الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

ماذا يجب أن تأكل عقب التسمم الغذائي؟

يعدُّ التلوث الجرثومي واحدًا من أهم أنواع التلوثات التي يمكن أن تصيب الغذاء، ويحدث التسمُّم الغذائي الجرثومي عادةً نتيجة تناول أطعمةٍ:

- غيرِ مطهيةٍ أو مسخّنةٍ بقدرٍ كافٍ.

- غيرِ مُخزَّنةٍ بطريقةٍ صحيحةٍ؛ كأن يكون التبريد أو التجميد غيرَ كافيَين.

- متروكةٍ في الجو الخارجي فترةً طويلة.

- نُقلت أو جرى تداولها من قِبل شخصٍ مريض أو ذي أيدٍ متسخة.

- استُهلِكت بعدَ انتهاء فترةِ صلاحيتها.

ويمكن أن ينتج هذا النوع من التسمُّمات عن وجودِ جراثيم العَطيفة Campylobacter أو العصيات القولونية E. coli أو السالمونيلا Salmonella أو الضَمَّة Vibrio أو فيروس النوروفيروس Norovirus، وعادةً ما تتراوح أعراض التسمُّم الغذائي بين الغثيان والتقيؤ والإسهال وتشنج المعدة إضافةً إلى الصداع.

وسرعان ما يشعر المريض بقليلٍ من التحسُّن حتى يعود إلى استهلاك الأطعمة المعتادة سعيًا منه إلى استعادة الطاقة والنشاط، لكنَّ فعل ذلك دون انتقاء الأطعمة الصحيحة قد يزيد الأمر سوءًا، لذا يُنصح مرضى التسمم الغذائي باختيار أطعمة لطيفةٍ على المعدة وذلك منعًا لأي تهيُّجٍ قد يصيب الجهاز الهضمي.

وتعدُّ الحميةُ المعروفة باسم BRAT أشهر السلوكيات الغذائية في فترة ما بعد التسمم الغذائي واضطرابات الجهاز الهضمي، وتشير التسميةُ إلى الكلمات الآتية:

Bananas == الموز.

Rice == الأرز.

Applesauce == صلصةُ التفاح المطبوخ والمهروس.

Toast == خبز التوست.

وتأتي أهميةُ مكوناتِ هذه الحمية من خلوها من المركبات اللاذعة والمهيِّجة، إضافةً إلى ارتفاعِ محتواها من النشويات والبكتين، ممَّا يسمح بخفض المحتوى المائي للبراز وتقليل حدوث الإسهال. وعلى الرَّغم من قلة الأبحاث المتعلقة بفعالية هذه الحمية، لكنَّ بعض الأدلة السابقة أشارت إلى فعاليةِ تناول الموز الأخضر والأرز في علاج الإسهال عند الأطفال. كذلك يتميز الموز بارتفاع محتواه من البوتاسيوم الذي يساعد على تعويض الشوارد المفقودة من الجسم، ويمكنكم قراءة مزيدٍ من المعلومات عن الموز في مقالنا السابق هنا.

هناك عدَّةُ أطعمةٍ مغذِّيةٍ أخرى يمكنكم الاستفادة منها في حالات التسمم؛ ومنها:

- الأطعمةُ المتخمِّرة: مثل اللبن الزبادي ومخلل الملفوف.

- الشوربات الصافية الخالية من الكريمة، وخصوصًا تلك المصنوعة من مرق الدجاج.

- الشوفان قليل السكر.

- البطاطا (دون إضافات).

- البسكويت المملح.

- لحم الدجاج المنزوع الجلد والمحمَّر بالفرن (دون إضافات).

- لحم الديك الرومي.

يذكر أن طول مدةِ الإصابة يستدعي الحصول على مزيدٍ من البروتينات الضرورية لعملية الاستشفاء ومنع خسارة الكتلة العضلية التي تحدث نتيجةَ انخفاض المدخول الغذائي والسعرات الحرارية. ويصبح المريض قادرًا على العودة إلى نظامه الغذائي المعتاد بعد التمكن من تناول هذه الأطعمة مدةَ 24 إلى 48 ساعةً دون حدوث أي من الأعراض المذكورة سابقاً.

بعض المشروبات التي يمكن تناولها في هذه الفترة:

يؤدي الإسهال والتقيؤ إلى خسارة شوارد الجسم، وتكمن فائدة الشوارد المعدنية في الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم، وهو ما يستدعي ضرورة تعويضها عبرَ شربِ محاليلِ إماهةٍ فموية، مثل محاليل Ceralyte وOralyte وPedialyte المُصمَّمةِ لتسهيل ترطيب جسم المصاب بعد امتناعه عن الطعام والسوائل لسبب ما. ويمكن للمريض أن يستهلك الشاي الخالي من الكافيين؛ مثل شاي الزنجبيل أو الليمون، كذلك يمكن أن يساعد يساعد شاي النعناع على تسكين اضطراب الأمعاء وألمها شريطة تجربة محاليل الإماهة أولًا.

البروبيوتيك Probiotics:

أثبتت عدةُ أبحاثٍ إمكانية توفير حمايةٍ كافيةٍ من الأمراض الغذائية المنشأ عبر تناول الأطعمة والمكملات الغذائية التي تحتوي على البروبيوتيك أو البكتيريا النافعة. وتشمل هذه الأطعمة اللبن الزبادي Live yogurt والكيفير والأطعمة المتخمرة مثل المخلَّلات.

الأطعمة والمشروبات التي يجدر بالمريض تجنبها:

يُنصح مريض التسمم الغذائية بتجنُّب منتجات الألبان الدسمة مثل الجبن والمثلّجات، إضافةً إلى جميعِ أنواع الأطعمة الدسمة والمقلية مثل البطاطا والدجاج المقليَّين وغيرهما من المأكولات المرتفعة المحتوى من الدهون، إذ تسبب الأخيرة تفريغاً سريعًا للمعدة وتراجعًا في أعراض الإسهال. كذلك يجب أن يتجنَّب المصاب تناولَ الأطعمة الحريفة المهيِّجة للجهاز الهضمي، والأطعمة المسببة للانتفاخ، إذ تحتوي الأخيرة على مجموعة من الكربوهيدرات القابلة للتخمر التي تُعرف اختصارًا باسم FODMAPs، وتسبب هذه الكربوهيدرات انتفاخًا وتطبُّلًا في البطن ممّا يزيد من الإزعاج المرافق للتسمم الغذائية، ونذكر من أهمِّ الأطعمة المحتوية على FODMAPs التفاح الطازج، والبقوليات، والبصل، والثوم، وخضار العائلة المركبة؛ مثل الملفوف.

من جهةٍ أخرى، يُنصح مرضى التسمم الغذائي بعدمِ اللجوء إلى المشروبات الحاوية على الشوارد قبل تجربةٍ محاليل الإماهة الفموية، وهو ما ذكرناه آنفًا، إذ تحتوي الأولى على كمياتٍ مرتفعةٍ من السكر الذي قد يسبب تهيُّج المعدة ويزيد الأعراض سوءًا، لكنْ يمكن للمريض استهلاكُ المشروبات الحاوية على الشوارد في حال عدم توفِّر البدائل المناسبة شريطة تمديدِها بالماء. كذلك يُنصح بتجنب كلٍّ من الحليب؛ بسبب محتواه من المواد الدسمة وجودِ اللاكتوز الذي يعاني بعض الأشخاص من عدمِ تحمِّله في الفترة التابعة للتسمم الغذائي، والمشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والمشروبات الغازية والشاي التقليدي؛ إذ يُعدُّ الكافيين مادةً مدرَّة للبول ممَّا يعني أنَّه سيعيق الإماهة بدلًا من تحسين رطوبة الجسم.

متى يتوجب عليك التوجه إلى الطبيب؟

ينبغي التوجه إلى الطبيب عند اختبار واحدٍ أو أكثر من الأعراض الآتية:

- ظهور دمٍ في البراز.

- الإصابةُ بالجفاف، ويُستدل عليه بقلَّةِ التبول، أو جفاف الفم، أو الدوار.

- الإسهالُ مدةً تزيد على 3 أيام.

- ارتفاعُ درجةِ الحرارة لأكثر من 101.5 فهرنهايت؛ أي 38.6 درجة مئوية.

- التقيؤُ الشديد لدرجةٍ تمنع الجسم من الاحتفاظ بالسوائل.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

الدراسة المرجعية:

هنا

هنا