الكيمياء والصيدلة > مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة

لأجل سلامة طفلك؛ لا للمكياج في أثناء الحمل

الدراسة الأولى: أثر الفتالات والفينولات في وزن المواليد الذكور:

في دراسة أجراها فريقٌ من المختصين في فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية؛ أُجري البحث في تأثير تعرض الحوامل للفتالات Phthalates والفينولات في وزن المواليد الذكور عند الولادة؛ إذ قيست تراكيز نواتج استقلاب مادة الفينول في عينات البول المأخوذة من 191 امرأة حامل بين الأسبوع السادس والأسبوع الثلاثين من الحمل وكذلك نواتج استقلاب مادة الفتالات لدى 287 امرأة حامل. وجُمعت بعد ذلك معلومات الطول والوزن وقطر الرأس لدى المواليد لكل حالة، ووُجِد أن زيادة تراكيز نواتج الاستقلاب تترافق مع نقصان في وزن الولادة بمقدار 49-77 غ لكل واحدة زيادة في مقدار هذه المستقلبات 2,4 dichlorophenol DCP و2,5-DCP في البول، وكذلك كان هناك زيادة في قطر الرأس بمقدار 0.3 سم ترافقت مع كل واحدة زيادة من تركيز مادة بنزوفينون-3 في البول. والفينولات والفتالات موجودة في العديد من مستحضرات التجميل كالواقيات الشمسية والعطور وكذلك في أغلفة بعض المنتجات الصيدلانية مثل بعض الصابون وطلاء الأظافر ومُثبِّتات الشعر وغيرها من مستحضرات التجميل تحتوي على الفتالات التي تُسمَّى المزلّقات أو العوامل المنعّمة.

 

الدراسة الثانية: تأثير الفتالات في مستوى ذكاء الأطفال في سن السابعة:

في دراسة أخرى وُجِد أن الأطفال المولودين لأمهات تعرَّضن لمستويات عالية من الفتالات في المراحل الأخيرة من الحمل يميلون لإحراز مستويات منخفضة في اختبارات الذكاء في سن السابعة.

تتبَّع الباحثون 328 امرأة حامل في نيويورك في المجتمعات القليلة الدخل منذ حملهن إلى بلوغ أطفالهن سن السابعة.

وفي أثناء مراحل الحمل الأخيرة؛ فحص الباحثون عينات بول هؤلاء السيدات لقياس تراكيز نواتج مستقلبات الفتالات، وخضع الأطفال عند بلوغهم سن السابعة لاختبار الذكاء. وكانت نتيجة هذه الدراسة ارتباط مستويات الفتالات في فترة الحمل مع ذكاء الأطفال؛ إذ ترافقت المستويات المرتفعة من الفتالات مع نقصان مستوى ذكاء الأطفال، ولكن؛ لما كانت هذه الدراسة هي دراسة رقابية؛ فهناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لإثبات هذا الارتباط.

وعندما قسَّم الباحثون الأمهات إلى أربع مجموعات بناء على كمية الفتالات في البول؛ وجدوا أن الأمهات اللواتي كانت مستويات الفتالات لديهن أعلى، قد أحرز أطفالهن نتيجة أقل سبع نقاط من أقرانهم (الذين كانت مستويات الفتالات لدى أمهاتهم هي الأخفض).

وبناء على دراسات أُجريت على الحيوانات؛ كوَّن الباحثون عدة نظريات فيما يخصُّ إمكانية تأثير الفتالات في التطور متضمنة الهرمونات الجنسية والهرمونات الدرقية أو فعالية الدوبامين الحساسة في الدماغ.

الدراسة الثالثة: كريمات تفتيح البشرة وأثرها في المرأة عمومًا والحامل خصوصًا:

إن المكونات الفعالة الرئيسة في هذه الكريمات هي عبارة عن هيدروكينون وستيروئيدات عالية القدرة وأملاح الزئبق. وقد عرفت منذ زمن تأثيرات امتصاص أملاح الزئبق الجهازية والمضاعفات التي تُسبِّبها على المستوى العصبي والكلوي. والآن زاد الاهتمام بتأثيرات امتصاص الستيروئيدات؛ ففضلًا عن المضاعفات الناتجة عن استخدام هذه المستحضرات للتبييض من شعرانية الغدة الكظرية وقصورها؛ اعتُقِد أن هذه المستحضرات قد تكون عامل خطورة مسببًا ارتفاع ضغط الدم والداء السكري.

وفي دراسة أجريت في السنغال على 99 امرأة حامل بين الشهر السادس والتاسع من الحمل لتقصِّي أثر كريمات تفتيح البشرة المستخدمة بكثرة في تلك البلد؛ أُخذت عينات دم صباحية وقيست مستويات هرمون الكورتيزول لديهن. واستخدمت 68 امرأة من أصل 99 مفتحات البشرة الحاوية على الهيدروكينون والستيروئيدات العالية القدرة بوصفها مواد فعالة. واستخدمت 64 امرأة الكريمات الحاوية على مادة الهيدروكينون، في حين 28 امرأة استخدمن الكريمات الحاوية على الستيروئيدات العالية القدرة؛ فكانت مستويات الكورتيزول في البلازما عند النساء اللاتي استخدمن الستيروئيدات العالية القدرة أخفض، وكانت المشيمة أصغر، واحتمال إنجاب مواليد ذوي وزن منخفض أكبر مقارنة باللواتي لم يستخدمنها وذلك بفارق إحصائي مهم.

 

الدراسة الرابعة: تعرُّض الحوامل لصبغات الشعر ومستحضرات فرد الشعر وعلاقتها بسرطان الدم المبكر:

منذ ستينيات القرن الماضي؛ نالت مستحضرات صبغ الشعر والعناية به اهتمامًا متزايدًا بسبب دورها المُسرطن المحتمل؛ إذ تتسرب المواد الكيميائية الموجودة في هذه المستحضرات إلى جسد مستخدمها بالاستنشاق و/أو بالتماس مع الجلد مسببة أذيات مزمنة للجلد والسبيل التنفسي أو حتى السرطان؛ فقد تؤدي إلى تراكم الطفرات الجينية المنظّمة لتمايز الخلايا وتكاثرها وكذلك الجينات المسؤولة عن إصلاح الدنا والتموّت الخلوي المبرمج.

وفي دراسة نُشرت عام 2012 في مجلة Chemico-Biological Interactions؛ دُرس أثر تعرض الأمهات الحوامل لهذه المستحضرات في أطفالهن. وقد أجريت هذه الدراسة في 13 ولاية في البرازيل بين عامي 1999 و2007، وشاركت 176 أمٍّ لديها طفل مصاب باللوكيميا اللمفاوية الحادة ALL، و55 أمٍّ لديها طفل مصاب باللوكيميا النقوية الحادة AML قد سُئلن عن تعرضهن لهذه المستحضرات قبل 3 أشهر من الحمل وفي فترة الحمل وفي أثناء الإرضاع؛ وبيَّنت هذه الدراسة أن احتمال إصابة أطفال الأمهات اللاتي تعرضن لهذه المستحضرات في الثلث الأول باللوكيميا اللمفاوية الحادة أكبر بـ 1.78 ضعفًا. في حين كان خطر الإصابة باللوكيميا النقوية الحادة أكبر بـ 2.43 ضعفًا عند التعرض لهذه المستحضرات في أثناء الإرضاع.

تدعم هذه الدراسةُ النظريةَ القائلةَ بأن تعرض الأمهات لهذه المستحضرات في فترة الحمل قد يكون أحد العوامل المسببة للوكيميا عند الأطفال تحت سن الثانية.

ومن المواد المحتمل أنها مسؤولة عن هذه الخطورة والموجودة في صبغات الشعر ومستحضرات فرد الشعر: بيرسلفات، وإستر بوتيل بارابين، و2-ميثيل-5- هيدروكسي إيثيل أمينو فينول.

الدراسة الخامسة: علاقة بعض المواد الكيميائية الموجودة في مستحضرات التجميل التي تستخدمها الحوامل مع الأجنَّة وأثرها في البلوغ المبكر: 

تشير إحدى الدراسات الأمريكية إلى أن الفتيات اللواتي يتعرّضن للمواد الكيميائية في مستحضرات التجميل والعناية الشخصية وهنَّ أجنَّة (في رحم أمهاتهن) قد يصلن إلى مرحلة البلوغ قبل قريناتهن ممن لم تتعرضن لمثل هذه المواد في الرحم.

وقد رُبطت العديد من الكيماويات بالبلوغ المُبكِّر في الدراسات الحيوانية ومنها مادة الفتالات (phthalates) التي توجد عادة في سوائل الاستحمام (شامبو الشعر) والصابون والعطورات والبارابينات (parabens) التي تستخدم بكثرة في حفظ مستحضرات التجميل والفينولات (phenols) التي تشمل التريكلوسان (triclosan).

وتتبَّع الباحثون 338 طفل منذ الولادة وحتى نهاية فترة المراهقة فاختُبِر بول الأمهات في فترة الحمل وسُئِلن عن المستحضرات المستعملة وخضع ما تحويه من كيماويات للمعايرة ثم فُحِص بول الأطفال في عمر التسع سنوات لمعرفة المواد الكيميائية التي تعرضن لها ومراقبة تطور علامات البلوغ لديهن كل تسعة أشهر بين عمر الـ 9 والـ 13 سنة.

أظهرت النتائج أن أكثر من 90% من عينات بول الأطفال تحوي مواد كيميائية مبدّلة لخواص الهرمونات، ووجدوا أن نصف عدد الفتيات بدأت علامات البلوغ تبرز لديهن في قرابة عمر 9 وسطيًّا ثم بدأن الحيض في عمر 10 أعوام تقريبًا.

سنتطرق في مقالنا اللاحق إلى مستحضرات التجميل الآمنة التي لا غنى للحامل عنها من أجل العناية بجسمها وبشرتها طوال فترة الحمل وبعدها.

المصادر:

1- هنا

2-هنا

3- Mahé, A., Perret, J. L., Ly, F., Fall, F., Rault, J. P., & Dumont, A. (2007). The cosmetic use of skin-lightening products during pregnancy in Dakar, Senegal: a common and potentially hazardous practice. Transactions of the Royal Society of Tropical Medicine and Hygiene, 101(2), 183-187.‏

4-Couto, A. C., Ferreira, J. D., Rosa, A. C., Pombo-de-Oliveira, M. S., Koifman, S., & Brazilian Collaborative Study Group of Infant Acute Leukemia. (2013). Pregnancy, maternal exposure to hair dyes and hair straightening cosmetics, and early age leukemia. Chemico-biological interactions, 205(1), 46-52.‏

5- هنا