العمارة والتشييد > التشييد

طوب مصنوع من تربة القمر

نجح علماءُ من وكالة الفضائية الأوروبية (ESA) في محاكاة صناعة الطوب من مواد شبيهة بالمواد المكوّنة لتربة القمر؛ وذلك في سبيل خطط مستقبلية لإنشاء مستعمرات على سطح القمر تحمي رواد الفضاء من البيئة القاسية لسطحهِ، ويُعدُّ هذا النجاح إنجازًا مهمًّا سيمهدُ الطريق أمام البشرية لاستكشاف الفضاء.

في الصورة: كتلةٌ تزن 1.5 طن مصنوعة بواسطة الطباعة الثلاثية الأبعاد باستخدام التربة القمرية

وتَجِدُ الفرق الأوروبية في تربة القمر نقطة انطلاق لبناء محطات قمرية دائمة، إذ تُعدُّ موقعًا متقدمًا وعاملًا مساعدًا للحدِّ من اعتماد المستكشفين على الموارد الأرضية؛ فمثلًا؛ بالنسبة إلى مشروع ناسا الذي يسعى إلى إنشاء محطات على سطح المريخ، فإنَّ إيجاد مصادر بديلةٍ لمواد البناء الأرضية سيقلل كثيرًا من الطاقة المهدورة في رفع مواد البناء الثقيلة إلى الفضاء.

يبين الشكل منظورًا لتصميم محطةٍ قمرية. 

تشكلت تربة القمر في خلال ملياراتِ السنين نتيجة تأثيراتٍ مختلفةٍ عن التأثيرات التي تتعرض لها تربة الأرض كالعوامل الجوية والتعرية والتفاعل مع الحياة العضوية، ومع ذلك؛ فهي تتكون أساسًا من البازلت الذي يشكّل 90٪ من الصخور البركانية للأرض.

لاحظ الباحثون من المركز الأوروبي لروّاد الفضاء أنَّ للأرضِ والقمر تاريخًا جيولوجيًّا مشترَكًا، وليس صعبًا العثور على موادّ مشابهة لما هو موجود على القمر في بقايا تدفقات الحمم البركانية،  فعلى سبيل المثال؛ وجدوا في مناطق حول مقاطعة كولونيا الألمانية أنَّ الرماد البركاني الناتج من النشاطات البركانية منذ 45 مليون عام مطابقٌ إلى حدٍ مقبولٍ جدًّا للمواد المكوّنة للغبار القمري، إضافةً إلى أنّه متوافرٌ بكثرة.

من  الأمور الرائعة حول تربة القمر أنّها تتكون بنسبة 40% من الأوكسجين؛ وحاليًّا يدرسُ الباحثون كيفية تفكيكها لاستخراج الأوكسجين منها بغرض مساعدة رواد الفضاء لإطالةِ مدّة بقائهم على سطح القمر.

إلا أنّه -للأسف- يوجد بعض الفروقات الهامة بين تربة القمر وتربة الأرض، أهمُّها أنّ تربة القمر مشحونة كهربائيًّا، وهذه خاصيةٌ يصعب إعادة إنتاجها على الأرض، إضافة إلى أمرٍ آخر وهو جهلنا بشحنتها الكيميائية أو حتى تبعات استخدامها في مجال البناء؛ وقد يعني هذا أنَّ وكالة الفضاء الأوروبية ستضطر إلى جمع عينات من القمر لفهم خصائصها الفيزيائية والكيميائية المختلفة على نحو أفضل.

إن كلَّ ما سبق يدفعنا إلى العودة مجدّدًا إلى سطح القمر للحصول على عيناتٍ أصلية معرّضة للظروف والإشعاعات الموجودة في البيئة القمرية عوضًا عن محاولاتنا لمحاكاة تلك الظروف في المختبرات الأرضية.

فهل يمكننا أن نستفيد مستقبلاً من تربة القمر في مجال البناء؟

المصدر: 

هنا

هنا