علم النفس > القاعدة المعرفية

لمحة عن علم نفس النمو

يُعدُّ النمو من الموضوعات المهمة التي أفرد لها علم النفس زاوية خاصة، والتي تميَّزت بالاتجاه العلمي الدقيق عن طريق الأبحاث التي تناولت مختلف النواحي الجسمية والانفعالية والجنسية والعقلية، والتي أعطت العلماء خدمة في غاية الأهمية في مجالات الحياة المختلفة.

ويمكن تعريف علم نفس النمو بأنه فرع من فروع علم النفس يهتم بدراسة التغيرات السلوكية كافة التي تطرأ على الإنسان في أثناء مراحل نموه المختلفة، بكلّ ما يحمله كلٌّ منهما من خصائص وراثية تنحدر من الوالدين والأسلاف، وما يكتنف هذه الخصائص من عوامل تكوينية داخل بيئة الرحم حتى يحدث الحمل ويولد الجنين.

وقد أقرت مختلف الهيئات ومنظمات علماء النفس هذا المصطلح منذ عام 1954 ليشمل:

سيكولوجية الطفولة.

سيكولوجية المراهقة.

سيكولوجية الرشد والشيخوخة.

وهذا يعني أن الخواص المختلفة لظاهرة النمو النفسي قد أصبحت واضحة الحدود والمعالم، وتمايزت في خصائصها، واستقامت بوصفها ميدانًا مستقلًّا من ميادين علم النفس الحديث.

أهمية دراسة النمو:

تهدف الدراسة العلمية للنمو إلى اكتشاف المقاييس والمعايير المناسبة لكل مظهر من مظاهره؛ مثل معرفة العمر الزمني للطفل وعلاقته بالوزن والطول، وتطوره اللغوي والعقلي، ونموه الجنسي والاجتماعي، إضافة إلى نموه الانفعالي، وهي الخبرة النفسية التي تشير إلى ردة فعل الفرد وسلوكه تجاه البيئة المحيطة المادية أو علاقته بالآخرين أو بالمواقف المختلفة التي يواجهها.

يمكننا -عن طريق هذه المعايير- قياسُ النمو الجسمي والنفسي والاجتماعي بمقاييس صحيحة؛ فيكشف النمو العادي المتوسط، والنمو البطيء المتأخر، والنمو السريع المتقدم، وحدوث اضطرابات.

ويمكننا عن طريق دراسة النمو التوصل إلى معرفةِ أصول الظاهرة النفسية ونشأتها وتطورها من أشكال السلوك البدائية إلى أكثرها تعقيدًا وتركيبًا، إضافة إلى وضع المعايير التي تحدد مراحل النمو النفسي بمختلف مظاهره؛ فيبلور علم نفس النمو لعلم النفس التربوي المفاهيمَ المتصلة به، وشروط عملية التعلم والمقدرات والعمليات العقلية، وكذلك؛ يزود علم النفس السريري (الإكلينكي) بما يعوق مسار النمو الإنساني من اضطراب يتعين علاجه، ويزود علم نفس الشواذ (علم الأمراض النفسية) بالأفكار المتصلة بمظاهر الجنوح التي يجب تصحيحها بالتربية والتأهيل النفسي والمهني.

فمثلًا؛ أظهرت دراسة أجراها kolb عام 1995 أن إصابة الدماغ أو النقص في التغذية وكل ما يرتبط بها من اضطراب في العمليات التنموية في مرحلة الرضاعة قبل سنتين من العمر تؤثر بطريقة دالة في حجم الدماغ؛ ممَّا يجعله أصغر في مرحلة الرشد من الحجم الطبيعي.

ومما سبق؛ نجد أن هذا المجال من علم النفس يتضمن مظاهر عديدة لنمو الفرد؛ تتضمن النمو العقلي والانفعالي والاجتماعي، والتي تهم -بأنواعها المختلفة- المربين والمعالجين النفسيين والأطباء والاجتماعيين على حد سواء. ومع ذلك؛ يجب التأكيد على أن الفرد هو وحدة متكاملة من يوم ميلاده إلى يوم وفاته، وأن المظاهر السابقة كلّها تعمل وحدةً متجانسة، ويمكن فصلها في حال الدراسة فقط.

 

المراجع :

خضور، ابراهيم، 2008، علم نفس نمو الطفولة، منشورات جامعة البعث، حمص.

السيد ، فؤاد 1998، الاسس النفسية للنمو من الطفولة إلى الشيخوخة ، دار الفكر العربي ، مصر.

الشقيرات ،محمد ،2015،علم النفس العصبي ،جامعة مؤته ، الاردن.

(brain development and kolb : هنا)