منوعات علمية > الطب البديل حقائق وخرافات

حلقة جديدة من حلقات الطب البديل.. محطتنا الآتية: الهند قبل آلاف السنين!

يُعدُّ طب الأيورفيدا واحدًا من أقدم الأنظمة الطبية في العالم. نشأ في الهند منذُ أكثر من ثلاثة آلاف عام، ولا يزال واحداً من أنظمة الرعاية الصحية التقليدية في البلاد. يركِّز في تطبيقاته على تحقيق التناغم والتوازن بين العقل والروح والبيئة والكون. كثيرٌ من تطبيقاته كانت تُنقل من جيل إلى آخر عن طريق الحفظ فقط، قبل أن يتمكنوا من تدوينها. نصوص طب الأيورفيدا الرئيسة -باللغة السنسكريتية- موجودة في ثلاثة كتب قديمة تُعرف بـ (الثلاثية العظيمة) والتي يعود تاريخها إلى 2000 سنة من الآن.

يجمع مصطلح الأيورفيدا بين الكلمتَين السنسكريتِيَّتَيْن (أيور: بمعنى حياة) و (فيدا: بمعنى علم أو معرفة). والمفاهيم الأساسية في هذا النظام الطبي هي الترابط الشامل (بين البشر وصحتهم والعالم) وطبيعة الجسم (Prakriti) وقوى الحياة أو ما يُعرف بـ Dosha.

وفقاً لهذا الطب يُنظر إلى المرض على أنه اختلال توازن بين "دوشا" الشخص وعدة عوامل أخرى، مثل علاقاته وطريقة عيشه ونظامه الغذائي. والهدف الرئيسي لطب الأيورفيدا هو استعادة التوازن المفقود أو المختل بين قوى الحياة (Dosha) لتحقيق التناغم والوصول للصحة.

ممارسو طب الأيورفيدا يفحصون بعمق عدة أعضاء لدى المريض، بالإضافة إلى ضغط الدم والتنفس. فهذا يساعد بحسب اعتقادهم على تحديد القوة الأساسية (Dosha) للمريض، ثم يهتمون بطريقة عيش المريض وعاداته وصفاته الفيزيائية والعاطفية والروحية، فيصفون علاجات خاصة لكل مريض.

هذه العلاجات تتضمن: مركبات عشبية، ومكوَّنات تابعة للمريض، وحميات غذائيَّة، وتمارين رياضية ونصائح متعلقة بنمط الحياة.

طرق العلاج في طب الأيورفيدا:

يعتمد خلط الأعشاب على توازن الـ Dosha لدى الشخص.

غالباً ما تكون منتجات طب الأيورفيدا العشبية مزيجاً من عدة أنواع من الأعشاب. قد تُوصف على شكل حبوب، أو تُنقع بمياه ساخنة وتُشرب، أو زيوت للاستخدام الخارجي على الجلد.

قد يخلط ممارسو طب الأيورفيدا زيوتاً وأعشاباً لحمل المريض على التعرُّق أو التقيؤ؛ وذلك لتطهير الجسم من السموم أو إزالتها، ثم تُستخدم مسهِّلات وحقنات شرجية، بالإضافة إلى الغسيل الأنفي.

من العوامل المهمة في توازن الـ "دوشا" أيضاً: الطعام والنظام الغذائي، واليوغا والتأمُّل.

مدى سلامة علاجات طب الأيورفيدا وآثارها الجانبية:

يرى العلماء أنَّ هناك حاجةً إلى مزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان استخدام الأعشاب آمنًا للأشخاص الذين يعانون من السرطان. نحن لا نعرف حتى الآن كيف تتفاعل هذه الأعشاب مع العلاجات السرطانية التقليدية مثل العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي. وقد تلوثت بعض العلاجات العشبية المستخدمة في الأيورفيدا مع مستويات عالية من المعادن السامة مثل الرصاص والزرنيخ أو الزئبق.

- في إحدى الدراسات التي أُجريَت عام 2008، فُحِصَ 193 منتجاً طبياً مُتاحاً على الانترنت للأيورفيدا. وجد الباحثون أن 21% من هذه الخلطات المصنوعة سواء في الولايات المتحدة أو الهند، احتوت على نسب تجاوزت النسب المسموح بها يوميّاً من الرصاص والزِّئبق أو الزرنيخ.

بالإضافة إلى أن الكثير من المواد المستخدمة في منتجات طب الأيورفيدا غير خاضعة لفحص سلامة في تجارب سريرية موثوقة.

- بعض الأساليب الأخرى المتبعة في نظام طب الأيورفيدا -مثل التدليك والحميات الغذائية وتقنيات التطهير- قد يكون لها آثار جانبية مؤذية أيضاً إذا ما مورست على نحوٍ خاطئ أو دون إشراف ممارس مؤهَّل.

رأي العلم بخصوص فعالية طب الأيورفيدا:

معظم التجارب السريرية لأساليب طب الأيورفيدا كانت محدودة النطاق، أو اعترضتها مشاكل تصميمية، أو كان ينقصها مجموعات إدارة مناسبة؛ ممَّا أثر في نتائج البحث وجعلها ضعيفة التأثير في المجتمع الطبي.

إلى حين فحصها على نطاق أوسع وموثوق أكثر، تبقى هذه الأساليب موضع جدل إن كانت تساعد المرضى حقاً في التعافي من الأمراض أو التخفيف من أعراضها.

وإلى ذلك الحين تبقى النصيحة الأهم: لا تستخدم الأيورفيدا ليحلَّ محلَّ الرعاية الصحية التقليدية أو لتأجيل رؤية مقدم الرعاية الصحية و إخباره عن مشكلة طبية.

و أخيرًا متابعينا الأعزاء: أخبرونا عن مدى استعدادكم للخضوع لأساليب طبية غير مُثبتة بدقة؟ وهل لديكم أي تجارب سابقة مع الطب البديل؟

المصادر:

1. هنا

2. هنا