الطب > مقالات طبية

متلازمة خاصة بمتعاطي الماريجوانا

كثيرًا ما نسمع عن أضرار كثيرة لإدمان الحشيش، ومن ضمنها الماريجوانا، ولكن قليلًا – وقد يكون معدومًا – سماعنا لمتلازمة (فرط التقيؤ القنبي) التي تصيب الأشخاص المدمنين حشيش القنب إصابة مزمنة (وتعد الماريجوانا أهم أنواعه وأشيعها)، ويُعدُّ القنب "الجرعة المحظورة" الأكثر تعاطيًّا في الولايات المتحدة الأمريكية مثلًا، مع أكثر من 16.7 مليون متعاطٍ له وذلك عام 2009، وفي كل عام يدخل قرابة 2.6 مليون شخص أمريكي جديد عالم متعاطي القنب والمارجوانا.

أما عن متلازمة فرط التقيؤ القنبي؛ فقد وُصِفها أول مرة عام 2004 عندما لاحظ الأطباء ظهور العديد من حالات الإقياء المزمن وكان جميع أصحاب الشكاية يتعاطون الماريجوانا وعندها عُرِفت المتلازمة وارتبطت بالاستخدام المزمن للقنب.

ومن أكثر المعرضين للإصابة بهذه المتلازمة الشباب الذين لديهم تاريخ بتعاطي الماريجوانا فترة طويلة وبكميات كبيرة، وأعراضها لا تظهر فور استخدام الماريجوانا؛ فقد أظهرت دراسة نشرت عام 2011 أنَّ أغلب الحالات بدأت تظهر لديها الأعراض بعد عدة سنين من بدء تعاطي الماريجوانا، ولكن مع ذلك نجد بعض الحالات أُصِيبت بالمتلازمة بعد تعاطي الماريجوانا أقل من عام، بل وبعضهم أصيب بالمتلازمة مع تعاطيه للماريجوانا بكمية أقل من مرة أسبوعيًّا.

أما عن أعراضها؛ فهي الإقياء المتكرر والدوخة والألم البطني الشديد.

والمتلازمة لها ثلاثة أطوار: طور بادري (حضانة) ثُم طور فرط تقيؤ يدوم 48 ساعة تقريبًا ثم طور تعافٍ.

وبما أن هذه  المتلازمة نادرة؛ فلا نستطيع أن نجزم تمامًا عن طريقة تسبيب الماريجوانا لهذه الأعراض، ولكن تساعد عدة عوامل بإظهار تلك الأعراض وعلى نحوٍ كبير وهي: منع إفراز الحموض المعدية، وتبطيء إفراغ المعدة، والالتهابات.

وقد أظهرت عدة دراسات وجود معضلة حقيقية مثيرة للاهتمام وهي أن مادة الـ Tetrahydrocannabinol  (المكون الكيميائي الفعَّال في الماريجوانا)، عندما يكون تعاطيها مزمنًا، وقد تُسببُ تأثيرًا مضادًّا للغثيان على الدماغ (وهذا هو السبب في أنها توصف في بعض الأحيان طبيًّا لمرضى السرطان الذين يتلقون العلاج الكيميائي)، ولكن يمكن أن تسبب الغثيان في الواقع بسبب تأثيرها بالمعدة أيضًا؛ فكيف تسبب أحيانًا هذه وأحيانًا تلك؟

ومع ذلك؛ متلازمة فرط التقيؤ القنبي هي مشكلة طبية حقيقية؛ إذ إنَّ آثار الألم الشديد في البطن، إضافةً إلى التقلص والقيء الذي يُمكن أن يستمر ساعات قد وُثِقت تمامًا من قبل الأطباء والباحثين.

وإذا تُرِكت دون علاج (وإذا استمر المريض في تعاطي القنب وكذلك تفاقم الآثار)؛ فيمكن أن يؤدي إلى الفشل الكلوي، وبالنسبة لمعظم الناس؛ نادرًا ما تصل الحالة إلى هذه النقطة؛ فإنَّ شدة القيء وآلام البطن هي التي تجبر المريض على التوقف حتمًا عن تعاطي القنب، وتهدأ أعراض  CHS متلازمة فرط التقيؤ القنبية بعد ذلك بوقت قصير، وقد أشار طبيب في ولاية كولورادو إلى أنَّ المرضى الذين يدخلون المستشفى يُعطَون أدوية ويتعرضون لتسريب وريدي لمساعدتهم على استعادة المواد الغذائية والسوائل المفقودة (فُقِدت نتيجة الإقياء الشديد )، ولكن أحد الأشياء القليلة المعروفة عن متلازمة فرط التقيؤ القنبية هو ببساطة أن إيقاف تعاطي الماريجوانا والقنب يجعل تلك الأعراض تختفي؛ أمَّا عن غير هذه الحقائق المذكورة يبقى  CHS لغزًا لم يُحَّل بعد تمامًا.

مصادر المقال

هنا

هنا

هنا