الطب > طب العيون

الحول

هو عيب بصري يجعل العينين بحالةِ عدم توازن؛ إذ تتجه كل عين إلى نقطة مختلفة.

يوجد في الحالة الطبيعية ستُّ عضلات تعمل معًا وتتحكم بحركات العين، فتجعل العينين تنظران إلى النقطة نفسها في الوقت نفسه. في حين ينجم الحَوَل عن خلل في التوازن بين هذه العضلات؛ وبهذا لا تعمل هذه العضلات معًا، وتصبح كل عين تنظر في جهة مختلفة عن الأخرى.

مثلًا قد تُركز إحدى العينين نحو الأمام، في حين قد تنظر العين الأخرى:

- نحو الداخل (حول أنسي).

- نحو الخارج (حول وحشي).

- إلى الأعلى (حول فوقاني ).

- إلى الأسفل (حول تحتاني ).

أسباب الحول: إن السبب الأشيع له وراثي؛ ومن أهم الأسباب:

- الحول الخِلقي: يظهر في الـ 6 أشهر الأولى من الحياة.

- طول النظر غير المُصحَّح.

- الإصابة ببعض أمراض الجهاز العصبي (مثل الورم الأرومي الشبكي).

- أمراض العين: كالسرطانات والأمراض التي تُسبِّب شللًا في عضلات العين.

- أورام في الدماغ.

- ضربة على الرأس التي تقود إلى أذية في مناطق الدماغ التي تتحكم بحركات العين.

قد يكون الحول مرتبط ببعض الأمراض؛ فمثلًا يحدث لـ 40% إلى 60% عند المصابين بالشلل الدماغي، ويظهر عند مرضى داء غريف (مرض يحدث بسبب زيادة تركيز هرمونات الغدة الدرقية)، ومرضى متلازمة داون.

أنواع الحول :

يوجد أنواع عديدة من الحول؛ ولكن الأشيع هي:

الحول الدائم (التكيفي): يحدث غالبًا في طول النظر غير المُصحّح، ووجود استعداد وراثي له، وتظهر أعراضٌ مثل الرؤية المزدوجة وإغلاق إحدى العينين أو تغطيتها عند النظر إلى شيء قريب، ويحدث في السنوات الأولى من الحياة.

الحول الوحشي المتقطع: تثبت عين واحدة على الهدف، في حين تنظر الأخرى إلى الوحشي، ويحدث في أي عمر. والأعراض هي صداع وصعوبة في القراءة وإجهاد العين وإغلاق عين واحدة عند رؤية أجسام بعيدة أو ضوء ساطع.

وفي كلتا الحالتين -وخاصة في الحول الدائم- يلجأ المريض إلى إمالة الرأس نحو الأعلى أو الأسفل من أجل توضيح الرؤية؛ ما يؤدي إلى عدم الراحة، وقد ينتج نمو غير طبيعي لعظام الرأس.

كيف يُؤثر الحول في الرؤية؟

كل عين تنظر إلى شيء مختلف؛ وبذلك ستصل صورتان مختلفتان إلى الدماغ يُفسرها بعدة طرائق:

- يرى الشخص صورتين مختلفتين في المكان نفسه، فتُدمجان في صورة واحدة؛ الأمر الذي يخلق ما يسمى (الارتباك البصري) وهي حالة نادرة جدًّا.

- تصل صورتان إلى الدماغ؛ صورة طبيعية من العين الثابتة، وصورة غير واضحة من العين المنحرفة؛ وبهذا الرؤية مزدوجة.

- في الحول الطويل الأمد: يتجاهل الدماغ الصورةَ غير الواضحة؛ فيرى جسمًا واحدًا فقط.

العلاج:

يمكن إصلاح قسم من حالات الحول باستخدام النظارات فقط، أو قد نلجأ إلى الجراحة؛ إذ تُقوى عضلات العين أو تضعف بهدف إعادة حالة التوازن بينهما لتصبح الرؤية واضحة. وقد نحتاج في بعض الحالات إلى استخدام النظارات وإجراء العملية الجراحية.

ومن العلاجات أيضًا تغطية إحدى العينين بواسطة لصاقات من أجل زيادة قدرة العين الأخرى على الرؤية.

وبعد الجراحة؛ قد يحدث عدم ارتياح لدى المريض وقد تُستخدم النظارات؛ ولكن فترة قصيرة جدًّا. وفي الحالات التي يبقى فيها الحول موجودًا بعد العمل الجراحي؛ نلجأ إلى علاج إضافي.

الفوائد التي لوحظت عن طريق علاج الحول:  

- إزالة الرؤية المزدوجة.

- مظهر طبيعي للعينين عند النظر إليهما.

- استعادة وضع الرأس الطبيعي (كما ذكرنا سابقًا أن المصاب بالحول يميل رأسَه لتوضيح الرؤية).

- زيادة المجال البصري عند مرضى الحول الأنسي.

المصادر:

1- هنا

2- هنا

3- هنا