التعليم واللغات > اللغويات

هل تؤثر اللغة الأم في رؤيتنا للأشياء؟

تأثير اللغة الأم في ما نراه

في دراسة حديثة نُشرت في مجلة Psychological Science، أجرى الباحثان (مارتن ماير) ورشا عبد الرحمن في جامعة (هومبولت) في برلين تجربة لدراسة تأثير اللغة الأم في ما نراه؛ إذ عرضا مجموعة من الأشكال بسرعة أمام 103 أشخاص من متحدثي اللغات اليونانية والألمانية والروسية وطلبا منهم البحث عن نصف دائرة رمادية اللون بين هذه الصور، وظهر نصف الدائرة بجانب مثلثٍ بدرجات مختلفة من اللونين الأزرق والأخضر، وأجاب المشاركون لاحقًا ما إذا كانوا قد رأوا مثلثًا كاملًا، أم صورةً واضحة أو غير واضحة للشكل، أم لم يروا الشكل على الإطلاق.

وقد أبدى متحدثو اللغة اليونانية -الذين يميزون تمييزًا كبيرًا بين درجات اللون الأزرق- قدرةً أكبر على تمييز هذا اللون مقارنة بدرجات اللون الأخضر، في حين لم يلحظ متحدثو اللغة الألمانية -الذين يستطيعون تمييز فئة واحدة فقط من درجات اللون الأزرق الغامقة والفاتحة- أية فروق بين اللونين الأخضر والأزرق، وتكررت هذه النتيجة مع متحدثي اللغة الروسية. ومن ذلك يمكن الاستنتاج أن التعزيز اللغوي للفروق اللونية يمنحنا القدرة على الوصول إلى الوعي البصري، ولهذا تُعدُّ لغتنا الأم أحد الأمور المؤثرة في ما نراه بوعي.

واستخدم الباحثان أيضًا تخطيط الدماغ في خلال التجارب على متحدثي اليونانية والألمانية وذلك لمقارنة نشاط أدمغتهم، وكانت النتائج مؤكدة لتأثير اللغة الأم في المرحلة الأولية من المعالجة البصرية.

ويقول الباحثان إن النتائج الحالية تُظهر لأول مرة أنه يمكن للغتنا الأم -والفئات اللونية المُستخدمة فيها- أن تؤثر فيما إذا كنا ندرك المحفِّزات بوعي أم لا. ولا تُعدُّ الفروق في تمييز المشاركين بين اللونين الأخضر والأزرق فروقًا كبيرة وفق الإحصاءات، ولكن مع ذلك تؤدي اللغة دورًا فعالًا في إدراكنا وتساعد على تحسينه على المدى الطويل.

المصدر: 

هنا