الكيمياء والصيدلة > الصحة العامة

أبٌ أكبر، خطرٌ أكبر

قد يؤخّرُ العديد من الرجال موعدَ تمتعهم بالأبوَّة وحصولهم على الأطفال، ولكن أكدت أبحاث حديثة ضرورةَ مسارعتهم في ذلك لتجنُّبِ مخاطر مضاعفات الولادة ومشكلات صحّة المواليد المترافقة مع تقدم السن.

أُحدِثَت هذه الدراسة لأن نسبةً كبيرة من الرجال يفضلون إنجاب الأطفال في أعمار متقدمة، إذ أنّ واحدًا من كل عشرة أطفال يعود لأب عمره يزيد على الأربعين عامًا. ووجدت الدراسة أنه عندما يبلغ الآباء الجدد سنَّ الخامسة والأربعين أو أكثر، فستزداد احتمالاتُ حدوث الولادة المبكرة قبل أوانها، ونوبات الصرع عند المواليد، وسكري الحمل لدى الأم.

عند الحديث عن الخصوبة يجب علينا ألّا ننسى الأب؛ فإنجاب طفل هو أمرٌ متعلق بكلي الأبوين، إذ يؤدّي فيه الآباء دورًا مهمًّا. ولا يجب على الرجال الاعتمادُ على مبدأ قدرتِهم على الإنجاب غيرِ المرتبطة بالسن، وبالمقابل لا يجب عليهم أن يقلقوا حيالَ ذلك، فالمسألةُ مسألة احتمالات. علمًا أنّ تأخير موعد الإنجاب سيزيد خطرَ حدوث مضاعفاتٍ تتعلق بالولادة وصحّة الطفل، ولكن فرصة أن يكون كلُّ شيء على ما يرام لا تزال قائمةً أيضًا.

وقد تحرَّت الدراسة بياناتِ أكثر من 40 مليون ولادة بين عامي 2007 و 2016؛ قُيِّم فيها الوزن عند الولادة، ومقدار تأثُّر المولود بالتخدير في أثناء عملية الولادة، ونسب تحويل حديثي الولادة إلى العناية المركزة، والإصابة بنوبات الصرع، والحاجة إلى المضادات الحيوية بعد الولادة، كذلك تحرَّت إصابة الأم بسكري الحمل والتسمم الحملي.

وأُخذ بعين الاعتبار المتغيرات المتعلقة بالأم من مستوى التعليم والحالة الزوجية وكونها مدخنة أم لا ومدى حصولها على الرعاية لتكون عواملَ ثابتة؛ كي تتعلقَ النتائج وتعود للأب فقط. وقد تبيَّن أنّه مع ازدياد عمر الأب زادت احتماليةُ حدوث المشكلات؛ فالرجال الذين تجاوزت أعمارهم 45 سنة لديهم خطر أعلى بنسبة 14% لإنجاب طفل قبل أوانه، في حين تزايدت هذه النسبة لدى الرجال الذين في سن الخمسين لتصل إلى 28%.

كما أظهرت النتائج أنّ الآباءَ بعمر 45 سنة وما فوق لديهم خطرٌ أكبر بنسبة 18% للحصول على طفل مصاب بنوبات صرع، مقارنةً بالآباء الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 34 سنة. وارتفعت نسبة إصابة الأم بالسكري الحملي إلى 34% لدى الأمهات المقترنين بشريك تجاوز عمره 45 عامًا.

وعلى الرغم من أنّ العلماء لا يستطيعون تكهُّن سببَ الترابطِ بين ازدياد عمر الآباء ومواجهة هذه المخاطر العالية؛ فقد كانت هناك شكوكٌ بحدوث بعض الطفرات في الحمض النووي للحيوانات المنوية الذكرية مع تقدُّم الرجل في السِّن، وربّما تؤثر تلك التغيُّرات في صحة الحمل والطفل، كذلك يمكن أن تؤثر التغيُّرات الجينية لدى الجنين والمشيمة في صحّة الأم عند وجود أب كبير في السن.

ولا بدَّ من الإشارة هنا إلى بعض الدراسات السابقة التي أظهرت أنّه عندما يزيد عمرُ الأب على الأربعين عامًا ستزيد المخاطر المهدِّدة للحمل أو التي تؤثر في صحّة المواليد؛ كالإجهاض قبل الأسبوع العشرين من الحمل، والإصابة بعيوب خَلقية نادرة مثل العيوب في نمو الجمجمة والأطراف والقلب، والتوحُّد، وانفصام الشخصية، واللوكيميا الطفولية الحادة.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا