منوعات علمية > العلم الزائف

لماذا الأساور المغناطيسية ناجحة.. في إهدار نقودك لا غير!

كتير مننا سمعنا بالموضة الجديدة تبع الأساور المغناطيسية، ويلي في ناس مسميتها (الأساور الطبية) وفوق منها بتنباع ببعض الصيدليات على إنها بتملك خصائص علاجية وبتسكّن الآلام وبتنظم الدورة الدموية، يا ترى شو مدى صحة هالادعاءات؟ وشو مبدأ شغل هالاساور ولأي درجة هي مفيدة فعلياً؟

المقال التالي رح يبين لنا بطريقة علمية زيف تلك الادعاءات

العلاج المغناطيسي هو نوع من أنواع الطب البديل الذي يستعمل المغانط الساكنة عادة على شكل أساور أو خواتم أو حتى على شكل طبقة ممغنطة توضع عادة داخل الأحذية وذلك لتخفيف الألم وادعاءات طبية أخرى. أما المجتمع الطبي فله رأي آخر ويعتبرها نوعاً من العلاج الوهمي. فقد قامت العديد من الدراسات خلال العقود الثلاث الماضية بإظهار أن تلك المنتجات المغناطيسية لم تقدم فائدة أكثر او أقل من منتجات شبيهةٍ مزيفة لا تحوي على المغانط، وذلك ما يثبت فعلا التأثير العلاجي الوهمي على مستخدميها (Placebo Effect). ومع ذلك فان العلاج المغناطيسي يبقى ذا شعبية كبيرة حيث إن حجم مبيعات منتجاتها تجاوز الـ 300 مليون دولار في الولايات المتحدة وحدها، ويصل الى 5 مليارات دولار حول العالم!!

ما هي آلية العمل المفترضة للمنتجات المغناطيسية؟

تعود فكرة العلاج المغناطيسي لأزمنة قديمة حيث استخدم من قبل معالجين تقليديين اعتقدوا بأنّ هنالك ظاهرة سحريّة غامضة في الأحجار المغناطيسية، وهؤلاء المعالجون آمنوا بشكل جدي بأنّ تلك الأحجار باستطاعتها اجتذاب واستخراج المرض أوالأرواح الشريرة من جسم الإنسان.

أما حديثاً فأصبحت الادعاءات هي عن قدرة المغناطيس في تحسين تدفق الدم في الأنسجة، وتلك الآلية مقبولة ظاهرياً باعتبار أن الدم يحوي على الحديد، والمغانط تجذب الحديد. فأين المشكلة؟

مشكلة تلك الآلية هي في أن الحديد محصورٌ فقط في خضاب الدم (hemoglobin) وهو بالواقع لا يتمتع بخاصية المغناطيسية الحديدية، والتي تجعل بعض المواد كالحديد ينجذب نحو المغناطيس، وعوضاً عن ذلك فإنّ الدم ذو خاصية مغناطيسية معاكسة عندما يكون محملاً بالأكسجين أي انه يقاوم أي حقلٍ مغناطيسي خارجي، وذو مغناطيسية مسايرة عندما لا يكون محملا بالأكسجين، ومن جهةٍ أخرى فإن مقدار الجذب في تلك المنتجات يكون ضعيفاً جداً وغير دائم مما يمنعه من التأثر على الإطلاق بتلك المنتجات.

تخيلوا لو كان الحديد في الدم يتأثر بالمغنطة، ببساطة كانت أجسامنا ستنفجر عند تعرضها لجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والذي يستعمل حقلاً مغناطيسياً أقوى بآلاف المرات من ذلك الموجود في الأساور وما يشابهها من منتجات!

يضاف إلى ذلك أنّ المغانط بشكل عام ذات الحقول المغناطيسية الضعيفة جداً (كتلك التي تلصقها على الثلاجة) لا تستطيع اختراق جلدك، وباستطاعتك التأكد من هذا بمراقبتك للانجذاب الضعيف بين مغناطيس صغير وبين دبوسٍ لا يفصل بينهما سوى جوربٌ عادي، مع العلم أنّ جلد الإنسان هو أثخن بثلاثة مم من بعض الجوارب .. !!

أما آلية العلاج الثانية المزعومة من البعض فهي قدرة المغانط على تعديل توازن ما يسمّى بـ "الطاقة الكهرومغناطيسية في جسم الإنسان" ..! والمشكلة هنا أنك حين تسأل أياً من الفيزيائيين أو الأطباء عن هذه "الطاقة الكهرومغناطيسية" او كما تدعى أيضاً بـ"تدفق الحياة" او "تدفق الطاقة" سيجيبك انّ الفكرة بحدّ ذاتها ليست علميّة ولا وجود لتوازنٍ تم قياسه أو دراسته أو إثبات وجوده أصلاً في أجسامنا فهو بحدّ ذاته علم زائف.

أظهرت دراسات عديدة تتعلق بالمجال المغناطيسي القوي لجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) بأنه لا وجود لأي تأثير حتى لتلك المجالات المغناطيسية القوية على جسم الإنسان . وكانت العديد من الدراسات الفيزيائية والطبية التي شملت أعضاء الإنسان قد فشلت في إظهار أي فعالية في استعمال المغانط لمعالجة الألم أو تقوية العضلات كما يدعي البعض، وكانت واحدة من أضخم الدراسات التي نشرت عام 2007 في مجلة الطب الكندية والتي أعادت غلقاء نظرةٍ شاملة على عدد كبير من الدراسات السابقة المتعلقة بالمغانط الساكنة، حيث إن عدداً قليلاً جداً من تلك الدراسات كانت قد قالت بوجود أيّ قيمة علاجية أما العدد الأكبر منها نفت ذلك، وفي النهاية توصل الباحثون إلى انه (لا وجود لأي دليل يدعم استعمال المغانط الساكنة في تخفيف الآلام ولذلك فإن المغانط لا يمكن اعتبارها علاجاً فعالاً)،

دراسة واحدة فقط كانت ايجابية في دفاعها عن العلاج المغناطيسي نشرت عام 1997 قام بها كارلوس فالبونا في جامعة بايلور الطبية وعنونت تلك الدراسة كما يلي (استجابة الألم عند مرضى شلل الأطفال للحقول المغناطيسية الساكنة) ولكن حتى تلك الدراسة التي افترضت أن الألم سوف يزول أو ينخفض، قد استعملت مجالاً مغناطيسياً يقدر بـ 300 – 500 غاوس أي أكثر شدة بعشر مرات من المغانط التي تلصق عادة على جدران البرادات!!! وتم إجراء تلك الدراسة على 50 مريض فقط، فهذه الدراسة كانت صغيرة ولم تكن سوى Pilot Study أي دراسةً تحضيرية بهدف أخذ نظرة على نطاق ضيق لفهم الصعوبات والأولويات قبل اجراء الدراسة الحقيقية، ولسببٍ ما فإنّ ( فالبونا ) نفسه لم يقم بتكرار الدراسة على عينة اكبر، ولم يعد نشرها أبداً ضمن أيّ موضوع بحثي .

عند تكلمنا عن العلاج المغناطيسي يجب أن لا يحصل خلط بينها وبين العلاج باستخدام نبضات الحقول الكهرومغناطيسية

( PEMFT) والذي يستعمل في معالجة العظام، ومؤخرا استخدم في معالجة حالات الاكتئاب حيث انه في تقنية ( PEMFT) وبدلا من استخدام مغانط ساكنة ضعيفة، يقوم الأطباء باستعمال تقنية خاصة في تطبيق نبضات من طاقة كهرومغناطيسية شديدة على المنطقة المتأثرة وذلك للمساعدة في بدء عملية الاستشفاء، حيث انه في حالة كسور العظام فإن تلك النبضات تحث إشارات كهربائية عند المستوى الخلوي لتحفيز مواد كيميائية داخل الخلايا لتقوم بإصلاح الأضرار في الأنسجة، ويعود تاريخ هذه التقنية إلى عام 1900 وأول ما استخدمت في الولايات المتحدة على الحيوانات في معالجة الكسور قبل أن تصبح آمنة للاستخدام البشري عام 1970، وحتى استعمال ( PEMFT) لا يزال عموماً اقل قبولاً لدى الأطباء .

أما بالنسبة لاستخدام الأساور أو الخواتم أو ما شابهها وكل ما يتعلق بخصائصها المغناطيسية فخلاصة القول فيها بأنه لم يتم إثبات كفاءتها إلا في أمرٍ واحد فقط وهو جذب المزيد من نقودك !!!

المصادر:

هنا

هنا

الصور:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا