الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

المتة المشروب الأخضر المميز

بطعمها المرِّ المحبَّب، وطريقة شربِها المتفرِّدة، تعدُّ المتة من المشروبات الأكثر شعبيةً وشهرةً في عديدٍ من المناطق السورية، لكنَّ خصائصها تتعدَّى مجرَّد كونِها مشروبًا تقليديًا، لذا تابعوا هذا المقال لتتعرفوا بعضًا من الفوائد المثبتة لشرب المتَّة.

بدايةً، لا بدَّ لنا من التعرُّف إلى المتّة، فقد يستغربُ بعضٌ من الناس أنَّها تُصنَّف من أنواع شاي الأوراق الذي يُحضَّر بنقع أوراق نبات المتة وفروعه، وتسمى باللاتينية Ilex paraguariensis، ويعود أصلها إلى أمريكا الجنوبية حيث تعدُّ مشروبًا شائعًا ومحبوبًا أيضًا.

ويُستهلك شاي المتة في كأسٍ خاصة، وتستخدم في شربها قشَّةٌ ذات مصفاةٍ تعمل على حجز أوراق المتة وأعوادها ضمن الكأس ومنع انتقالها إلى القشة ومن ثمَّ الفم، وتختلف طقوس تحضيرِ المتة وشربِها من مكان لآخر حتى ضمن البلد الواحد، لكنَّها تبقى طقسًا لطيفًا تجمع حولها العائلة والأصدقاء في سهراتٍ طويلةٍ وممتعة.

فوائد المتة وفقًا للدراسات العلمية:

1- غنيةٌ بمضادات الأكسدة وبعض العناصر المغذية:

تحتوي المتة على عدة مركبات مفيدة أهمها الزانثينات Xanthines وهي مركبات تؤدي دورًا محفِّزًا للجسم، وتشمل هذه المركبات كلًّا من الكافيين والثيوبرومين الموجودَين في الشاي والقهوة والشوكولا أيضًا. كذلك تحتوي على مشتقَّات الكافيويل Caffeoyl derivatives التي تعدُّ مضاداتِ أكسدةٍ معزِّزة للصحة، والبوليفينولات التي تصنَّف من أكبرِ مجموعاتِ المركبات المضادة للأكسدة التي ترتبط بخفض خطر الإصابة بعديد من الأمراض، وخصوصًا المزمنة منها.

ومن الجدير بالذكر أن الفعالية المضادة للأكسدة للمتة تتفوق على فعالية الشاي الأخضر.

2- تعزيز الطاقة والصحة الذهنية والنشاط البدني:

يحتوي كوبٌ من المتة على 85 ملغ من الكافيين، وهي كميةٌ تزيد على محتوى الشاي من هذا المكوِّن، ومن المعروف أن هذا المركب مسؤولٌ عن تعزيز النشاط وزيادة مستويات الطاقة وتقليل الشعور بالتعب، كذلك يؤثر الكافيين على بعض الجزيئات المسؤولة عن نقل الإشارات العصبية، وقد يكون بذلك مسؤولًا عن تعزيز الصحة الذهنية والتركيز. وقد تبيَّن في عددٍ من الدراسات المجراة على البشر أنَّ الكافيين يزيد اليقظة ويحسِّن القدرة على تذكُّر الأحداث القريبة وقد يحسِّن الأداء البدني عند ممارسة الرياضة.

وقد لوحظ في إحدى الدراسات المجراة على البشر تحسُّنٌ قدره 24% في حرق الدهون إثر ممارسة التمارين متوسطة الشدة، وذلك عند تناول كبسولاتٍ تحتوي على غرامٍ من المتة المطحونة قبل التمارين مباشرةً، لكنْ لم تُجرى ايةُ دراساتٍ تُحدِّد وجوب تناول كميةٍ معينة قبل التمرين للحصول على تأثير إيجابي ومعنوي.

3- فعالية المتة في الوقاية من الالتهابات:

وُجد في التجارب المخبرية المجراة على مستخلصات المتة أنَّها تمتلك تأثيرًا مثبِّطًا لجراثيم العصيات الإشريكية القولونية E.coli التي تسبب التسمُّم الغذائي. كذلك وُجد أن المتة يمكن أن تمنع نموَّ بعض الفطور التي تسبب القشرة وبعض أنواع الطفح الجلدي، كذلك تفيد في الوقاية من الطفيليات التي تصيب الأمعاء، علمًا أن الدراسات المذكورة أجريت مخبريًا وليست دراساتٍ سريرية، وما زال البتُّ بتلك الفوائد يحتاج مزيدًا من البحث.

4- التأثير على الوزن ودهون البطن:

وُجد في الدراسات المجراة على حيوانات التجارب أن المتة تمتلك دورًا في خفض الشهية وتحفيز الاستقلاب، ممّا يُحتمل أن يساعد على خسارة الوزن، كذلك أشارت بعض الدراسات السريرية على البشر إلى زيادة كمية الدهون التي يُحرقها الجسم للحصول على الطاقة إثر استهلاك المتة، فضلًا عن ملاحظة انخفاضٍ في نسبة محيط الخصر إلى الورك مقداره 2% مقارنة بمجموعة الشاهد التي لم تستهلك المتة وشهدت زيادة في المقياس المذكور، علمًا أن الأمر ما زال يحتاج مزيدًا من البحث نظرًا لصغر العينات المدروسة في هذا المجال حتى الآن.

5- تأثيرات ممكنة في صحة الجهاز المناعي:

تحتوي المتة على الصابونينات Saponins التي يُعتقد أنها مكوناتٌ تمتلك فعاليةً مضادة للالتهابات، فضلًا عن محتواها من الفيتامين C والفيتامين E والسيلينيوم والزنك، ومن المعروف أن تلك الفيتامينات والعناصر المعدنية تعمل على تعزيز الصحة عبر تعزيز أداء الجهاز المناعي في الجسم، لكنَّها لم تُدرس مباشرةً على متطوعين من البشر.

6- دورٌ محتمل في الوقاية من السكري والأمراض القلبية:

أشارت بعض الدراسات المجراة على فئران التجارب إلى احتمال وجود تأثيرٍ للمتة في مستويات الأنسولين بعد وضعِها على حميةٍ غيرِ صحيةٍ ومرتفعة الدهون، فضلًا عن الدور المحتمل لمستخلصات المتة في تثبيط تشكُّل المركبات النهائية لعملية للارتباط المتقدم بالسكر Advanced glycation end-products (AGEs)؛ وهي بروتينات أو ليبيدات تتفاعل مع الجزيئاتِ الغليكوزيدية في الجسم نتيجة زيادة التعرُّض للسكريات عبر الحمية الغذائية، وتؤدي مستوياتها المرتفعة دورًا سلبيًا في تطور الاختلاطات الوعائية السكرية وتصلب الشرايين وآلزهايمر وأمراض الكلية المزمنة، وما زالت الأبحاث ضئيلة في هذا المجال حتى اليوم.

إضافةً لما سبق، يُذكر أن المركبات المضادة للأكسدة الموجودة في المتة يمكن أن تؤدي دورًا إيجابيًا في تعزيز صحة القلب، شأنها في ذلك شأن جميع الأغذية المحتوية على مضادات الأكسدة التي تعدُّ البوليفينولات أهمَّها وأكثرها انتشارًا. كذلك لوحظ وجود تأثيرٍ للمتة على مستويات الكوليسترول في الدم سواء كان ذلك لدى حيوانات التجارب أو البشر الذين يتعاطون الأدوية الخافضة للكوليسترول Statins.

أخيرًا، لا بدَّ لنا من التذكير بأنَّ الدراسات المجراة على المتة ما زالت قليلةً نسبيًا، وعلى الرَّغم من كونِها دراساتٍ واعدةً في مجال إثبات فوائدها الصحية، لكنَّ الأمر ما زال قيد البحث، خاصةً أن بعضَ الدراسات أشارت إلى تسبُّبها بسرطان السبيل التنفسي العلوي والجهاز الهضمي، وهو ما يمكن أن يُعزى إلى ما تحتويه من الهيدروكربونات العطرية عديدة الحلقات PAHs التي توجد في التبغ واللحوم المشوية عند درجاتٍ مرتفعة جدًا، ويُعرف عنها دورُها في التسبُّب بتشكُّل الخلايا السرطانية، ويرتبط ذلك عادةً بالحرارة المرتفعة لاستهلاك المتة، وهو ما تطرَّقنا إليه في مقالٍ سابق هنا.

كذلك يمكن أن تتداخل مع بعض الأدوية المخصّصة لمرضى آلزهايمر التي تعمل بآلية تثبيط أنزيم مونو أمين أوكسيداز.

الدراسات المرجعية:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا