الطب > ألـــبــــومــــات

لين الخيمي؛ علمٌ وإبداع.

لين الخيمي؛ طالبة طب بشري في سنتها الثالثة، وعضو في "الباحثون السوريون" في فريقَي الطب وعلم النفس، وتمثل خير مثالٍ حيّ على التقاء الطّب والفن، وأنْ ليس باستطاعة كمِّ المحاضرات الهائل  الواجب دراستها كبح الفن وحدّ الإبداع.

تعلّمت لين الرسم من إخوتها، ووجدت في الفن ملجأ آمنًا لتفريغ طاقاتها إلى أن طوّرت نفسها؛ فأصبح رسمها يُعبِّر عنها، وباتت لوحاتها تعكس شخصيتها النشيطة الطموحة.

وهنا لا بأس أن نُحدِّثكم عن علاقة الطب بالفن على أرض الواقع:

طالما كان الفن وسيلة للتعبير عن النفس وعمّا يختلج في صدورنا من مشاعر وأحاسيس متخبِّطة؛ إذ نسعى عن طريقه إلى طرد الشرور داخلنا، ولكن عندما يكون الفنان قادرًا على ممارسة فنه خارج النطاق المتعارف عليه ليشمل مساعدة مَن يُعانون ضغوطات وصعوبات، ألا تغدو للفن رسالة أخرى؟! أجل؛ يصبح الفن بحدِّ ذاته علاجًا.

ففي يومنا هذا؛ استطاع الفنان أن يرتقي بفنه ليدخل عالم المعالجة، وهنا لا يُقصد بالفن أن يكون علاجيًّا بالمعنى الطبي؛ ولكن بمقدور ممارسته أن تكون منبرًا للإمكانيات الإبداعية.

فقد باتت تُنجَز ورشات عمل خاصة للعلاج عن طريق الفن؛ إذ يدير المعالج النفسي مجموعات الأشخاص المشاركين سواء كانوا أصحَّاء أم مرضى نفسيين، ويُرشدهم إلى الأمور المرتبطة بقواعد الجلسة مؤكدًا أن وظيفتها هي التعبير عن النفس بمنتهى الشفافية، فيتحرر المشترك من قيوده مُتخذًا من الفن وسيلة لترجمة أفكاره عندما تخونه الكلمات. ومن الجدير بالذكر؛ اعتراف بعض الدول أمثال فرنسا وبلجيكا بنظام المعالجة بالفن.

ولكن يجب التنبيه إلى خطأ يقع فيه الكثيرون؛ ألا وهو إضافة لاحقة "العلاج الفني" إلى أدائهم؛ ما يعطي صورة خاطئة عن حقيقة الأمر؛ أي في حال عزف طبيب نفسي على آلة موسيقية -الغيتار على سبيل المثال- في أثناء جلساته؛ فهذا لا يجعله مؤهلًا ليكون معالِجًا بالموسيقا، والمرشد الاجتماعي الذي أدى دورًا مسرحيًّا لا يجعل منه معالِجًا فنيًّا، وقد يكون قادرًا على تقديم نتائج بسيطة، ولكن؛ ليس ذلك بالقدر الكافي.

إذًا؛ يوجد مفهومان رئيسان يُوجِّهان الممارسة الفنية في بيئة الرعاية الصحية: التعبير والإبداع. وتُشير فكرة التعبير إلى القدرة على إحضار شيء موجود مسبقًا لمنحه ترجمة. وأمّا الإبداع؛ فهو التعبير عن تلك الحقائق المختلفة عن طريق الفن؛ أي بمفردات فنية. وتعتمد المعالجة بالفن على هذين المبدأين، وقد تكون خطوة افتتاحية آفاق مستقبلية غير واضحة بعد.

وأخيرًا نقول: بوركت أناملك يا لين! ولك من أسرة "الباحثون السوريون" كل الودِّ والتشجيع، ولفنِّك وإبداعك كلّ الإعجاب والاحترام.

بعض من أعمال لين: