الكيمياء والصيدلة > سلسلة المواد المخدرة

إدمان الكوكايين- الجزء الثاني

رح نوصفلكن تأثيرات الكوكايين من كل النواحي وبكل شفافية... اقروا ودعولنا  :)


الإدمان والانسحاب:

علينا أن نعمل جيّداً أنّ جميع أشكال الكوكايين وطرق تعلطيه هي عالية الإدمانيّة (على الرّغم من أنّ تدخين صخر الكوكايين يسبّب الإدمان بدرجة أسرع وأسهل من غيره كما ذكرنا).

- إجمالاً يُقَدَّر بأنّ واحداً من كلّ سبعة أشخاص يجرّبون الكوكايين ينتهي بهم الأمر إلى الاعتماد عليه. كما أنّ حوالي واحد من كل 20 يصبحون معتمدين على الكوكايين في السنة الأولى من استخدامهم له (بحسب الإحصائيات في إيرلندا). ويُظهر البحث أنّ النّساء لديهنّ احتمال أكبر بثلاث إلى أربع مرّات من الرجال للاعتماد على الكوكايين في السنة الأولى من الاستخدام.

- يمكن للمتعاطين أن يطوّروا سريعاً تحمّلاً tolerance للكوكايين؛ أي أنّهم سيحتاجون لتناول جرعات أعلى بمرور الزّمن، كي يحقّقوا نفس الأثر المرغوب الذي كانوا يحصلون عليه سابقاً. ومن التحمّل يصلون إلى الاعتماد dependence على العقار، وهو أهمّ أسس الإدمان addiction التالي لذلك. وتظهر لديهم أعراض الانسحاب إذا امتنعوا عن تعاطيه، والتي تكون أشدّ وأوضح كلّما طالت مدّة إدمان الشخص وكان استهلاكه بكمّيّات أكبر.

- وتشمل أعراض الانسحاب: الاكتئاب والنّزق (الهيوجيّة أو سرعة الغضب) والإنهاك الشديد والقلق والرّغبة القويّة الغامرة بتناول العقار intense craving.

التأثيرات قصيرة الأمد لتعاطي الكوكايين:

تدوم التأثيرات المرغوبة euphoria (يطلق عليه أحياناً مصطلح الّشَّمَق، أي النشاط ومرح الجنون) قصيرة الأمد للكوكايين حوالي 15- 30 دقيقة (بالشمّ) أو 5- 10 دقائق (في حالة التدخين)، ويمكن أن تستمرّ التأثيرات الثّماليّة (المتبقّية) لمدّة 1- 2 ساعة. تتضمّن هذه التأثيرات:

- تضيّق الأوعيّة الدّمويّة وتوسّع الحدقتين

- ارتفاع في الحرارة وسرعة القلب وضغط الدّم

- زيادة درجة النّشاط واليقظة (حالة فرط التنبيه hyperstimulation)

- إجهاد القلب والجهاز الدّورانيّ

- الشَّمَق (أو النشوة) وانخفاض الشّهيّة للطعام 

- العَنانة (الضعف الجنسيّ)

- التّملمُل وعدم الراحة والأرق

- التهيّج والنّزَق- القلق- الذُّهان الكبريائيّ (بارانويا)

- زيادة إقدام المتعاطي على السّلوكيّات الخطرة وغير محسوبة العواقب، التي تقود في أحيان كثيرة إلى إصابته بأمراض منقولة جنسيّاً، وإلى انتقال عدوى الإيدز أو التهاب الكبد إليه نتيجة تبادل المحاقن مع غيره من المتعاطين.

التأثيرات طويلة الأمد والمزمنة:

يؤدّي استخدام الكوكايين وإدمانه إلى جملة من المشاكل الجسديّة والعقليّة، عدا عن المشاكل الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وكذلك حالات الوفاة التي قد تنتج عنه.

فاستنشاق الكوكايين عبر الأنف يتلف الأغشية المبطّنة للأنف، وتدخينه يمكن أن يؤدّي إلى مشاكل بالتنفّس وفقدان الصوت أحياناً.

قد يؤدّي التعاطي بطريق الحَقْن إلى تشكّل خرّاجات جلديّة abscesses وانتقال عَدَاوى التهاب الكبد C والعَوَز المناعيّ البشريّ HIV عند مشاركة أدوات الحَقن.

إضافة إلى ذلك، قد ينتج عن الاستخدام المديد للكوكايين أيّ من المشاكل والمضاعفات التالية:

- صداع- اختلاجات ونوبات صرعيّة seizures

- مرض قلبيّ ونوبات قلبيّة

- سكتة دماغيّة

- تهيّج واضطرابات مزاجيّة

- هلاوِس سمعيّة ولمسيّة (يُشار إليها بالتعبير الدارج coke bugs أو "بقّ الكوكايين"، حيث يشعر الشخص وكأنّ هناك حشرات تمشي تحت جلده، ويصاحبه شعور بالحكّة الشديدة، وأحياناً هلاوِس بصريّة)

- خلل بالأداء الجنسيّ sexual dysfunction في الذكور والإناث

- ضرر في الجهاز التناسليّ وعُقم

- الموت المفاجئ- فحتّى استخدام الكوكايين لمرّة واحدة قد يسبّب فرط جرعة يمكن أن ينتهي بالوفاة.

ما هو الضرر الذي تلحقه الأم الحامل التي تتعاطى الكوكايين بجنينها؟

لا يخفى على أحد ما يسبّبه تعاطي الأم الحامل أو المرضع للكوكايين من أذى لجنينها أو لطفلها الرّضيع (شأنه في ذلك شأن المخدّرات والعقاقير الأخرى).

فمن المضاعفات على الجّنين إثْرَ تعرّضه للكوكايين في رحم الأم نذكر:

العصبيّة والاهتياج والخلل في أنماط النّوم والاضطرابات البصريّة والمشاكل بالتنبيه الحسّيّ.....تدوم بعض هذه التأثيرات لمدّة 8- 10 أسابيع بعد الولادة، وقد تمتدّ أكثر من ذلك.

كما أنّه يسبّب مشاكل بالجملة العصبية المركزيّة، قد لا تظهر إلّا في مرحلة لاحقة من الطفولة. وتشمل هذه:

مشاكل بمواصلة الانتباه (أي يضعف تركيز الطفل بعد فترة قصيرة من انتباهه على موضوع معيّن، ولا يتمكّن من المتابعة)، ومشاكل سلوكيّة بالتحكّم بالذّات، مثل العدوانيّة. أيضاً يعاني تأخّراً بالتعلّم وشذوذاً بالتوتّر العضليّ وتباطؤاً في معدّل النموّ وصعوباتٍ لغويّة، ممّا يزيد حاجة الطّفل إلى الحصول على التعليم الخاصّ special education (ليس في المدارس النظاميّة بسبب تأخّره عن أقرانه الطبيعيّين من الناحية الأكاديميّة).

ومن هنا نتبيّن بأنّ ما بدأ على سبيل التجربة والمتعة والاحاسيس المرغوبة والجميلة، انتهى على شكل كارثة متعدّدة الجوانب والأبعاد، تطال الفرد والمجتمع والاقتصاد، كما تمتدّ في أحيان كثيرة إلى أبنائه لتذكّره في كلّ لحظة بالخطأ الفادح الذي ارتكبه....... وتستمرّ المأساة!!

المصادر:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا