البحث العلمي والمنهجية العلمية > البحث العلمي

الدراسات الوبائية

- ما هي الوبائيات  Epidemiology؟

        هي دراسةُ كيفية حدوث الأمراض في مجموعة معينة من الناس وأسباب حدوثها، وتُستخدم المعلومات الوبائية لوضع خطط من أجل منع حدوث الأمراض، ومساعدة الأشخاص الذين تطور لديهم المرض سابقًا، وإحدى السمات الأساس للدراسات الوبائية هي قياس العلاقة التي تربط بين نتائج الأمراض وعوامل الخطر التي تساهم في حدوثها، وأحد الأمثلة على الدراسات الوبائية: دراسةُ قبولات الحوادث في أحد المشافي؛ إذ لوحظ أن نسبة كبيرة منهم  من كبار السن، فاستنتج الباحثون أن المرضى البالغين من العمر 60 سنة أو أكثر هم عرضة للحوادث أكثر من غيرهم.

- ويعدُّ العالم البريطاني جون سنو John Snow هو الأب الروحي لعلم الوبائيات الحديث (ليس جون سنو من مسلسل   Game of Thrones)؛ إذ  أثبت أن الكوليرا تنتقل عن طريق المياه الملوثة وليس عن طريق الهواء كما كان يُعتقَد سابقًا.

- إن الخطوة الأولى لإجراء دراسة وبائية هي تحديد الفرضية باعتماد سؤالِ الباحث، ومن ثم اختيار نوع الدراسة المناسبة للإجابة عن هذا السؤال، ومن ثم جمع البيانات وتحليلها وإصدار النتائج، وتصنف الدراسات الوبائية إلى تجريبية ورقابية؛ وهذا ما سنتكلم عنه الآن.

- أنواع الدراسات الوبائية:

1- الدراسات التجريبية Experimental Studies: وفيها يُقسّم الباحثون المشاركين إلى مجموعتين، مجموعة التجربة experimental group والتي تخضع للتدخل intervention (مثل: إعطاء دواء معين) ومجموعة شاهد control group، ونتيجة المقارنة بين المجموعتين؛ يتمكن الباحثون من تحديد التأثيرات الناجمة عن التدخل، وأهم الدراسات التجريبية هي:

    - التجارب السريرية المعشاة( Randomized clinical trials(RCT: يُحدَّد المشاركون بطريقة عشوائية.

2-  الدراسات الرقابية Observational Studies: يراقب الباحثون ما يحدث لمجموعة من الناس، ولا يخضع المشاركون لأي تدخل في هذا النوع من الدراسات، مثال: لدينا مجموعة من المرضى تستخدم دواءًا معينًا، ويراقب الباحثون لمعرفة فيما إذا كان هذا الدواء يجعل المرضى بصحة أفضل أم لا، وتقسّم الدراسات الرقابية إلى:

1- دراسات حالة-شاهد Case-Control Studies: ويستخدم هذا النوع من الدراسات في تحديد درجة الترابط بين التعرض إلى عوامل الخطر والنتائج؛  إذ يُقارن بين مجموعتين؛ المجموعة الأولى وهي مجموعة الحالةCase group  والتي تضم الحالات المصابة بالمرض، والثانية هي مجموعة الشاهد Control group والتي تضم الحالات السليمة، ويُرجَع  إلى ماضي المشاركين لمعرفة العوامل التي تعرضوا إليها والتي يمكن أن تكون عوامل خطر.

2- دراسات الحشد Cohort Studies: ونقسم المرضى إلى مجموعتين؛ مجموعة معرضة إلى عامل الخطر (مثال: مدخنين) ومجموعة أخرى غير معرضة إلى عامل الخطر (مثال: غير مدخنين)، ثم المقارنة بينهما لمعرفة من تطور لديه المرض، ومعرفة دور عامل الخطر في إحداث المرض أو لا، ولدراسات كوهورت نوعان: دراسة مستقبلية Prospective ودراسة ارتجاعية (قهقرية) Retrospective.

3- الدراسات المقطعية المستعرضة Cross-Sectional Studies: تُجمع البيانات المتعلقة بالتعرض والنتيجة في الوقت نفسه، وتستخدم هذه الدراسة في قياس انتشار الأمراض في مكان معين، وتعدّ من أضعف الدراسات الرقابية.

4- الدراسات البيئية Ecological Studies: تستخدم عندما تكون البيانات على مستوى الفرد غير متوفرة أو هناك حاجة للمقارنة بين التعرض والنتيجة ضمن شريحة كبيرة من الناس؛ إذ تفيد هذه الدراسة في بحوث الصحة العامة.

- وأخيراً، يجب اختيار نوع الدراسة بدقة قبل البدء بها والتخطيط لها جيدًا، لأنه من الصعب تصحيح الأخطاء بعد الانتهاء من الدراسة، وسوف نتكلم عن كل نوع من أنواع الدراسات الوبائية بالتفصيل في المقالات القادمة.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا

4- هنا