحه آلاف المرات؛ فقد دُمجت البوليميرات مع لواصق جديدة وهي التي تمنح شرائح العرض المرونة اللازمة دون وجود الزجاج طبعًا.

وفيما يخصُّ نظام التشغيل؛ فقد أعلنت شركة جوجل أنَّ نظام تشغيل أندرويد المُعتمد في هذه الأجهزة سيكون مدعومًا؛ إذ سيعلَن عنه رسميًّا في مؤتمر الأجهزة التجارية الشهر المقبل، ثم إن شركة سامسونغ تعمل على بعض التطبيقات البرمجية الخاصة بها مثل إمكانية عرض ثلاثة تطبيقات في الشاشة الواحدة، وتتعاون أيضًا مع شركة جوجل لجعل تجربة المستخدم على هذه الأجهزة أكثر سهولة وفعالية، خاصة بعد انتشار شائعات عن إمكانية إطلاق شركة أبل جهازًا مماثلًا في السنتين المقبلتين.

بدأ بعض الناس يُشكِّك في إمكانية نجاح هذه التقنية خاصة مع وجود عيوب في التصنيع؛ إذ إنَّه لا يتمتع بالرقة المعهودة في الأجهزة الذكية الحديثة، وتبدو الحواف في أثناء عملية الطي ضخمة أيضًا مقارنة بالأجهزة الحديثة إضافة إلى طوله في حالة الإغلاق.

ولكن أبدى بعضهم رأيًا إيجابيًّا فيما يخصُّ تاريخ شركة سامسونغ التي بدأت هواتفها الذكية بشاشات عرض من البلاستيك المقاوم إضافة لما حدث عام 2011؛ إذ قوبلت شاشة العرض الضخمة لكالاكسي نوت بالسخرية في الوسط التقني؛ ولكن استطاعت «سامسونغ» التغلبَ على هذه المشكلة؛ الأمر الذي مكَّنها من صنع هواتف رقيقة جدًّا صعبة المنافسة في السوق، كما في سلسلة S التي أتى بعضها بشاشة مشطوفة الحواف، فإذا ما اتبعت الهواتف القابلة للطي رحلة مشابهة لسابقاتها؛ فإن الجهاز الأول لن يكون مقياسًا للأجهزة المقبلة من بعده؛ ما يجعل حقبة الأجهزة القابلة للطي ذات إمكانيات لا نستطيع الجزم بها إلى الآن.

ويقول السيد كوه Mr Koh الرئيس العام لشركة سامسونغ: "تفتح الشاشات القابلة للطي الآفاقَ أمام نوع جديد من تجربة الهواتف. نحن متحمسون للعمل مع المطورين لتقديم منتج جديد لعملائنا، ولا يسعنا الانتظار أيضًا لرؤية التعاون والعمل المشترك إلى أي مدى سيقودنا".

مما نرى؛ فإنَّ الجهاز يعطينا لمحة عما ستكون عليه الأجهزة في المستقبل، وبهذا سيصبح بإمكاننا ملاحظة الفرق عند استعمالها.

وقال Bill Liu المدير التنفيذي لشركة Royole Corp بعد سماعه الخبر: "بات الكل حاليًّا يُفكر في السؤال ذاته: ماذا بعد ذلك؟ وهل هناك أكثر من الهواتف الذكية؟".

 سوف يصبح  مبدأ الشاشات القابلة للطي أكثر ظهورًا للعلن، خاصةً بعد أن أبدت شركة سامسونغ استعدادها لإطلاق أحد هذه الأجهزة، وعبرت الشركة أيضًا عن مدة صعوبة صناعة شاشة قابلة للطي وذات قدرة تحمل عالية في الوقت ذاته؛ إذ بُنيت الفكرة قبل خمس سنوات من شركة سامسونغ، وأعلنت أن التقنية ستكون جاهزة للنزول إلى السوق في السنة المقبلة.

 إن الأمور حاليًّا ليست واضحة عن إمكانية ترويج هذه الأجهزة أم لا، خاصة أن جهازًا من هذا النوع قد تصل كلفته إلى ما بين 1300-1500 دولار أمريكي لجهاز قد لا يُصدر حتى السنة المقبلة على الأقل.

المصادر : 

1- هنا

2- هنا