الفيزياء والفلك > سلسلة أضخم التلسكوبات على الأرض

التلسكوب الجنوب إفريقي الكبير SALT

الحلقة التاسعة: التلسكوب الجنوب إفريقي الكبير SALT :

يعتبر أكبر تلسكوب بصري حالياً في النصف الجنوبي للكرة الأرضية ،وهو أحد تلسكوبات المرصد الفلكي الجنوب إفريقي SAAO بالقرب من بلدة ساذرلاند في منطقة شبه صحراوية بمقاطعة كارو، جنوب أفريقيا.

تتكون مرآة هذا التلسكوب العاكس من 91 مرآة سداسية متماثلة كل منها بعرض 1 متر تقريبا، وتشكل هذه المصفوفة من المرايا مرآة ضخمة كروية أبعادها 11 متر × 9.8 متر .

يستخدم في هذا التلسكوب ثلاثة أجهزة بصرية أساسية:

- كاميرا حساسة موضوعة في محرق التلسكوب الرئيسي للتصوير والدراسات الضوئية (المتعلقة بمعرفة بعد النجم مثلا في حال معرفة سطوعه الفعلي). كما يمكنها التقاط صور فيديو للأجسام الفلكية بلقطات سريعة حتى معدل لقطة كل 0.1 ثانية.

- مطياف لدراسة خواص الضوء المستقبل موضوع أيضا في محرق المرآة . يعمل المطياف في مجال الأطوال الموجية الفوق البنفسجية القريبة وحتى الأشعة تحت الحمراء القريبة أي (1700- 320)نانومتر.

- نظام ألياف بصرية سينقل الضوء إلى مطياف بصري ذو دقة عالية جداً موضوع في حجرة تحت التلسكوب نفسه.

يمكن لتلسكوب SALT بقدراته الفريدة الكشف عن الأجسام البعيدة الخافتة في الكون والخافتة أكثر بمليار مرة من أخفت الأجسام المرئية بالعين المجردة مما يعني نظرياً القدرة على رؤية ضوء شمعة مفردة موجودة على سطح القمر. كما يمكن هذا التلسكوب الباحثين من دراسة التغيرات الفلكية السريعة نسبياً بفضل دقته العالية وقدرته على التقاط صور سريعة متتالية كانجذاب الغازات من بعض النجوم باتجاه الأجسام المحيطة مما قد يعطي دليلا أفضل ومباشراً أكثر في حالات الثقوب السوداء بدلا من الطريقة الغيرمباشرة في الكشف عن إصدراها للأشعة السينية. بالإضافة لتمكين العلماء من دراسة التغيرات السريعة في سطوع بعض النجوم ودراسة بعض أنواع النجوم الثنائية عندما يكون أحد النجمين قزماُ ابيضاً شديد الكثافة ويكمل دورته خلال ساعة ونصف مثلا.

أعلن في 1 أيلول عام 2005 عن بدء عمل تلسكوب SALT وكانت صوره الأولى للعنقود النجمي المفتوح NGC 6152 والعنقود الكروي 47 Tucanae بالاضافة لسديم البحيرة (Lagoon Nebula) والمجرة الحلزونية NGC 6744.

ساهمت جنوب افريقيا بنحو ثلث التكلفة الاجمالية للمشروع والتي تقدر بنحو 36 مليون دولار أمريكي كافية لتمويل سولت على مدى 10 أعوام أما الباقي فقد ساهم به بقية الشركاء ألمانيا ، بولندا والمملكة المتحدة ونيوزيلندا.

المصادر:الموقع الرسمي لتلسكوب SALT هنا

حقوق الصورة: Nick Aldridge