منوعات علمية > منوعات

موثوقية مصادر المعلومات

إنَّ التأكُّد من مصدر المعلومات هو جوهرُ مبادرة "الباحثون السوريون"؛ إذ  إنَّ المقالات والمنشورات جميعها على موقعنا مدعومة بمصادرَ موثوقة ويعترف بها المجتمع العلمي المختص، وطالما أكدنا على أهمية البحث عن المصدر قبل البحث عن المعلومة، ولكن؛ لماذا علينا التأكد من موثوقية المصدر؟

قد يكون تطور الويب المتسارع ومواقع التواصل الاجتماعي سيفًا ذا حدَّين في مجال التعليم والتثقيف،  فسهولة الوصول إلى المعلومات ساعدت على زيادة الوعي العام؛ ولكنها تُساعد- بالقدر نفسه- في انتشار معلومات خاطئة على نحو غير مقصود أو مقصود لأهداف متعددة، فقد يكون انحياز الكاتب لجهة ما أو فكرة ما سببًا لنشر معلومات مغلوطة، فيجب عليك عند البحث عن المعلومات الصحيحة التأكد من مصادر هذه المعلومات قبل الأخذ بها، ويمكن ذلك بمرحلتين:

المرحلة الأولى:

التأكد من المواقع الرسمية والأكاديمية:

تُشكِّل لاحقةُ الموقع عنصرًا مهمًّا في الاستدلال على الجهة التي تنشر البيانات في هذا الموقع،

وسنعرض في هذه القائمة أهم اللواحق، وفيما إذا كانت تُعدُّ موثوقة أم لا:

1- لاحقة / .gov/، ولاحقة /.mil/ : وتُمثِّلان مواقع تابعة للحكومات والجهات العسكرية، وهما -بوجه عام- من أكثر المصادر المعتمدة والموثوقة على الويب، مع التحفُّظ على ما يعدُّ توجُّهات سياسية لمواقع تهدف إلى التأثير بالرأي العام.

2- لاحقة /.edu/ : وتُمثِّل مواقع تابعة للجامعات المعتمدة، وهي غالبًا موثوقة على نحو كبير، ولكن؛ يجب الحذر والتأكد من حقوق النشر والاقتباس.

3- لاحقة /.com/ : وهي لاحقة تُمثِّل مواقع تابعة لشركات خاصة غالبًا، وتشمل معلومات عن شركات محددة، وتنشر الشركات المتحكمة بهذه المواقع إعلانات ترويجية غالبًا؛ لذلك يجب التأكد من عدم انحياز هذه الشركات فلا يمكن عدُّ هذه المصادر ذات موثوقية علمية.

4- لاحقة /.org/ : وهي لاحقة تُمثِّل مواقع تابعة لمنظمات متخصصة، وهناك العديد من المنظمات المنحازة والتي لا تعدُّ مصدرًا موثوقًا للمعلومات أيضًا.

5- لاحقة /.com.co/، واللواحق المنتهية بـ /lo/ : غالبًا ما تُعبر هذه اللواحق عن مصادر معلومات ساخرة أو لأهداف أخرى غير علمية، يفضل الابتعاد عنها والتأكد من مصادر أخرى من القائمة السابقة الذكر.

وإضافة إلى موضوع اللواحق؛ فعليك تجنُّب المواقع التي تُجبرك على الإفادة بمعلومات شخصية عنك أو عن شيء ما؛ لأنَّها غالبًا ما تكون ذات أهداف إحصائية. وكذلك ينصح بالابتعاد عن المواقع ذات التصميم غير الاحترافي والمواقع التي تحوي صورًا ساخرة وصفحات الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي (عدا صفحة الباحثون السوريون والصفحات التي تذكر المصادر على نحو واضح وسهل الوصول).

 

المرحلة الثانية: اختبار بسيط مؤلف من مجموعة أسئلة تُجيبُ عنها بنفسك لتقدير مدى موثوقية ما تقرأ؛ إذ أُعدَّت مجموعة الأسئلة هذه لتسهيل المحاكمة المنطقية التي يجب أن تطرحها بها للتأكد من مصدر المعلومات على الشبكة العنكبوتية:

1) أين نُشرت هذه المعلومات؟

إنَّ أكثر المصادر موثوقية هي الأوراق البحثية الخاضعة لمراجعة الأقران (مجموعة من الباحثين المختصين في مجال البحث) وعادةً ما تُنشر مثل هذه الأوراق في المجلات العلمية العالمية أو عن طريق مكتب الجامعات الصحافي أو تنشر شهادة براءة اختراع من أحد الجهات المختصة لصالح الباحثين.

2) من كتب هذه المعلومات؟

أغلب الجامعات والمؤسسات العلمية المعتمدة تنشر أسماء المتخصصين والباحثين العاملين تحت لوائها على موقعها الرسمي، ويمكن التأكد من اسم كاتب المقال عن طريق بحث بسيط في موقع الجهة التي يدَّعي الانتماء إليها.

3) هل هذه المعلومات متلائمة زمنيًّا مع موضوع البحث؟

يمكن أن تصبح بعض الأبحاث والمقالات مُنتهية الصلاحية بعد مرور فترات زمنية محددة، في حين أنَّ مواضيع أخرى لن تتأثر صحتها مع مرور الزمن. وإذا كان المصدر قديمًا نسبيًّا فمن الأفضل أن تبحث عن مصادر حديثة (قد تختلف الإحصائيات أو من الممكن أنَّه تُوصِّل إلى أدوات أكثر دقة في القياس مما يؤدي إلى نتائج أفضل).

4) لمن يُوجَّه هذا المقال أو البحث؟

تكتب الأبحاث الموجَّهة إلى المجتمع العلمي الأكاديمي بطريقة ممنهجة سهلة الفهم بعيدة عن الصور والخيالات الأدبية بحيث يسهل قراءتها وفهمها، وغالبًا ما تكون هذه المقالات مرفقة بالمراجع العلمية أو المصادر المعتمدة علميًّا.

أخيرًا؛ لا بُدَّ من القول بأن المحاكمة العقلية المنطقية هي المرحلة الأخيرة في التأكد من المعلومات؛ فمن المؤكد أنَّ الفكر الباحث هو فكر يصعب خداعه.

المصادر:

هنا

 هنا